حي الطوارئ بعد رومية

ain-el-helwe

صحيفة البناء اللبنانية –
يوسف المصري:

انتهت أمس العملية الأمنية «لتحرير المبنى ب في سجن رومية» من الموقوفين الأمنيين المتصفين باأنهم خطرون، وبأنهم كانوا من داخل زنزاناتهم في السجن يديرون شبكات إرهابية نائمة في منطقة الشمال وغيرها من المناطق اللبنانية. والسؤال عن الخطوة التالية التي ستقوم بها الدولة اللبنانية لإنهاء البؤر الإرهابية في لبنان، والتي كانت حتى ما قبل عملية إنهاء الوضع الشاذ في سجن رومية تتكون من ثلاث بؤر: المبنى ب في رومية الذي نُظّف أمس، وحي الطوارئ في مخيم عين الحلوة. إضافة إلى بلدة عرسال التي لا يزال يوجد فيها إرهابيون خطرون.

على أن حي الطوارئ في عين الحلوة كان يحتلّ المرتبة الثانية بعد رومية، وذلك لأسباب عديدة، منها أنه تحول إلى ملجأ لِطيْف واسع من الإرهابيين الخطرين أمثال شادي المولوي والشيخ أحمد الأسير وأسامة منصور وآخرين كبلال بدر وأحمد توفيق وهيثم الشعبي وأسامة الشهابي، إلخ…

… وفي الآونة الأخيرة برزت نظرية تقول إن حيّ الطوارئ في عين الحلوة لم يعد ملجأ للإرهابيين، بل تحول إلى مستودع أو «ديبو» لهم، بحيث يقصده للاحتماء به، الإرهابيون الذين لم تعد لهم أدوار داخل الجماعات التكفيرية لأنهم «احترقوا».

ولكن جملة تطورات حدثت في الفترة الأخيرة أظهرت أنه لا يزال هناك داخل حي الطوارئ تحركات تشي بأنه يستخدم كغرفة عمليات وملجأ لإرهابيين لجأوا إليه أو أنهم يمكثون فيه ليديروا منه مهمات إرهابية في بعض المناطق اللبنانية. وخلال معركة طرابلس أحبطت مخابرات الجيش عملية إرهابية كان ينوي القيام به ما يعرف باسم «خلية الأربعة» وكان يفترض أن تستهدف موقعاً للجيش عند مرفأ صيدا. وتضم خلية الأربعة لبنانيين وفلسطينيين، وتبين أنهم جميعاً من جماعة أحمد الاسير المختبئ في مخيم عين الحلوة… وبعض المعلومات بخصوص خلفيات عملية التفجيرين الانتحاريين في جبل محسن، أوجد ربطاً بين المنفذين الاثنين وإرهابيين موجودين في المخيم وعلى رأسهم شادي المولوي وأسامة منصور اللذين فرا إليه بعد معركة طرابلس الأخيرة.

وتراكمت في الفترة معلومات تحذر من حصول عمليات إرهابية انطلاقاً من مخيم عين الحلوة. وكان آخر هذه المعلومات حذّر من إن إحدى الانتحاريات ستقوم بتفجير نفسها خلال أحد احتفالي إضاءة شموع انطلاقة فتح يوم 31/12/2014، ثم وردت معلومات عن موجة تفجيرات انتحارية محتملة ستهز مناطق لبنانية خلال المرحلة المنظورة، وأن مركز تخطيطها يقع في عين الحلوة والقلمون، وأيضاً في سجن رومية الذي استهدف المبنى ب فيه أمس بعملية أمنية لإنهاء أي صلة للإرهابيين الموجودين فيه بالخارج.

ويجدر في هذا المجال إيراد ملاحظة ذكرها أمس مراقبون تعليقاً على كلام لمصادر رسمية قالت إنه تأكد وجود صلة بين مفجري المقهى في جبل محسن وبين إرهابيين مسجونين في رومية، وذلك عبر رصد اتصالات أجريت بين الطرفين. وبحسب هؤلاء المراقبين فإنه إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم تستعمل هذه الاتصالات بين المنفذين الانتحاريين وإرهابيين في رومية من أجل إحباط عملية مقهى عمران؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.