حرب السنيورة – الست… رئاسة الكتلة و«الكرسي الثالثة»

Fouad-Siniora-Bahiya-Hariri

صحيفة البناء اللبنانية ـ
يوسف الصايغ:

بعد الخلاف مع السنيورة يبدو أنّ نائبة «المستقبل» بهية الحريري ليست في وضع تُحسد عليه، فهي تعيش مؤخراً معاناة حقيقية نتيجة طموحها في لعب أدوار سياسية أكبر، إنْ على صعيد قيادة تيار المستقبل أو على مستوى رئاسة الحكومة.

في هذا السياق تشير معلومات لـ«البناء» إلى أنّ علاقة الحريري السيئة مع رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة مردّها الى طموح «سيدة مجدليون» لخلافة السنيورة في سدة رئاسة الكتلة النيابية، وهي طرحت مطلبها على السنيورة في جدة خلال الاجتماع الذي دعاهم اليه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري قبل أسابيع لترتيب البيت الداخلي للتيار الأزرق، بعد تفاقم الخلافات والتراشق الإعلامي بين نوابه ووزرائه، لا سيما بعد تسريب فيديوات سجن رومية، وفي ظلّ معلومات تفيد بأنّ تسريب تلك المقاطع إنما جاء بضوء أخضر من وزير العدل أشرف ريفي، وذلك في سياق الصراع الدائر مع زميله وزير الداخلية نهاد المشنوق.

وبحسب المعلومات فإنّ الحريري أصرّت على السنيورة في اجتماع جدة المذكور على أن يطرح استقالته من رئاسة الكتلة الزرقاء خلال اجتماع عقده ابن شقيقها سعد الحريري الذي كان يعمل على ردم الهوة بين عمّته من جهة والسنيورة من جهة ثانية، لكن مساعيه باءت بالفشل نتيجة الخلافات الحادّة بين الطرفين.

كما تشير معلومات الى أنّ الحريري هي من تقف خلف تسريب خبر هروب ابنة السنيورة الى كوبا وزواجها، إلى بعض الإعلاميين المقرّبين منها، حيث ضغطت عليهم لنشر الخبر وتعميمه على نطاق واسع، وذلك في إطار الحرب التي تشنّها على السنيورة.

في المقابل تفيد معلومات انّ السنيورة عمل على التصدّي لهجوم النائبة الحريري من خلال الاستعانة بالنائب الخارج من صفوف تيار المستقبل خالد الضاهر الذي تربطه علاقات جيدة معه، فالأخير لا يوفّر مناسبة إلا ويهاجم فيها أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري نجل النائبة الحريري، كذلك استطاع السنيورة أن يمرّر معلومات إلى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، وعبره إلى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول تواصل بهية الحريري مع حزب الله عبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الحريري ومنعها من لعب أي أدوار سياسية على حسابه.

كذلك يعمل السنيورة على محاصرة الحريري صيداوياً، ولهذه الغاية تشير ملومات لـ«البناء» إلى أنّ السنيورة عمد عبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل المحامي محمد المراد المحسوب عليه، والمكلّف من قبل «المستقبل» بمتابعة ملف موقوفي عبرا، الى إحراج الست بهية من خلال القيام بتحريك أهالي الموقوفين ودفعهم إلى الضغط على الحريري ومطالبتهم لها خلال زيارة قاموا بها الى مجدليون للإسراع بالإفراج عن أبنائهم وإيجاد المخرج المناسب لملف أبنائهم.

لكن جواب الحريري كان عبارة عن دعوة الأهالي الى ان ينتظروا الأحكام قريباً، وهو ما أثار استياء أهالي الموقوفين الذين هدّدوا بالتواصل مع حزب الله لإيجاد مخرج لذويهم، ملوّحين بالبوح بما عندهم من معلومات حول علاقة نائبة المستقبل بالشيخ الفارّ من وجه العدالة أحمد الأسير وجماعته ما أثار مخاوف «سيدة مجدليون» من انعكاس ذلك عليها على الساحة الصيداوية.

وتختم المصادر بالإشارة الى انّ الحريري تعلم جدياً بأنّ السنيورة ليس بعيداً عن إثارة العواصف في وجهها، فهو لا يوفر وسيلة الا ويسخّرها في هجومه المعاكس على الحريري الغارقة بين حلمي رئاسة الكتلة الزرقاء و«الكرسي الثالث» والدخول إلى نادي رؤساء الحكومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.