بوتين.. وإعادة بناء الكنائس والمساجد العربية

marwan-soudah-putin

موقع إنباء الإخباري ـ
مروان سوداح*
بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لإعادة بناء الكنائس الأرثوذكسية المُهدّمة في سورية، سارع تنظيم داعش الى اقتراف جريمة جديدة بشعة يَندى لها جبين البشرية، وكأنها رد على “إعلان بوتين”، هي هدم دير مار اليان التاريخي الاثري بمدينة القريتين السورية، والذي يضم كنيسة كاثوليكية آشورية، برغم من ان عمائر هذا الدير تعود الى العصر الخامس الميلادي.
والجدير بالملاحظة هنا، ان هذا الدير، كان خضع منذ 10 سنوات إلى ترميم على يد الكاهن، بولو دال اوكاليو، الذي خُطف على يد تنظيم داعش الإرهابي، وأعدم ذبحاً في عام 2013، بعد ان استنكرت روسيا والعالم اختطافه، واختطاف وذبح غيره من الكهنة والراهبات، في أزمان مختلفة من الحرب الارهابية على سورية.
إعلان بوتين عن نيّته إعادة بناء الكنائس في سورية، ثَبُتَ، على الرغم من أن قلّة من الكهنة المسيحيين بالاردن يتحدثون علناً في محاضرات وخارجها عما يُسمّونه بـ”الوجه البشع لروسيا”، ولسانهم في هذا هو لسان عدد من الكهنة اليونانيين المعادين للمسيحية ذاتها ولروسيا والكنيسة. وفي صورة شبيهة نسبياً، ينبري  بعض نشطاء العلمانيين بالتطلع صوب الروسيا بوتين رغبة منهم ان تبني لهم عمائر استثمارية، على شاكلة مدارس ومؤسسات انتاجية واجتماعية يديرونها هم، عوضاً عن إدارتها بيد مالكها الحقيقي الذي قد يُقيمها، وقد لا يُقيمها، وهو الجمعية الاورثوذكسية الفلسطينية الروسية العريقة في الروسيا وإقليم العالم العربي الآسيوي.
أقول، أنه وبرغم ذلك، غضَّ بوتين العظيم الطرف قبل بضعة أيام عن هذه الاهانات وعن غيرها من الإساءات اللامعقولة والمُمررة غربياً في مراجع ووسائل الإعلام، وأصدر أمراً رئاسياً عاجلاً الى وزيري المالية والاشغال الروسيين والى وزير الشؤون الدينية في روسيا، لتقديم كامل التبرعات والأشغال المطلوبة لإعادة بناء كنائس سورية على حساب روسيا، وإعادتها الى وضعيتها الاصلية.
بوتين أصدر أمره الرئاسي فوراً بعد زيارة إليه قام بها بطريرك الكنيسة الارثودكسية في سورية، وأبلغه خلالها عن حالة الكنائس في سورية، وهي حالة مزرية. وعلى هذا الاساس إتّخذ الرئيس قراراً سريعاً بمد يد المساعدة فوراً، ذلك ان التهديم المُتعمّد والتخريب الارهابي الدولي أصاب في سورية أكثر من 185 كنيسة أورثوذكسية، وعشرات الكنائس الاخرى لطوائف عربية ومحلية في سورية، ويا حبّذا يهب الرئيس العظيم بوتين والى جانبه الرئيس الشيشاني البطل، والمسلم الحقيقي، رمضان قاديروف، الى مساعدة الطوائف المسيحية المختلفة لبناء كنائسها، كما والمساهمة في تعمير المساجد الاسلامية التي نالها هي الاخرى إرهاب التطرف والوحشية الفالت من عِقاله ضد عموم العرب وضد عموم الروس وروسيا سواء بسواء، وللتأكيد على ما يتحلّى به الرئيس بوتين من سِعة صدر عقائدية، ودراية عميقة بأمور العامة ومتطلبات المؤمنين، ولِما يرسخ في عقله المُستنير والسَمح من إيمان بالايجابيات في جميع المجتمعات، أيّة مجتمعات بشرية، ومكوناتها المدنية والدينية.
لم يتوقف الرئيس بوتين عند حد بناء الكنائس الاورثوذكسية فحسب، بل طالب الرئيس بوتين كذلك من المخابرات الروسية، سرعة الكشف عن سارقي الايقونات الثمينة الكثيرة التي كانت موجودة خلال السنوات الماضية في كنائس سورية، وضرورة جَلبها وإعادة وضعها في الكنائس السورية، حيث كانت بالضبط.
التنظيمات الارهابية في سورية لم تتوقف عند حد تدمير الكنائس المسيحية التابعة لمختلف الطوائف العربية والسريانية والارمنية وغيرها، بل سحلت المسيحيين والمسلمين من سُنّة وشيعة وعلويين على حد سواء، إذ أن التنظيمات الارهابية تعتبر أن كل مَن هو ليس معها، هو عدو لها، وَجَبَ مقاتلته.. جَزُّ رقبته و.. نحره كالخروف ! ، لذا فإن طرحنا لشعار التحالف الاستراتيجي العربي الروسي هو مهمة ملحة جداً وضرورية للغاية، لتصليب المعسكر المناهض للارهاب الدولي والمعادي للسيادة الوطنية، وفي سبيل انقاذ الحضارة العربية والدولية، وبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا والعالم، وليتخلّص البشر من فظاعات أرباب الحروب والارهاب الدولي بمساعدة حاسمة ومساندة من ظهيرنا الدولي، ألا هو روسيا بوتين.
القصص عن الارهابيين وعدائهم لله بصورة عدائهم للديانات والمساجد والكنائس كثيرة جداً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، كيف قامت داعش قبل سنتين من الآن بالضبط، بكسر الصلبان على كنيستين موجودتين في الرقة، وهما كنيستا (البشارة والشهداء)، ومن ثم أحرقت محتوياتهما، وكيف شرعت “داعش” برفع أعلامها فوق الكنيستين، وكسر صليب كبير كان موجوداً في كنيسة البشارة، فما كان من بعض السكان إلا أن خرجوا في مظاهرة ضد “داعش” وحملوا الصليب، ودارت المظاهرة في عدة شوارع في المدينة، وهتف المتظاهرون ضد “داعش”، وطالبوها بالخروج من المدينة. إلا أن رد “دولة العراق والشام “اللإسلامية” كان قاسياً وسريعاً، إذ إنها هاجمت كنيسة البشارة من جديد، وجمعت كل ما فيها من صور وصلبان، وقامت بإحراقها، وكانت خاتمة الهجوم رفع علم الدولة فوقها. وبعد كنيسة البشارة أتى دور كنيسة الشهداء، وأعادوا الكرة مرة ثانية، ورفعوا علمهم فوقها، ما يُشير الى ماهية وطبيعة المستقبل العالمي الذي ينتظرنا في الاجندات الارهابية المتلاحقة التي نشهدها، والتي يجب ان نتغلب عليها بالتحالف الاستراتيجي والمصيري مع دولتين قويتين وحليفتين وقادرتين على دحرها ودحر الارهاب والظلام الذي بات يُخيّم على الكرة الارضية، هما روسيا والصين.
•    رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.