بندر بن سلطان في موسكو لكسر جليد العلاقات

SYRIA-CONFLICT-CLASHES

صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ

عمر الصلح:

بعد جفاء استمر نحو أربع سنوات وصفه البعض بالقطيعة السياسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، ظهر فجأة أمس ومن دون مقدّمات الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي ورئيس جهاز الاستخبارات العامة بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود في موسكو.

زيارة الأمير السعودي تكلّلت بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستمر اللقاء حسب معلومات “الجمهورية” أضعاف ما كان مخططاً له وفق البرنامج المقرّر، ما يعني انّ ملفات دسمة وحسّاسة تناولها الرجلان، وخصوصاً ما تشهده منطقة الشرق الأوسط.

ورغم انّ الزيارة لم يعلن عنها، ولم تكن متوقعة نظراً الى فتور العلاقة بين الطرفين، منذ حلول ما يُعرف بالربيع العربي في الشرق الأوسط، إلّا انّ المعنيّين بملف العلاقات السعودية – الروسية كانوا يراهنون دوماً على عودة المياه الى مجاريها، لا سيّما انّ المملكة العربية السعودية بحسب مصادر ديبلوماسية قد ضاقت ذرعاً بتقلّب المواقف الأميركية في أكثر من ملف، وتحديداً عدم الوضوح تجاه ما يجري في مصر، إذ إنّ واشنطن لم تعلن حتى الآن موقفاً واضحاً وصريحاً تجاه تحرّك الأخوان المسلمين الميداني. زد على ذلك لقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مع الرئيس المعزول محمد مرسي لساعتين، ودعوتها إلى البحث عن أرضية للتفاهم بين الأطراف السياسية في مصر، وهذا ما اعتبرته السعودية استمراراً للرهان الغربي على حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي.

وتفيد المصادر انه رغم التناقض في المواقف مع روسيا حيال العديد من القضايا، فإنّ الطرف السعودي ثمَّن عالياً ثبات المواقف الروسية، وأدرَك انّ الروس هم “حلفاء صادقون”. ومن جهة أخرى، بات صنّاع السياسة في روسيا يدركون أيضاً أنه لا يمكنهم الاستمرار في معاداة العواصم العربية الفاعلة، من هنا أوجبت مصلحة الطرفين التقارب مجدداً بينهما. وتؤكد المصادر الديبلوماسية، انّ مواقف الطرفين متوافقة الى حد كبير في الشأن المصري، على رغم انّ هوّة الخلاف في المواقف بين الرياض وموسكو لا تزال عميقة في الشأن السوري، لكن هذا اللقاء شكّل فرصة لتبادل وجهات النظر والبحث عن نقاط مشتركة يحافظ فيها الطرفان على الحد الأدنى من رؤيتهما لما يجري في سوريا، الأمر الذي يعني انّ عملية كسر جليد العلاقات قد بدأت، ومن شأنها أن تأخذ أشكالاً أخرى، وتحديداً في العلاقات الثنائية، لا سيّما وانّ الطرفين كانا يعملان في وقت سابق على تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما. وتشير المصادر إلى انّ الأزمة السورية كانت حاضرة بقوّة بين بوتين وبندر اللذين تحدثا مفصّلاً عن إمكان إنجاح مؤتمر “جنيف 2″، وهو ما يصرّ عليه الجانب الروسي، وقد حمل الأمير بندر في جعبته من موسكو أفكاراً جديدة حيال صيغة الحل الروسي للأزمة السورية. وترى المصادر انّ لقاء بندر وبوتين من شأنه تسريع عقد “جنيف 2” وجعله أكثر فعالية.

مهندس العلاقات السياسية والأمنية، كما يصفه البعض، حضر الى موسكو لساعات معدودة التقى خلالها بوتين وغادر فوراً، لكن ما لا شك فيه انّ هذه الساعات كانت كفيلة بطرح الكثير من القضايا الخلافية التي أدت الى جفاء في العلاقة بينهما. ولكن يبقى السؤال، هل ستشكّل هذه الزيارة نقلة نوعية في مواقف الطرفين؟ 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.