جون ماكين وفرسان مالطة

makain-syria

صحيفة العرب اليوم الأردنية ـ
د. موفق محادين.. رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين:

ما هو سر اهتمام السيناتور الأمريكي جون ماكين بتحطيم البلدان العربية بلدا بلدا، ودوره في دعم القوى الهدامة في ليبيا ثم سورية ولبنان، وتحريضه الدائم على حزب الله، وقبل ذلك كله دوره في غزو العراق ودماره..

وما هو سر الحماس لمواقفه عند المعارضة العراقية السابقة (قبل العدوان على العراق)، وعند نسختها السورية، وعند أوساط إعلامية عربية أخرى.. وكيف أصبح هذا السيناتور والمرشح الفاشل السابق للرئاسة الأمريكية نجما سياسيا رغم أنه لا يحوز أبدا أي شروط من شروط النجومية الكاريزمية.. ولماذا غامر بدخول العراق قبل العدوان عليه من المناطق الكردية، ودخول بنغازي قبل سقوط طرابلس بيد ثوار الناتو، ودخول سورية بالطريقة اللصوصية نفسها..

في الإجابة على هذه التساؤلات يكفي الدخول على (النت) لمعرفة الأحقاد التي تمور في صدره على الشرق والعرب مقتفيا آثار أجداده فيما يعرف بالحملات الصليبية، والثقافة العنصرية التي تتعامل مع الشرق كله على طريقة الغوييم التوراتية، كل ما هو غير يهودي (حيوان) يجوز قتله، وهتك عرضه..
بيد أن ما لا يلحظ هو الأخطر، ويفسر ظهوره أكثر من مرة إلى جانب حالات تبدو متناقضة ولكنها ليست كذلك، فمن صورة له إلى جانب ملهم الدروبي الناطق باسم الإخوان المسلمين في سورية، إلى صورة له مع ما يسمى الجيش الحر في سورية، إلى (ألبوم كامل) مع نتنياهو وحاخامات تل أبيب.. الخ.

أما الأخطر من كل ذلك صورته في أحد طوابق الفاتيكان في روما، حيث مقر سلطة غريبة من نوعها، هي فرسان مالطة التي تقف خلف الاصطفافات الدولية في أروقة الأمم المتحدة ضد العراق في القضية المزعومة (أسلحة الدمار الشامل) قبل العدوان عليه، واليوم ضد سورية في قضية مماثلة، ولمن لا يعرف الكثير عن هؤلاء الفرسان بوسعه العودة إلى كتاب يباع في السوق، هو كتاب الصحافي الأمريكي – جيريمي سكاهيل (بلاك ووتر)، آملين أن الكتّاب العرب الذين هللوا لشجاعة ماكين في دخول سورية، وقبلها لدوره ضد العراق وليبيا لا يعرفون شيئا مسبقا عن هذا السيناتور، وعن فرسان مالطة والبلاك ووتر الذين اخترعوا (قطع الرؤوس)، وصدروها وعلموها لوجههم الآخر، تماما كما أراد دانيال بايبس ولويس برنار (مؤرخان يهوديان أمريكيان)، وهما يذكّران العالم بلوحات السياف والعبيد والحور العين والغلمان في القرن التاسع عشر للإساءة للشرق مقدمة لتفجيره إلى كانتونات طائفية (سنة – شيعة – مسلمين ومسيحيين)، في إطار الشرق الصهيوني – الأمريكي الجديد..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.