حافة الهاوية

 

موقع إنباء الإخباري ـ
مصطفى المصري:
التكنوقراطية هي نظامٌ مقترحٌ للحكم يتمَ فيه اختيار صانعي القرار على أساس خبرتهم في مجالٍ معينٍ خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة العلمية أو التقنية، وايضا تعرف أنها حكم الخبراء غير المنتخبين.
إذا اسقطنا هذا النموذج على لبنان لن يلقى هذا الطرح الحياة لأن التركيبة اللبنانية هي تركيبة طائفية سياسية ولأن هواجس الطوائف من بعضها البعض ما زالت أهم عامل في لبنان، فاقتراح حكم الاختصاصيين في لبنان هو اقتراح ملغوم لعدة أسباب:
أولها أنه إلغاء لنتائج الانتخابات النيابية التي أفرزت أقليه وأكثرية
ثانياً: الحكومة في لبنان تحمل القرار السياسي لوطن، فماذا تفعل حكومة غير سياسية إزاء التحديات الإقليمه والدولية؟
ثالثاً: ماذا لو أقرّت حكومة كهذه إصلاحات حقيقية بالفعل، واصطدمت هذه الاصلاحات بالمجلس النيابي المركب أصلاً من المكوّنات السياسية؟
ورابعاً والأهم: من يبحث عن حكومة تكنوقراط هو يعبث بالوقت لكي تأتي إشارة من الخارج، ونحن على أبواب انهيار اقتصادي، ومن يحلم أن حكومة تكنوقراط سوف تأتي بأموال المجتمع الدولي التي ستدفع مليارات دولارات مقابل التوطين ومحاوله شيطنة المقاومة فهو حلم إبليس في الجنة.
الواقعية السياسية تقتضي إدارة الأزمات من خلال تكوين حكومة تكنوسياسية في أسرع وقت. وكانت تجربة حزب الله الأخيره بوزارة الصحة خير دليل على الاختصاصي الناجح المحسوب على خط سياسي، فما المانع بأن نأتي بحكومة سياسية من اختصاصيين وأشخاص لا يوجد حولهم أي علامة استفهام بهدر المال العام؟
من المتسالم عليه أن من هو في موقع الضعيف لا يمكنه فرض الشروط على الأقوياء. من هنا فالأسبوع المقبل سوف يكون الحد الفاصل لتشيكل الحكومة فكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نهار الاثنين سوف تحمل الكثير من الرسائل والحلول للخروج من الازمة ويتبعها زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان.
علينا جميعا أن نكون على قدر المسؤولية في وطن يتلاشى وأأن نراجع الأسباب الاقتصادية والسياسية التي سبقت الحرب الأهلية ١٩٧٥.
لبنان ليس للبيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وكل من يراهن على عامل الوقت فهو يلعب على حافة الهاوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.