«بيك» بنشعي نجم عين التينة-ميسم رزق

sleiman-franjieh

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
ميسم رزق

لم يكُن مرور «بيك» بنشعي في عين التينة عادياً أمس. سليمان فرنجية كان نجم الساحة بلا منازع، ولم يُجاره أحد من المتحاورين في حجم الإهتمام الإعلامي الذي لقيه على أبواب القصر.

في الإنطباع الأولي، بدا وكأن نصاب الجلسة لم يكتمل إلا بوصوله. ولدى مغادرته، أُمطر بأسئلة الصحافيين، لكنه، كعادته، لم يبدُ حالماً، بل متفهّماً لحساسية الموقف. أوحى بأن مهمتّه الرئيسية إعادة تنظيم كل ما رشح عن لقائه بالرئيس سعد الحريري، وما بنُي عليه من سيناريوات وتوقّعات، لإزالة الألغام من طريق بنشعي ـــــ الرابية. لم يرمِ وراء ظهره إلتزامه برئيس تكتّل التغيير والإصلاح: «الكل يعرف أن مرشّحنا في 8 آذار هو العماد (ميشال) عون، أمّا الجو الجديد فهو طرح من فريق 14 آذار وقد يكون من الرئيس (سعد) الحريري. حين يطرح الأمر رسمياً، نرى كيف نتعامل معه ونحن نتكلم لغة واحدة مع الجنرال عون، وعلى تواصل مستمرّ. ولا يعتقدنّ أحد أن أي جو جديد عندنا لن يكون فيه الجنرال عون».

يبدو التصريح بديهياً. عارفو الرجل يُدركون أن ما يجمعه بجنرال الرابية أكثر من صداقة وتحالف استراتيجي. مع ذلك، فإن التمعّن في كلامه السريع يظهر أنه تقصّد ترك باب التساؤل مفتوحاً على مصراعيه، على قاعدة «ما تقول فول حتى يصير بالمكيول»، إذ إن أحداً لا يمكنه التكهّن بنوايا كل من يحاول الإيحاء بأن فرنجية بات على بعد مرمى حجر من باب قصر بعبدا، وتحديداً تيار المستقبل، وخصوصاً بعد تجارب سابقة لم تؤد الى النتائج المأمولة.

لم تفارق وجه فرنجية ابتسامة تعبّر عن ارتياح وتوحي بأن الرجل غير نادم على «فعلته» بعدما سدّت كل السبل في وجه الإستحقاق الرئاسي. لم يجد نفسه ملزماً بالظهور بمظهر «المتعفّف»، وهو الذي «تفرّج» طويلاً على الإنفتاح العوني ـــــ المستقبلي، وعلى إعلان النوايا بين عون وغريمه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. بقي خارج المشورة والتنسيق، متسلحاً بإيمان مطلق مبني على قناعة بأن كل الإحتمالات في السياسة واردة، ومنها أن يُطيح هو كل المرشّحين المعلنين، ليكون الرئيس العتيد، وخصوصاً أنه، بالنسبة إلى الثلاثي نبيه برّي وسعد الحريري ووليد جنبلاط، «الشريك الأفضل» و»ابن النظام».

في الشكل، أضفى الرجل على جلسة الحوار أمس حراكاً لم تعرفه الجلسات الـ 11 السابقة التي غلب عليها الملل. في المضمون، «لا تسوية ناضجة حتى الساعة» في شأن الملف الرئاسي، لكن الأكيد أن «ضربة المعلم الحريرية» بدأت تربك فرنجية وحلفاءه في فريق الثامن من آذار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.