ثورة الأكاذيب

syria-hezbollah-asra2

موقع إنباء الإخباري ـ
غسان هاشم:
يروّج بعض المنزعجين من تدخل حزب الله في الأحداث السورية منذ يوم أمس لمقطع فيديو يصور بعض المسلحين يُنزلون بعض الجرحى من إحدى السيارات ثم يطلقون عليهم النار يصفونهم.
التعليقات المرفقة بهذا الفيديو تقول إن هؤلاء المسلحين عناصر من حزب الله في سوريا. هكذا بكل بساطة، وعليه فالجرحى من المعارضة السورية المجاهدة ضد النظام.
لا دليل يُظهر مكان أحداث الفيديو. لا علينا. لن يقوموا بتصفيتهم قرب لافتة تشير إلى قرية سورية محددة. “ما ساقبت” يمكن. لكن بالتدقيق في المشهد المصور تصويراً ضعيفاً – ربما عن قصد وتعمّد – نلاحظ التالي:
الزي العسكري “بدلة المارينز” التي يرتديها المسلحون ليست نفسها التي يرتديها شباب حزب الله في سوريا، ولا التي يرتدونها في جنوبي لبنان. فهذه البدلات لونها في الفيديو يميل إلى الفاتح. كما أن نوع الجعب العسكرية يختلف عن النوع الذي يحمله شباب المقاومة، وربما هو صناعة سورية محلية.
أما السلاح الظاهر في الفيديو فهو سلاح غير مستعمل لدى شباب حزب الله، فهم لا يستعملون السلاح الذي له مسند خشبي وإنما يستعملون السلاح ذا الأخمص الحديد القابل للطيّ، في حين أن السلاح الذي له مسند خشبي ثابت رائج بين العناصر الإرهابية في سوريا.
يبقى الحديث عن الصوت الظاهر في الفيديو. لا يظهر لنا أي فم يتكلم بشكل واضح. نسمع أصواتاً لا نرى أصحابها. ونرى أشخاصاً لا أصوات لهم. فكيف نتأكد ونتثبت من صحة الصوت الصادر في الفيديو؟ مستحيل هذا. والمثير للضحك هنا، ما تعمد لفظُه أحد مبدعي الفيديو حين الحديث عن كلمة “التكليف في سبيل الله” وهي العبارة التي لا يستعملها حزب في العالم سوى حزب الله، وكأنها إشارة إضافية لمن لا يصدق أن الفيديو لعناصر الحزب، لنقول له: بالتأكيد هم عناصر حزب الله. أما تسمع قوله: التكليف؟
وعلى فرض آخر، لو كان صاحب الصوت الذي يتحدث عن التكليف شاباً من شباب حزب الله، فهو كما نسمع، يدعو الباقين إلى عدم اطلاق النار انتقاماً، لأن التكليف لا يفرض سوى العمل في سبيل الله لا في سبيل الانتقام.
وعلى سيرة التكليف والجهاد في سبيل الله، متى كان تكليف شباب حزب الله قتل الجرحى؟ هل حصل ذلك في جنوبي لبنان ايام الاحتلال الإسرائيلي؟ هل حصل ذلك في القصير؟ هل حصل ذلك يوم سمح حزب الله، على الرغم من آلام أهالي شهدائه، بمرور الجرحى من الإرهابيين التكفيريين عبر القرى التي له فيها وجود فاعل، لتجري معالجتهم في المناطق اللبنانية؟
في زمن الفوتوشوب واللعب على الأصوات، وصناعة الأخبار على طريقة قناة “الجزيرة”، وفي زمن تصوير الأطفال يتساقطون من جراء الإصابة بالكيماوي ثم ينهضون حتى قبل انتهاء التصوير، لا يمكن لنا سوى إرجاع الرؤوس إلى الخلف والانطلاق في ضحكات ساخرة لا حدود له

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.