بعد انطلاق التفاوض

russia - america - obama - botin
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تستكمل القيادة الروسية بلورة مبادرتها وتدير التفاوض مع الإدارة الأميركية بشأنها لصياغة تفاهمات تغطي تفاصيل سياسية وقانونية تتوزع بين ملف الكيماوي وآليات جنيف 2 المتعلقة بوقف العنف وإطلاق الحوار السياسي السوري الذي عطلته الولايات المتحدة ومعها حلف الحرب والعدوان الدولي والإقليمي الذي تآمر على سوريا وسعى إلى تفتيتها وراهن على تدميرها بعدوان أميركي شامل .

أولا من الطبيعي ان تكون سوريا ومعها معسكر المقاومة في المنطقة والحليف الروسي القوي في يقظة تامة لمراقبة السلوك الأميركي الذي انقلب على جميع التفاهمات السابقة ليصعد من عدوانه وتدخلاته السافرة ضد الدولة الوطنية السورية وحيث واصلت الولايات المتحدة وشركاها دعم عصابات القاعدة التي استخدمتها في العدوان الاستعماري على سوريا .

من الضروري جدا في هذه المرحلة التمسك بالسلوك الروسي الحازم وبالتصميم السوري على متابعة وتدقيق جميع التفاصيل السياسية والقانونية والإصرار على اولوية إلزام حلف العدوان بوقف تصدير الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا وضمان الإلتزام الأميركي بتفكيك منصة الغزو وسحب الأسطول الحربي من قبالة الساحل السوري وبالكف عن تسليح العصابات الإرهابية في سوريا وتمويلها حيث تقع على إدارة اوباما مسؤولية إلزام الحكومات التابعة في تركيا والسعودية وقطر والإمارات بتدابير وإجراءات عملية .

إن استمرار حالة النفير والاستعداد على الأرض لصد العدوان الاستعماري ومواصلة العمل لدك معاقل القوى الإرهابية من مرتزقة الناتو وجماعة بندر هو شرط ملازم للتفاوض السياسي وهذا هو المغزى الواقعي لتثبيت المعادلات الرادعة الجديدة في الميدان لصالح سوريا وحلف المقاومة.

ثانيا من الضروري والملح مباشرة العمل على خطة سياسية وإعلامية تستثمر التحول النوعي في المواقف الشعبية العربية والدولية التي ظهرت في سياق مقاومة العدوان الأميركي على سوريا وهذا يفترض ان يكون محورا رئيسيا في العمل لبناء قوة ضغط مستمرة في مجابهة حلف العدوان فما تحقق من تحولات في المزاج الشعبي العربي كان مهما ونوعيا وعبرت عنه تحركات جماهيرية تضامنا مع سوريا رفعت فيها صور الرئيس بشار الأسد وأعلام الجمهورية العربية السورية وكذلك لا بد من التنويه بالدور المحوري لتصاعد نشاط الجماعات المناهضة للعدوان في دول غربية عديدة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها ، هذه الجبهة الشعبية العالمية والعربية تكتسب اهمية متزايدة في محاصرة نزعة الحروب الاستعمارية الأميركية في العالم ويمكن لسوريا ان تكون محور الجمع والتشبيك بين جماعات وقوى مناهضة للحرب يمكن لها لعب دور حاسم في محاصرة قوى الحرب وجميع الحكومات المتورطة الغربية والإقليمية في دعم الإرهاب البندري في سوريا.

ثالثا بعيدا عن الجدل السياسي في تقويم ما حصل وفي طبيعة ودلالات النتيجة التي استقر عليها توازن القوى العالمي والإقليمي يكفي النظر في حالة الهستيريا والخيبة المرة التي ألمت بعصابات المرتزقة السوريين وبحكومات الخليج وتركيا للتعرف على معسكر الخاسرين ولمعاينة الهزيمة المدوية اللاحقة بقوى العدوان على سوريا .

شريط الأحداث يدلنا على ان ثبات إرادة المقاومة السورية وصلابة الرئيس بشار الأسد وقوة وقدرة الحليفين الشقيقين : إيران والمقاومة اللبنانية كانت هي القلعة الصلبة التي ارتكز إليها الموقف الروسي الشجاع والمبادر بأناقة احترافية لصياغة معادلات جديدة تجلب الإمبراطور الأميركي الفاشل إلى بيت الطاعة الدولي وتبلور توازنا عالميا جديدا وترسخ نتائج اختبار القوة في منطقتنا بحيث بات مجربا وملموسا واقع ان حلف المقاومة سيكون فريقا واحدا في وجه أي عدوان على أي من اطرافه الثلاثة الذاهبين إلى تكوين منظومة قوة اندماجية فرضت حضورها الميداني وستكون أقوى بصورة مضطردة وهي تستند لشريكها الروسي القادر ومن خلفه مجموعة البريكس العالمية ومجددا لمن لم يعترف بعد ، سوريا هي قلب العالم وقلب الشرق وقلب العروبة الخفاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.