تركيا تسعى لتزعم العالم الاسلامي بتعاون ودعم أمريكي اسرائيلي

turkey-israel-flags

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
الصراع التركي مع ايران قديم جدا، ومرتبط بنظرة تركيا سواء العلمانية في فترة سيطرة الجيش، أو تركيا ذات “الفكر الاسلامي” الذي يمثله حزب العدالة والتنمية، فتركيا ترى في ايران خصما سواء كان الحكم في أنقرة علمانيا أو اسلاميا، وبالتالي، كان التوجه التركي نحو اسرائيل، فبين الجانبين تشابه في المصالح والرؤى والتوجهات، ومن هنا، مدت تركيا يدها بشكل غير مسبوق لاسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث أنقرة تريد تزعم الشرق الاوسط، ولكن، ليس على حساب اسرائيل، بل الى جانبها وبالتعاون معها، لذلك، دعمت تركيا العدوان على العراق، وهي تتمنى ان تتفكك قوة الدولة السورية، وتتمنى أيضا بعد تفكيك دمشق لسلاحها الكيماوي أن تحدد طبيعة الاسلحة الدفاعية والهجومية التقليدية التي يسمح للجيش السوري بامتلاكها مستقبلا، ونظرة تركيا الى ايران لا تخنلف عن نظرتها لسوريا، متمنية حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الساحة الايرانية.
وتقول دوائر سياسية عليمة لـ (المنــار) أن لدى تركيا واسرائيل أعداء وخصوم في المنطقة، من بينهم ايران والعراق ومصر وسوريا، وهدف اسرائيل أن يكون في محيطها دول ضعيفة متفككة غير قادرة على تعريض أمنها للخطر.
وتضيف الدوائر أن تركيا تخشى مطالبة سوريا بلواء الاسكندرون، واسرائيل تخشى اصرار دمشق على استعادة هضبة الجولان، وبالتالي، تل أبيب وأنقرة تريدان سوريا ضعيفة، وتشير الدوائر الى أن أنقرة واسرائيل وأطراف اخرى تسعى الى تفكيك الجيش السوري وتدمير الدولة السورية، وهذه مصلحة استراتيجية بالنسبة لتلك الاطراف، وبالتالي، تتمنى تلك الاطراف تعميق الهيمنة الامريكية على المنطقة وضد دخول أي منافس دولي (روسيا) الى هذه الساحة.
وتؤكد هذه الدوائر أن أمريكا ومنذ سنوات طويلة حددت ساحتين في المنطقة لدعمها بالاسلحة المتطورة، هما اسرائيل وتركيا، وترى فيهما واشنطن قاعدتين متقدمتين لامريكا، وحليفتين للولايات المتحدة، والدعم الامريكي للجيش التركي لم يتغير حتى في زمن حزب العدالة والتنمية، حيث أدركت واشنطن أن لا تغير في سياسة هذا البلد الخارجية ومحافظتها على علاقة وصداقة متينة مع أمريكا، وتركيا هدفها السيطرة على العالم الاسلامي، باسناد أمريكي اسرائيلي، وبالتالي، أنقرة هي دوما مع اضعاف سوريا والعراق ومصر، وفي عداء مع ايران.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.