جنيف 2’ محور تباحث بين كيري ولافروف مجدداً

لافروف وكيري

موقع العهد الإخباري ـ

 نضال حمادة:

علم موقع “العهد” الاخباري من مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية باريس أن اجتماعاً سوف يعقد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري منتصف شهر آب المقبل، للبحث في عقد مؤتمر “جنيف 2 ” حول سوريا، ومن المتوقع أن يتفق الجانبان الروسي والأمريكي على توقيت لعقد المؤتمر.
ويبدو أن عقبة رفض “المعارضة” السورية المشاركة في مباحثات مع النظام السورية قد ذللها الأمريكيون بعد سحب الملف السوري المعارض من يد قطر وبعد تراجع الدول الأوروبية وأمريكا عن وعود التسلح، فضلاً عن الهجوم العسكري الكبير الذي يشنه المسلحون الأكراد على مواقع جبهة “النصرة” في شمال سوريا.
ويروي قطب سوري معارض أن “هذا التراجع في مواقف الائتلاف أتى نتيجة الضعف السريع الذي أصاب جماعة الإخوان المسلمين التي كانت حتى الأمس تقود المعارضات السورية عبر المجلس الوطني تارة وعبر الائتلاف المعارض تارة أخرى”، ويضيف القطب السوري المعارض ان “الحدث المصري الكبير وسقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة واعتقال قياداتهم أثّر بشكل حاسم على قوة ونفوذ جماعة الإخوان المسلمين في سوريا التي أجبرت على خفض سقف طموحاتها وعلى التواضع أمام باقي المعارضة بعدما كانت لسنتين خلتا تتعامل بشكل فوقي وتحكم كل قرارات المعارضة”.
وكان الائتلاف السوري المعارض أعلن مؤخراً انه مستعد للذهاب الى “جنيف 2 ” والتباحث مع النظام السوري ولكن بشروط، بعدما كان طيلة الأشهر الماضية يرفض مجرد فكرة التفاوض مع النظام طالما بقي الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم. وأتى هذا التراجع بعد الزيارة الفاشلة التي قام بها وفد من الائتلاف برئاسة عاصي الجربا وحضور ميشال كيلو وفاروق طيفور نائب مراقب جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى الوفد خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند، وخرج المعارضون السوريون حينها بنتيجة مفادها ان الغرب تراجع كلياً عن تعهداته السابقة بتسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية، فيما أعلن رئيس الائتلاف احمد عاصي الجربا أن المعارضة السورية سوف تخسر الحرب وهي بحالة صعبة إذا لم تقم الدول الغربية بتقديم الدعم العسكري النوعي لها في القريب العاجل.

وكانت ورقة تقييم داخلية للائتلاف السوري المعارض تحدثت عن عدم التزام الدول الداعمة للمعارضة السورية، بالقول :”حتى الآن الكثير من الوعود والقليل من الوفاء لقد أصاب هذا المعارضة بخيبة أمل بالغة، ففي حين يتردد المجتمع الدولي بالسماح لها بالتسلح النوعي الدفاعي ليتسنى لها الدفاع عن المدنيين من بعض انواع القصف الوحشي يبدو أصدقاء النظام السوري (روسيا ايران العراق حزب الله) أكثر وفاءً وتصميماً في دعمهم مادياً وعسكرياً”.
اضافت :”إن استمرار التردد والبقاء على وعود التسلح والبحث في أعذار ومبررات يمكن خلقها باستمرار قد يدخل المعارضة في سيناريو حرب استنزاف قد تصل الى بضع سنوات”.
وتابعت :”عدم قدرة الائتلاف على تحقيق تماسك داخلي سيعمق ضعف قدرته على التأثير على القادة العسكريين (قيادة الأركان) التي هي أيضا قيادة رخوة لا تملك تاثيراً كافياً على القوى الثورية العاملة على الأرض وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه وتصاعدت حدة الصراع بين تنظيم الدولة ( الإسلامية) والجيش الحر فإن الوضع الراهن سيقود الى إطالة عمر النظام دون شك وسيكون من غير الممكن السيطرة على التداعيات الخطرة والمؤقتة لإعلان حكومة كردية في الشريط الحدود الشمالي الشرقي للبلاد، وليس من المستبعد ان تؤدي هذه الخطوة الى عمليات تهجير عرقي وإثارة نزاع قومي مديد لا يعرف أحد نهايته..”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.