تناقضات بيان كتلة ’المستقبل’ ..كيف يبررها نوابه؟

موقع العهد الإخباري ـ
فاطمة سلامة:

لا يخفى على أحد حجم الأزمة الداخلية التي يعاني منها تيار “المستقبل”. لهذا الحزب مرجعيتان أو أكثر. يترحّم أحدهم على أيام الرئيس رفيق الحريري،  حين جمع الأب ما فرّقه الابن لاحقاً. يعلم الصديق قبل الخصم أنّ بيوتات “المستقبل” لم تخلو يوماً من التباينات فيما بينها حول العديد من القضايا. موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الأسبوع الماضي حول الانسحاب من الحكومة والحوار عزّز تلك النظرية. انبرى “جهابذة” هذا الفريق من جهة الى تبني موقف المشنوق وتبرئته من الكيدية. وتفرّغ آخرون من “التيار” نفسه الى إعلان البراءة مما قاله، والاكتفاء بالإشارة الى أنه موقف شخصي يُعبّر عن وجهة نظر صاحبه.

اجتماع كتلة “المستقبل”

ليس جديداً هذا التخبط الذي يلف التيار الأزرق، حول مقاربة الملفات. الحملة التي شُنت على المشنوق إثر العملية الأمنية في سجن رومية خير دليل على ذلك. القول الشهير للنائب محمد كبارة في نعت المشنوق آنذاك بالقول  “جحا لا يقوى الا على أهل بيته” لا يزال متداولا في صالونات “المستقبل” أنفسهم. أمس، جاء بيان كتلة “المستقبل” لينعى ما حاول قياديو الحزب ترميمه غير مرة. تأييد موقف المشنوق ووضعه في خانة الإنذار ودعم الحكومة والحوار في آن. كلام يثير العديد من علامات الاستفهام حول النتاقضات التي يعيشها هذا الفريق الذي بدا وكأنه يحاول التوفيق بين وجهتي نظر لا تلتقيان.

“العهد” سألت أكثر من نائب في هذا التيار عن مضمون بيان الكتلة المتناقض، معظمهم حاول التهرب من الإجابة. عمار حوري حاول تبرير كلام المشنوق بممارسة هواية اللعب على الكلام. “الأخير لم يقل أبداً سننسحب من الحكومة والحوار. جُل ما فعله أنه أصدر تحذيراً من الوضع القائم”، وفق حوري. كذلك فعل زميله الوزير نبيل دوفريج، الذي علّل كلام وزير الداخلية بالإشارة الى أنه بمثابة إنذار من التعطيل الذي يضرب المؤسسات، ليبدو تيار “المستقبل” في موقع الدفاع والتراجع بعدما رمى به القياديون في مكان “لا يحسد عليه” بانتظار كلمة سر خارجية تجمع ما تفرّق في جلباب واحد.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.