بيروت تعرض DILWALE أول فيلم هندي منذ 40 عاماً

إنها سينما دول العالم الثالث بامتياز. أكبر سوق استهلاكية في العالم يعني أكبر من الشطر الثاني من الرواد الذين يثقون بغرب أوروبا وأميركا.
بوليوود تتكلم، تجني المليارات من قصص غالباً ما تتشابه في هيكليتها مع اختلاف بسيط في التفاصيل.إنه “السيستم” الهندي الذي لا يتبدل منذ انطلاقة الصناعة (عام 1913 مع أول فيلم هندي صامت لراجا هاريشاندرا)، ويتضمن توليفة جذبت إليها جموع الجماهير على تنوع ألسنتهم ومفاهيمهم. الأكشن، الحب، الغناء، و الرقص، المبادىء، المثاليات، في قالب تحتل فيه الموسيقى موقع الصدارة، بحيث لا تتوقف الضربات الموسيقية، حتى التعريف بكامل جنريك الفيلم الذي يلحظ أسماء المشاركين من فنانين وفنيين. إنها صورة عن ثقافة الدولة المترامية المساحة، والمتعددة الأديان والحضارات وبلد الـ 2000 لغة، الهند.

بيروت قبل الحرب التي أعلنت عليها كانت مهتمة بالنموذج الميلودرامي المغمس بالدموع والآهات وحالات المغامرة في سبيل الفوز بالحبيب، والعطف على الأبطال كفاقد رجله في “آرزو”، والفقير حتى الفاقة في “ماسح الأحذية”. ومع التطورات العسكرية على الأرض وتدمير مبنى البيغال في البرج وسط العاصمة اللبنانية، لجأ بعض الرواد الأوفياء إلى هذه السينما وتابعوا لفترة عروضاً محدودة على شاشة سينما الخيّام في أحد منافذ شارع الحمراء الداخلية، ومن بعدهما لم تبرمج أفلام هندية على شاشاتنا. فقد كان البديل فضائياً وحسب. وظلت الأمور كذلك حتى الثلاثاء في 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري حين دعينا مع عدد من الزملاء النقاد لمشاهدة الفيلم الهندي الجديد (Dilwale) تمهيداً لعرضه جماهيرياً في الصالات بدءاً من الخميس في 25 الجاري.الواقع أن العرض الخاص شكّل بالنسبة إلينا نوعاً من النوستالجيا الشخصية. صحيح كان أمامنا على الشاشة النجم الهندي الأول حالياً “شاروخان” ومعه الفاتنة “كاجول”، إلا أننا كنا نرى فيهما ما عرفناه سابقاً مع شامي كابور، وشابانا عزمي. الوجوه اختلفت فقط، أما الأجواء، العواطف، الأغنيات، الرقصات واللقطات السريعة الخاطفة هي هي، وطبعاً مع تنفيذ تقني متقن لإطلاق النار، وتصادم ثم تدهور السيارات خلال عمليات المطاردة.

البطل راج (شاروخان) أخ أكبر لفير (فارون داوان) لكنه في الواقع تربى وإياه في بيت واحد فقط. فـ “راج” لقيط من الشارع لكنه كان المثال في الحكمة والقوة والأخلاق، والإثنان أحبا شقيقتين هما ابنتا خصمهما اللدود ميرا (كاجول) و إيشتا (كيري سانون)، وتتمحور الأحداث حول بقايا الحقد بين الطرفين، وتكون النهاية سعيدة على عادة هذه الأفلام.
أكثر ما أثّر فينا الصوت المرتفع لكل المؤثرات الخاصة والمشهدية، مع الأغنيات والموسيقى الصاخبة، التي لم تهدأ طوال ساعتين و34 دقيقة عوّضنا عنها المخرج روهيت شيتي وفريقه (هكذا وقّع اسمه على الشريط)، بمشاهد من طبيعة الهند الساحرة والعذراء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.