بعد استعادة “رنكوس” اين تتركز “العمليات”؟

الجيش السوري يستعيد بلدة رنكوس في القلمون بريف دمشق

بعدما استعاد الجيش السوري مدينة “رنكوس” في جبال “القلمون” ، تمكن ضبط الحدود المشتركة مع لبنان الى حد كبيرٍ، ما خلا بعض الممرات البرية في سهول الزبداني المؤدية الى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وهي أقل وطأة بكثير من طرق التهريب بين “عرسال” والاراضي السورية المجاورة، التي باتت في قبضة الجيش. وبهذا الانجاز قطع أبرز طرق الأمداد الخارجية للمجموعات المسلحة الى الداخل السوري، بدليل هروب المسلحين من “رنكوس باتجاه الزبداني، بعدما وقعت اعداداً كبيرة منهم في كمائن نصبتها القوات المسلحة على الطرق بين هاتين المنطقتين، بحسب مصادر ميدانية متابعة، وتشير بدورها الى العمليات العسكرية تتركز راهنا في شكلٍ كبير في “الغوطة الشرقية” لدمشق وفي “الغاب الشرقي” في “حماه”.

وفي التفاصيل، أولا من “الغوطة”، فالمعارك على أشدها في منطقة “المليحة”، حيث تقاتل المجموعات المسلحة قتالاً مستميتاً، بسبب الطوق الذي يفرضه الجيش على المنطقة، وبالتالي ضيق المساحات الجغرافية أمام المسلحين، في حال قرروا الانسحاب في اتجاه مدينة “دوما”. فلم يعد أمامهم سبيلاً إلا القتال حتى الموت أو الاستسلام، بفعل القوة النارية التي تستخدمها القوات المسلحة لتطهير “المليحة”، حيث يشارك سلاح الجو والمدفعية في قصف مواقع المسلحين في المناطق المحيطة “كجوبر ودوما وحرستا” وسواها. ورداً على الضغط الناري التي تتعرض له هذه المجموعات، تقوم بدورها بردود افعال انتقامية من خلال قصف المناطق السكنية المحيطة “كجرمانا” وسواها بقذائف الهاون، على ما تشير المصادر.

وفي “جوبر”، حيث حفر المسلحون نفقاً في محاولة للتقدم نحو العاصمة، غير أن الاجهزة المختصة كانت على علم مسبقٍ بالتحضير للهجوم، فباغتت المسلحين وقامت بتفجير النفق عليهم، ثم دك مواقعهم في داخل “جوبر”.

وبالانتقال الى جبهة “الغاب الشرقي” التي لا تقل ضراوةً عن “المليحة”، فتعمل وحدات الجيش على السيطرة على “الغاب” لقطع طرق امداد المسلحين بين “البادية” و”ريف حماه”، وتشارك في العمليات الطائرات من دون طيار، لاسيما في مجال رصد “البادية”، نظراً لكبر مساحتها الجغرافية.

وفي “حلب”، لاتزال تدور المواجهات على طريقة “الكر والفر”، حيث تسيطر المجموعات المسلحة على بعض الوحدات السكنية، ثم يستعيدها الجيش منها، يذكر أن غالبية المسلحين الموجودين في الشهباء و”كسب” التي لم لم تشهد اي تطورٍ ميدانيٍ مهم، هم من جنسيات قوقازية وخليجية، بحسب المصادر.

أما عن الوضع في “المنطقة الشرقية”، فهي تشهد مواجهات عنيفة بين “التكفيريين”، لاسيما بين “جبهة النصرة”

و “دولة الاسلام في العراق والشام” التي احتلت منطقة “البوكمال”و تسعى الى ضم “دير الزور” الى محافظة الانبار في العراق، ما يؤكد ارتباط الوضع الامني في “الدير” بتطورات الاوضاع المماثلة في العراق.

وبالانتقال الى الجنوب، اي “جبهة درعا- حوران”، فلاتزال تشهد مناوشات دائمة، بحسب المصادر.

وهنا يتوقع مصدر في المعارضة السورية أن يصار الى تفاهم منفردٍ بين السلطتين السورية والاردنية لضبط الحدود المشتركة بين البلدين، قد يسبق ذلك ضربة يوجهها الجيش للمجموعات المسلحة في المناطق المجاورة للاردن، مؤكداً أن “عمان” لن تسمح بأن تبقى حدودها مسرحاً للانشطة الارهابية، وكذلك لن تسمح ببقاء مخيمات النازحين السوريين وقتا طويلاً على اراضيها، وقد ينسحب ذلك على دولٍ أخرى، يعتبر المصدر المعارض.

حسان الحسن – موقع المردة

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.