ترامب يستند على السعودية و”إسرائيل” في معاركه الداخلية

قناة نبأ ـ
تقرير عباس الزين:

 

ترتبط زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض ومن ثم تل أبيب، بمشاكله السياسية الداخلية التي بدأت تتصاعد وتيرتها، في محاولة منه لاستمالة إسرائيل إلى جانبه ضد خصومه الداخليين، مستغلاً “جزية القرن”. بحسب ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

فيما يحتفي النظام المتهالك في السعودية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب كما لو أنه “المخلص”، لا يبدو رجل الفضائح السياسية في الولايات المتحدة هو نفسه في بلاده، فلديه أزمات مع “الحزب الديموقراطي” ممتدة منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية، وتبنٍّ اضطراري من أعضاء “الحزب الجمهوري” بعد صعود نجمه.

وكشفت قناة “سي إن إن” الأميركية أن البيت الابيض يدرس خطط مواجهة للرد على احتمال المباشرة بإجراءات عزل ترامب من منصبه، مشيرة إلى أن مستشارين حقوقيين اثنين في البيت الأبيض بدءا بإجراء الدراسة بهدف اتخاذ تدابير احترازية ضد عملية عزل محتملة.

وفيما تواردت أنباء عن دور دول غربية في الانتخابات لفوز ترامب، لم يرد البيت الابيض على التعليقات. حملت زيارة ترامب الأخيرة الى السعودية، والتي دأبت سلطات الأخيرة على إظهارها بالتاريخية، في طياتها، وخلف سطور الإتفاقات و”الجزيات”، علاقة مباشرة بين أزمات ترامب الداخلية، وبين تلك الزيارة، وهو ما انعكس بتوقيع “مجموعة بلاكستون” الأميركية المتخصصة في مجال إدارة الأصول وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، يوم السبت 20 مايو/أيار 2017، مذكرة تفاهم لإطلاق آلية استثمار جديدة بقيمة 40 مليار دولار لتمويل مشاريع تحديث البنية التحتية في الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أنّ ترامب كان قد وعد أثناء حملته الانتخابية باستثمار ألف مليار دولار لتنفيذ سياسة مشاريع كبرى في الولايات المتحدة.

يحاول ترامب أيضاً استمالة اللوبيات الصهيونية في أميركا إلى جانبه ضد خصومه الداخليين، مستغلاً “جزية القرن”. ولفتت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وفي مقالٍ لمُراسل الشؤون السياسيّة في الصحيفة، باراك رافيد، إلى أن الرئيس الأميركيّ سيضطر من أجل الحفاظ على موقعه في البيت الأبيض بدفع “جزيّةٍ” لإسرائيل وللوبيات اليهوديّة والصهيونيّة لمُساعدته في درء الخطر الذي يتهدّد كرسي الرئاسة.

واعتبر رافيد أنّ ترامب اليوم بحاجةٍ إلى إسرائيل أكثر ممّا هي بحاجةٍ إليه، وعليه لا يستغربنّ أحدٌ إذا قام ترامب بالانحياز كليًّا إسرائيل وتأييد مواقفها السياسيّة فيما يتعلّق بحلّ القضيّة الفلسطينيّة.

يلفت رافيد إلى أنّ اللوبيات اليهودية تؤثّر كثيراً على دوائر صنع القرار في واشنطن، ومن غير المُستبعد بتاتاً أنْ يُحاول ترامب استمالتها للدفاع عنه، وبما أنّ ترامب هو رجل أعمال ويعشق إبرام الصفقات، فإنّ الصفقة مع إسرائيل لحماية نفسه من المؤسسة الحاكمة في واشنطن، والتي لا تُخفي رفضها له، ستكون على حساب علاقات واشنطن مع العالمين العربيّ والإسلاميّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.