بعد عسكرة الأرض سباق عالمي لعسكرة الفضاء

space-garbage

يرى الكثير من الخبراء ان العالم اليوم ومع تفاقم الصراعات والأزمات السياسية والاقتصادية المتواصلة، يعيش سباقا محتدما من اجل السيطرة على الفضاء الخارجي الذي كان حتى وقت قريب حكرا على بعض الدول الكبرى، حيث شهد العقد الأخير وكما تنقل بعض المصادر تقدما كبيرا في النشاط الفضائي في الكثير من الدول في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، والتي سعت إلى تعزيز دورها العالمي من خلال امتلاك التقنيات الفضائية وإنتاج الأقمار الصناعية وإطلاق المركبات الفضائية، بهدف فرض نفسها كقوة فضائية عالمية، وبحسب بعض الخبراء لم يعد الهدف من سباق الفضاء مجرد السيطرة على القمر أو استكشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية، بل ان هناك اتجاهات متزايدة لعسكرة الفضاء، بما يهدد بتحوله لساحة حرب في المستقبل.

ويشهد الفضاء الخارجي تزايد عدد الأقمار الصناعية لدرجة غير مسبوقة، فهناك وكما تنقل بعض المصادر، ما بين 40 و50 دولة تمتلك أقمارها الخاصة حالياً، ويذكر أنه في عام 1986م تم إطلاق 3200 قمر اصطناعي إلى مدارات حول الأرض من أجل غايات مختلفة، من بينها 2000 قمر أطلقها الاتحاد السوفييتي، و2001 أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم صار الفضاء مليئاً بعدد غير معروف من الأقمار الاصطناعية، 65% منها أقمار تجسس، وهناك 270 قمراً اصطناعياً تستخدم لأغراض عسكرية بحتة، وهي الآن في مدارات فضائية وغالبيتها العظمى أميركية، كما أن هناك في الوقت نفسه حوالي 600 قمر تجاري مزدوج الاستخدام، أو مملوك لمنظمات غير حكومية، ومن المحتمل أن يزداد ذلك العداد حثيثاً سيما وأن حجم الأقمار الاصطناعية أصبح أصغر، كما أن إطلاقها للفضاء أصبح أسهل من ذي قبل.

وقد جاء في كتاب ” القوات العسكرية الفضائية ” لمؤلفه الخبير الاستراتيجي جون كولينز: أن السنوات الخمسين القادمة سيكون مفتاح السيطرة العسكرية فيها هو فضاء المحيط الأرضي الذي يغلف الكرة الأرضية بسماكة ثمانين ألف كيلو متر، فمن يسيطر على هذا الفضاء يتحكم بكوكب الأرض، ومن يسيطر على كوكب القمر يتحكم بفضاء المحيط الأرضي” . ومن هنا تأتي أهمية البعد العسكري لتصعيد التنافس الجارية على قدم وساق.

وفي هذا الشأن فقد انطلقت المركبة اليابانية غير المأهولة “هايابوسا-2” الى الفضاء بواسطة الصاروخ “اتش- 2 ايه” في مهمة ينبغي ان تبلغ فيها كويكبا بدائيا في العام 2018 لدراسة سطحه وجمع معلومات فريدة من نوعها تفيد في فهم نشأة المجموعة الشمسية. ونفذت العملية كما كان مقررا من قاعدة تانيغاشيما في جنوب البلاد في طقس مقبول بعد تأجيل متكرر بسبب سوء الاحوال الجوية. وقالت الوكالة بعد دقائق على انطلاق المركبة ان “الامور تجري وفق ما هو مرسوم”. وبعد 47 دقيقة على الاقلاع، انفصلت المركبة عن الصاروخ واستقرت في مدار الارض.

وستبدأ المركبة رحلتها الى الكويكب “1999 جاي يو3” شبه الكروي الذي لا يزيد قطره عن كيلومتر واحد، ومن المرتقب ان تبلغه في منتصف العام 2018. والهدف من هذه المهمة جمع عينات من الغبار من تحت سطح الكويكب الصخري الذي يحتوي على الكربون والمياه، في اطار سعي العلماء الى تحديد المواد التي كانت موجودة لدى نشوء النظام الشمسي. وبحسب خطة المهمة، ينبغي ان تعود المركبة الى الارض في العام 2020.

وسبق ان ارسلت اليابان مركبة غير مأهولة اطلقت عليها اسم “هايابوسا-1” الى كويكب يدعى “ايتوكاوا”، لكن “هايابوسا-2” اكثر تطورا وقد استفاد مصمموها من اخطاء الاولى لتجنبها. كما ان الكويكب “1999 جاي يو3” اكبر بمرتين، ويحتوي على مواد عضوية ذات طبيعة مختلفة. وبحسب الوكالة اليابانية، فان المركبة “هايابوسا-2” حين تصل الى جوار الكويكب “1999 جاي يو3″، ستجري مسحا لسطحه بواسطة اجهزة استشعار عن بعد. وتحمل المركبة على متنها المسبار الموجه عن بعد “مينرفا2″، والروبوت “ماسكوت”. وسيحط هذان الجهازان على الكويكب لتحليل تربته. والعمر التشغيلي للروبوت ماسكوت لا يزيد عن 12 ساعة سيستخدم خلالها اربعة اجهزة منها مكبر يعمل بالطيف الضوئي لتحليل التركيبة المعدنية للتربة.

والجزء الاكثر غرابة من المهمة هو اطلاق كرة معدنية من المركبة لاحداث فجوة في سطح الكويكب عرضها عدة امتار. وبعد احداث الفجوة، تهبط المركبة على سطح الكويكب وتجمع المعادن منها، على ان تعيد هذه العينات الى الارض لدراستها. ويوصف هذا الكويكب بانه “بدائي” لانه لم يتغير كثيرا منذ تشكله مع نشوء المجموعة الشمسية قبل 4,5 مليار سنة. بحسب فرانس برس.

وكانت الوكالة شرحت في بيان اهداف هذه المهمة قائلة انها ترمي الى “جمع عينات من مواد تعود الى نشوء المجموعة الشمسية يمكن ان تقلب مفاهيمنا عن آلية تشكل الكواكب ويمكن ايضا ان تزودنا بمعلومات مهمة حول طرق حماية كوكبنا”. وتتشابه هذه العملية الى حد كبير مع مهمة “روزيتا” الاوروبية التي انزلت قبل اسابيع الروبوت “فايلاي” على سطح المذنب “تشوري” في اول مهمة من نوعها في تاريخ غزو الفضاء، وهي ترمي ايضا الى التعمق في فهم نشأة المجموعة الشمسية وتشكل الحياة فيها. والكويكبات هي اجرام صخرية قد تكون ذات احجام صغيرة او متوسطة او كبيرة دون حجم الاجسام المصنفة كواكب، اما المذنبات فهي اجرام مكونة من غبار وجليد وغازات ولدى اقترابها من الشمس ترتفع حرارتها وتنبعث منها الغازات والغبار على شكل ذنب.

الى جانب ذلك أطلقت الهند بنجاح اكبر صاروخ فضائي في تاريخها، يحمل كبسولة يمكنها ان تنقل روادا الى الفضاء، في اطار برنامجها الفضائي الطموح. وهذا الصاروخ مصمم لنقل اقمار اصطناعية كبيرة ومركبات بشرية، وقد اقلع من قاعدة سريهاريكوتا في ولاية اندرا براديش جنوب الهند. وقال مدير وكالة الفضاء الهندية ك.س. راداكريشنان “انه يوم مهم جدا في تاريخ البرنامج الفضائي الهندي”.

وتختتم هذه العملية عاما كان مثمرا لدى علماء الفضاء الهنود، اذ تمكنوا في ايلول/سبتمبر من اطلاق مسبار متهاود التكلفة ليدور حول كوكب المريخ، لتكون الهند اول دولة في آسيا تحقق هذه الخطوة، وكذلك نجحوا في اطلاق عدد من الاقمار الاصطناعية. ويبلغ وزن هذا الصاروخ الجديد 630 طنا، وهو يمكن ان يحمل على متنه اربعة اطنان. بحسب فرانس برس.

ومن شأنه ان يضع الهند في موقع متقدم في مجال اطلاق الاقمار الاصطناعية. وحمل الصاروخ كبسولة مصممة لنقل ثلاثة رواد فضاء، انفصلت عنه بعد اقلاعه بعشرين دقيقة، وهبطت في خليج البنغال قبالة السواحل الشرقية للهند. وتقدر وكالة الفضاء الهندية ان ترسل اول رحلة مأهولة الى الفضاء بعد سبع سنوات.

من جانب اخر أطلقت منظمة بحوث الفضاء الهندية رابع قمر صناعي للملاحة , ونجحت بوضعه في مداره بالفضاء، وذلك لتأسيس نظام ملاحة هندي مستقل وبحسب ما جاء في سكاي نيوز, يعني إطلاق القمر وجود كحد أدنى أربعة أقمار صناعية نشطة في الفضاء ، حتى يتمكن النظام من العمل ونقل إشارات الملاحة .

ويستخدم نظام إرنيسيس في الملاحة الأرضية والبحرية، وتتبع المركبات، وإدارة الكوارث، وتقديم الخدمات الملاحية للمسافرين، وخدمات الملاحة المرئية والصوتية للغواصين, ويتوقع أن يتم الانتهاء من نظام إرنيسيس، نهاية العام الجاري، بتكلفة تصل إلى نحو مئتين وستة وعشرين مليون دولار.

من جانب اخر أعلنت الصين وبحسب وكالة سنانا، أنها بصدد إطلاق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية من طراز بايدو هذا العام. ونقلت وكالة شينخوا الصينية للانباء عن يانغ تشانغ فونغ كبير مصممي نظام الملاحة الصيني بايدو قوله إن “الصين تخطط لإطلاق ثلاثة أو أربعة أقمار صناعية لشبكة الملاحة العالمية وتحديد المواقع”. وأضاف يانغ إن “الشبكة ستكتمل بشكل نهائي بحلول عام 2020″.

وتم إطلاق القمر الصناعي الـ 17 في الشبكة العالمية بايدو في وقت سابق ما سجل الخطوة الأولى لتوسع الشبكة من نطاق الخدمات الإقليمية إلى العالمية. وتتكون الشبكة العالمية بايدو من 35 قمرا صناعيا خمسة منها ستكون في المدار الثابت بالنسبة للأرض. وأطلقت الصين أول قمر صناعي بايدو في عام 2000 وفي كانون الاول من عام 2012 بدأت تقديم خدمات تحديد المواقع والملاحة والتوقيت والرسائل القصيرة للمستخدمين المدنيين.

وأكدت الصين في وثيقة أصدرتها عام 2002 أن الهدف من برنامجها الفضائي هو الحفاظ علي مصالحها القومية، وتنفيذ استراتيجيتها في التنمية، وتنفيذ سياسة دفاعية قوية، واستكشاف الفضاء لتوظيفه لخدمة الأغراض السلمية، والخوف من تمكن الولايات المتحدة من الاستعداد لحروب الفضاء في المستقبل. وقد أثار قيام الصين في عام 2007 بتدمير القمر الصناعي الصيني “فنج يون 1سي” المخصص لأبحاث الأحوال الجوية في الفضاء الخارجي – حيث ضربته بصاروخ مضاد للأقمار الصناعية – مخاوف اليابان والولايات المتحدة وتايوان وروسيا والاتحاد الأوربي من خطر تطوير تلك القدرات وتوجيهها ضد الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء.

وبالرغم من تأكيد الصين الالتزام بالتجارب السلمية لتطوير أبحاث الفضاء الخارجي، فإن برنامج الفضاء يقع تحت سيطرة جيش التحرير الصيني، ويوفر له خبرة في الاتصالات وتكنولوجيا الصواريخ، وقدرات الحرب ضد الأقمار الصناعية. ولم تكن هذه التطبيقات العسكرية للبرنامج الصيني خافية عن أعين اليابان والهند اللتين عبرتا عن قلقهما البالغ من هذا الوضع. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنه نظرا للتطور الصيني من ناحية، والاعتماد العسكري الأمريكي على الفضاء من ناحية أخري، فإنه قد يندلع مستقبلا صراع في الفضاء بين الدولتين.

من جانب اخر قال خبراء خلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي إن برنامج الفضاء الصيني يقترب من البرنامج الأمريكي وان على واشنطن أن تستثمر في البرامج العسكرية والمدنية اذا كانت تريد أن تظل القوة المهيمنة على الفضاء. وقال خبراء للجنة مراجعة الاقتصاد والأمن الأمريكي الصيني إن التقدم السريع الذي تحققه الصين في تكنولوجيا الفضاء العسكرية والمدنية يجيء في اطار استراتيجية طويلة الأجل لتشكيل النظام الدولي للجغرافيا السياسية بما يتوافق مع مصالحها ويضمن لها الهيمنة الاستراتيجية على منطقة آسيا-المحيط الهادي.

كما تحدثوا أيضا بتحسر عن الحماس لاستكشافات الفضاء الذي خفت في الولايات المتحدة بعد برنامج أبوللو الذي أوصل الأمريكيين الى القمر عام 1969. وقال جوان جونسون فريز الاستاذ بكلية الحرب البحرية الامريكية خلال الجلسة “الصين تعيش الان سنوات أبوللو الخاصة بها. الصين تحصل على التمويل الذي تحتاجه.” وقال كيفن بولبيتر الخبير في التكنولوجيا الصينية بجامعة كاليفورنيا-سان دييجو انه في الوقت الذي تتعرض فيه ميزانية ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) للخفض بشكل ملموس استفاد برنامج الفضاء الصيني من الازدهار الاقتصادي والدعم السياسي الذي يقدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ ومن وراؤه.

وقال للجلسة “انهم أيضا قادرون على تصنيف برامجهم في خطة خمسية وخطط تستمر 15 عاما وهذا يعطيهم هدفا طويل الأجل يعملون من أجله. “اذا أرادت الولايات المتحدة ان تبقى القوة الرائدة في الفضاء فعليها ان تواصل الاستثمار في برامج الفضاء العسكرية والمدنية.” وكان الرئيس الصيني قد صرح بأنه يود ان ترسخ بلاده نفسها كقوة عظمى في الفضاء لكن بكين تصر على ان برامجها سلمية. وتنامت المخاوف من سباق تسلح في الفضاء عام 2007 حين أطلقت الصين صاروخا أرض جو دمر أحد أقمارها الصناعية الخاصة بالطقس.

على صعيد متصل تجري مجموعة سبايس اكس الاميركية الخاصة محاولة جديدة لجعل الصاروخ فالكون-9 الذي سيقلع من فلوريدا حاملا قمرا اصطناعيا، يعود ويهبط على منصة في المحيط الاطلسي. وهي المحاولة الثانية للمجموعة الاميركية الخاصة لاستعادة صواريخ الاطلاق، وتحديدا الطابق الاول من الصاروخ، وقامت بمحاولتها الاولى التي اسفرت عن النجاح في جعل الجزء الاول من الصاروخ يهبط على منصة، ولكنه تحطم الى قطع.

وقال هانس كوينيغسمان مدير المهمة في سبايس اكس “ستكون هذه المحاولة اكثر صعوبة”، لان سرعة هبوط الطابق الاول بعد دخوله مجددا الى الغلاف الجوي للارض ستكون اكبر بكثير. ولذا، فان “حظوظ نجاح المحاولة اقل من المرة الماضية” موضحا ان منصة الهبوط ابعدت اكثر عن شواطئ فلوريدا. واضاف ان سبايس اكس تمكنت من معالجة الخلل الذي تسبب في فشل المحاولة الاولى، واضاف مهندسوها خزانات تتيح تزويد المحركات بوقود اضافي للتحكم بحركة الصاروخ اثناء الهبوط. بحسب رويترز.

وتعمل هذه المجموعة الاميركية الخاصة منذ عامين على تطوير تقنيات تتيح لها ان تستعيد الطابق الاول من صواريخ الاطلاق الى الفضاء سالمة، بهدف تخفيض النفقات. وهي نجحت في ذلك مرتين العام الماضي، ولكنها تحاول في هذه التجربة ان تنفذ هبوطا دقيقا. وفي حال نجاح هذه المهمة، فمن شأن لك ان يغير كثيرا من المعطيات في مجال اطلاق الاقمار الاصطناعية، علما ان سبايس اكس تتنافس في ذلك بشكل اساسي مع المجموعة الفرنسية اريانسبايس الرائدة عالميا في هذه المجال.

واذا كانت التجربة الحالية هي لاعادة الطابق الاول فقط من الصاروخ، فان استعادة الطابق الثاني ستكون هدف التجارب المقبلة على المدى البعيد، وهو امر سيخفض كثيرا تكلفة اطلاق المركبات الفضائية. وسيحمل الصاروخ على متنه قمرا اصطناعيا مصمما لمراقبة الاحوال الجوية والعواصف الشمسية، وهو ثمرة تعاون بين وكالة الفضاءالاميركية ناسا والوكالة الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي وسلاح الجو الاميركي، بقيمة 340 مليون دولار.

وبعد 165 ثانية على انطلاق الصاروخ، ينفصل الطابق الاول منه عن الطابق الثاني، ويرتفع الى علو 130 كيلومترا ثم يشغل محركاته لكبح سرعة الهبوط التي ستصل الى الفي كيلومتر في الثانية الواحدة، ثم يشغلها مجددا قبل الهبوط، حين تنخفض السرعة الى بضع مئات من الامتار في الثانية. أما الطابق الثاني فيواصل مساره وينفصل عنه القمر بعد 35 دقيقة من الاطلاق، ثم يستقر في وقت لاحق، بعد اكثر من مئة يوم، في مدار حول الارض، على بعد 1,5 كيلومتر عن سطحها.

ويقر المسؤولون عن المهمة بصعوبة التحكم بالطابق الاول من الصاروخ، وهو يوازي ارتفاع مبنى من 14 طابقا. ولذلك لا يرى هانس كوينيغسمان ان المحاولة السابقة اخفقت. وقال “لم يكن ذلك فشلا، بل كان خطوة في اتجاه تطوير التقنيات للنجاح في مرات لاحقة في اتمام هبوط سليم”.

من جانب اخر بعد ثماني سنوات في مدار كوكب الزهرة، شارفت مهمة المسبار الاوروبي “فينوس اكسبرس” على النهاية مع اقتراب نفاده من الوقود، ولم يعد المشرفون عليه ينتظرون سوى احتراقه في الغلاف الجوي لهذا الكوكب المجاور للأرض، بحسب وكالة الفضاء الاوروبية. وجاء في بيان للوكالة انه مع اقتراب نفاد الوقود من المسبار، لن يعود التحكم به ممكنا، وعندها “سيغوص تلقائيا في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة ” حيث يحترق ويتفتت. واطلق هذا المسبار في العام 2005، ووصل الى مدار الزهرة في نيسان/ابريل من العام 2006، واجرى دراسات معمقة لسطح الكوكب وغلافه الجوي من ارتفاعات تراوح بين 250 كيلومتر و66 الفا، وفي الصيف الماضي هبط الى ارتفاع 130 كيلومترا في مغامرة انتهت بسلام ثم عاد بعدها الى ارتفاع 460 كيلومتر مواصلا اعمال المراقبة.

لكن جاذبية الكوكب تجعل مدار المسبار ينخفض باستمرار، ومنذ الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، صار الاتصال الارضي به محدودا جدا. وقال المسؤول العلمي عن المهمة هاكان سفيدهيم “خلال تلك المهمة حول كوكب الزهرة، زودنا المسبار بدراسة شاملة عن غلافه الجوي وطبقة الايونوسفير (غلاف جزيئات الالكترونات) واتاح لنا الحصول على خلاصات مهمة عن سطحه”. بحسب فرانس برس.

وكوكب الزهرة مشابه لكوكب الارض من حيث المواد المكون منها، كما ان حجمه يوازي 95 % من حجم الارض، وكتلته 80 % من كتلتها، وهما تشكلا في الوقت نفسه من عمر المجموعة الشمسية. لكنه اليوم لا يضم اي شكل من اي اشكال الحياة، بل هو اشبه بصخرة قاحلة تسبح في الفضاء، وغلافه الجوي مكون من نسبة عالية من غازات الكربون التي تسبب ارتفاعا في حرارة سطحه الى اكثر من 450 درجة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.