تهاوي المجموعات المسلحة أمام تقدم الجيش السوري بعد خسارتها بلدة خناصر

safira

إصرار من مقاتلي ’النصرة’على محاولة الدخول الى معامل الدفاع في السفيرة

موقع العهد الإخباري ـ
حسين مرتضى:

دون توقف، واصل الرتل العسكري للجيش العربي السوري تقدمه على عدة محاور في ريف حلب الجنوبي الشرقي. الهدف الرئيسي مدينة السفيرة، التي تعتبر من اهم معاقل المسلحين على ذلك المحور، قرية بعد قرية وبلدة بعد بلدة، استطاع الجيش السوري استعادة طريق خناصر – السفيرة نحو ريف حلب الجنوبي.

بدأت المحاولات لرفع معنويات المجموعات المسلحة بعد خسارة بلدة قبتين، والتي دارت فيها اشتباكات عنيفة، قبل أن يسيطر عليها الجيش السوري.. حاولت الصفحات الإعلامية التابعة للمجموعات المسلحة شن حملة كبيرة تتحدث عن استعادة المسلحين السيطرة على بلدة خناصر وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش السوري، مشيرة إلى قدوم تعزيزات من تنظيم “داعش”، وأن الموازين انقلبت وأصبح الجيش السوري محاصراً من قبل المسلحين.

والعجيب في الامر أن الكثير من ما يسمى بأقطاب المعارضة وقع في هذا الفخ ايضا، فجاء دفاع “موسى العمر” عن تنظيم داعش بحرارة تحت تأثير خبر استعادة خناصر، ووجه لوماً “لكل من ينتقد “داعش”، وعندما تسقط بلدة بيد الجيش السوري يستنجد بها ساقطاً في فخ “بروبغندا” المجموعات المسلحة وانتصاراتها الوهمية، لتأتي صدمة انسحاب المجموعات المسلحة نحو بلدة ابو جرين واتخاذها خط دفاع متقدم عن مدينة السفيرة المفاجئة الاخرى. في هذه الاثناء كان الرتل العسكري يتقدم بسرعة كبيرة، وغزارة نارية تمهد أمامه الطريق، ليبدأ حصار بلدة ابو جرين وبلدة خربرش، المتاخمة لمدينة السفيرة الاستراتيجية، والتي تقع على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرق حلب، والواقعة بالقرب من سبخة ملحية التي تعد من اهم مصادر الملح الحجري في سورية.

مصادر محلية قالت إن المجموعات المسلحة حاولت التسلل عبر طريق تلعرن تل عابور بالقرب من معامل الدفاع على مشارف مدينة السفيرة، إلا أن الجيش السوري استطاع إحكام الطوق حول مدينة السفيرة، ومنع أي محاولة تسلل منها وإليها، ليفصلها عن محيطها الجغرافي، الذي يسمح لمسلحي جبهة النصرة من التنقل عبر طرق فرعية من ريف حلب الشرقي إلى السفيرة ومن ثم الى الرقة ودير الزور وبالعكس.

كما أغلق الجيش السوري طرق الامداد بشكل نهائي عن مسلحي ريف حماة الشمالي، ما جعل جميع المسلحين في بلدة الواحة المتاخمة لمدينة السفيرة يستنفرون في شوارع المدينة وبشكل خاص على مفرق مدينة السفيرة والواحة.

ومع وصول طلائع الرتل العسكري طريق الخناصر مروراً بقرية الجنيد والذي التقى مع القوات المتقدمة من معامل الدفاع التي طهرت بلدة قبتين، بدأ الانهيار الكلي في الدفاعات وتحصينات المجموعات المسلحة في بلدة ابو جرين، التي حاول مسلحو جبهة النصرة في مدينة السفيرة، جعلها خط الدفاع الاول امام الجيش السوري المتقدم، ليبدأ الجيش السوري بتفكيك العبوات الناسفة التي زرعت على الطريق، وردم الخنادق التي حفرها المسلحون على بوابة بلدة ابو جرين لإعاقة تقدم الاليات العسكرية، وكالعادة عندما دخلنا الى أماكن تواجد المسلحين شاهدنا المواد الغذائية والدعم اللوجستي من بعض الدول العربية خصوصا السعودية وحتى الوجبات الجاهزة من الولايات المتحدة.

وبسيطرة الجيش السوري على قرية أبو جرين التي شهدت أعنف الاشتباكات على مدى ايام عدة، يكون الجيش السوري قد اصبح على مشارف مدينة السفيرة التي تعتبر أهم مدينة في ريف حلب الجنوبي نظرا لارتباطها بالعديد من البلدات وصولا الى اعزاز مع الحدود التركية، ونظرا لاستمادة المجموعات المسلحة السيطرة على معامل الدفاع والتي تحوي مصانع صواريخ، بالاضافة الى مركز البحوث العلمية وهذه المراكز لها علاقة بالصراع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.

بموازاة ذلك، أكد مصدر عسكري لـ”العهد” أنه “من المتوقع ألا تتأخر معركة السيطرة على مدينة السفيرة التي انسحبت إليها أغلب عناصر جبهة النصرة والجماعات المسلحة من القرى والبلدات التي سيطر عليها الجيش في طريقه إلى داخلها، إلا أن الجيش السوري مصمم على معركة الحسم في ريف حلب الجنوبي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.