خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الخمسون)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

 

الحلقة الخمسون:
-1-

[ الخطّة الأمريكية ]

عندما نعرف ما يحاك لنا، في دهاليز وأقبية، مطبخ القرار الأمريكي، نصبح أكثر قدرة على مواجهة تلك المخططات، وأكثر إيماناً بالنصر القادم، وأكثر استعداداً، لزج كل الطاقات والقدرات الممكنة، لإفشال تلك المخططات.

قبيل زيارة (جون كيري) إلى المنطقة، اجتمع مجلس الـ (٤٠) الأمريكي، الذي يشكّل مركز ومطبخ وصانع القرار، ويمثّل: الـ(C I A) ، ومجلس الأمن القومي، ومجلس سياسات الدفاع، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ووزارة المالية الأمريكية.

·       وقرّر هذا المجلس، تأجيل لقاء (أوباما) مع (بوتين) لمدّة ثلاثة أشهر، يجري خلالها، تصعيد الأعمال المسلّحة، داخل سورية، وتصعيد الحرب السياسية والنفسية، عليها، كمحاولة أخرى، للنجاح في ما فشلوا في تحقيقه، حتى الآن وخاصةً بعد فشل الحسابات الأمريكية، في أن لا يكون (النظام السوري) موجوداً، مع بداية عام (٢٠١٣)، والعمل على تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، عبر قيام الجماعات المسلحة، باستنفار قواها وطاقاتها، إلى الدرجات القصوى، من أجل تزويد (أوباما) برأسمال تفاوضي، في الموضوع السوري، يستطيع أن يواجه به (بوتين)، في (حزيران) القادم.

·       كما قرّر مجلس الـ (٤٠) الأمريكي… استمرار الحرب الأمريكية، غير المباشرة على سورية، ليس حتى (حزيران) فقط، موعد القمة الأمريكية -الروسية، بل لعدة أشهر لاحقة، يجري خلالها، التفاوض بين الخارجية الأمريكية والخارجية الروسية، بحيث تتواكب تلك المفاوضات، مع استمرار العمليات المسلّحة، داخل سورية، من أجل تحقيق بعض الإنجازات التي فشلوا في تحقيقها، ومن أجل إجبار (النظام السوري) على التنازل في بعض المسائل التي يرفض التنازل فيها.

·        وقرّر، أيضاً، صرف النظر، نهائياً، عن فكرة الحرب على إيران، وحتى عن فكرة الحصار البحري عليها، والاستمرار في الحصار الاقتصادي، وفي الحرب النفسية والسياسية والإعلامية، واستمرار القيام بالأعمال الخفية ضدها….

·        وقرّر كذلك، وضع (لبنان) على حافة الهاوية، والحرص، في الوقت ذاته، على عدم وقوعه في تلك الهاوية، وبما يحقق التضييق على (حزب الله) وابتزازه، وإشغاله بتفاصيل، بعيدة عن ميدان اهتمامه الأساسي….

·        كما قرّر إشغال (العراق) في هجمة سيارات مفخخة جديدة، عقاباً له على عدم تعاونه في الحرب على سورية، ولإجباره على التعاون في ذلك..

·        والأهم من كل ذلك، هو تشجيع عمليات التدمير الذاتي، داخل المنطقة العربية، بما يوفر على واشنطن، كل ما كانت تضطر للقيام به، من أجل إحكام السيطرة على المنطقة…

·        وقرّر المجلس، أيضاً، استغلال الفرصة المناسبة، للانتهاء من القضية الفلسطينية، وللقيام بتسوية، كفيلة بتحقيق الأمن الإسرائيلي، من خلال استغلال (انشغال سورية بنفسها)، ومن خلال (التحاق “حماس” بـ”الدوحة”)، ومن خلال (غرق إيران بالأزمة السورية) بحيث يمكن تمرير التسوية النهائية التي عجزوا، عن تمريرها في الماضي.

·        وبالنسبة، لنا، في سورية، فإنّنا نؤكّد لهم بأنّ حساب حقلهم، لن ينطبق على حساب بيدرنا، وكل ما سيحققونه، عبر الأشهر الستة القادمة، هو المزيد من الشيء نفسه، أي المزيد من الدمار والقتل، ولكن كيدهم، سيرتد إلى نحرهم، وسوف تتحوّل الدماء السورية المراقة، إلى زيت مغلي، يَنْصَبُّ على رؤوس، كل مَن ساهم في سفك الدماء السورية .

-2-

[ مَعّاز الخطيب، يدعو الرئيس الأسد، إلى مناظرة تلفزيونية !!!!!!!!!!!!!!!!! ]

لقد جنّ المَعّاز (بفتح حرف الميم، وشدّة على حرف العين) ، ويذكّرني هذا المعتوه بـ: (أحمد-شاي-فتفت) عندما دعا سيد المقاومة، السيد “حسن نصر الله” لإجراء مناظرة تلفزيونية معه!!!!!!!$$$$$$$$. ويبدو أنّ هذا المَعّاز، نسي أنه عبد لعبد لعبد لعبد لعبد لعبد لعبد لعبد، ونسي أنّ العالم بكامله، يعرف كيف جرى تركيب هذا المَعّاز، على رأس (إتلاف حمد) وأنّ جاسوساً صغيراً، اسمه (رياض سيف) هو الذي رشّحه للسفير الأميركي في دمشق (فورد) وأنّ السفير الأميركي، هو الذي رشّحه لـ: الـ(CIA) ، وأنّ الأخيرة هي التي أمرت خَدَمها وعملاءها الصغار من نواطير النفط والغاز، لترجمة وتنفيذ هذا الأمر.. وهذا يعني أنّ هذا المَعّاز، لا يعادل في عالم السياسة، أكثر من حارس تواليتات، لا بل أنّ حارس التواليتات، أفضل منه، بألف مرة، لأنّ حارس التواليتات، ليس خائناً لوطنه، بل يعيش بعرق جبينه!!!!!!!!.

وينسى هذا المعتوه، أنّ السيد الأكبر لأسياد أسياد أسياد أسياده (الرئيس أوباما) ينتظر إشارة من الرئيس الأسد، يقول فيها، بأنه مستعد للتخلي عن نهج المقاومة فقط، لكي تحطّ طائرته (طائرة أوباما) في مطار دمشق الدولي، ولكي يجري اعتماد الرئيس الأسد، زعيماً للمنطقة بكاملها، من بابها إلى محرابها، ولكي يتراكض أسياد أسياد مشغّلي هذا المعتوه، حينئذ، لأخذ البركة والرضا من الرئيس الأسد (صحيح اللي استحوا، ماتوا).

-3-

[ السوريون وعيد الفصح المجيد ]

كل عام والسوريون جميعاً، بخير، في عيد الفصح المجيد، رغم هول الحرب الكونية العدوانية، عليهم، ورغم أنف أعراب الغاز والكاز، ورغم أنف الوهّابيين التلموديين، ورغم أنف إخونجيي الاستعمار القديم والجديد… وقد يستنكر البعض – وهذا حقهم – كيف يمكن القول بأنّ السوريين بخير، بينما تسيل دماؤهم، أنهاراً، وتتحطم بيوتهم ومنشآتهم وبنيتهم التحتية؟!.

إنّ سورية بخير، رغم جراحاتها العميقة، لأنها صمدت في وجه أقسى وأشرس وأقذر حرب عدوانية عليها، في تاريخها، والصمود وحده، إنجاز كبير جداً.. لأنّ الصمود، هو الخطوة الأهم، لهزيمة الحرب على سورية، وهو الجسر الذي سيقود إلى النصر المبين، على أعداء سورية، الدوليين والإقليمين والأعراب الأذناب، عبر سحق وطحن أدواتهم الإجرامية والإرهابية، سواء المستجلبة من الخارج، أو الخارجة على وطنها من الداخل، ممن جعلوا من أنفسهم، أدوات قذرة منحطّة مسمومة ملغومة، لتدمير سورية وإدمائها ومعاقبتها وإلغاء دورها التاريخي.. والتضحيات الكبرى، تبقى دائماً، هي الطريق إلى الانتصارات الكبرى.. ألم تتدمر معظم مدن الاتحاد السوفيتي، في الحرب العالمية الثانية؟ ألم يضحي الاتحاد السوفيتي ، بـ(٢٥) مليون شهيد، لكي يحقق النصر الساحق على النازية؟ ألم ينهض الاتحاد السوفيتي، بعد كل تلك التضحيات الهائلة، ليصبح الدولة الأكثر تأثيراً وفاعلية في العالم؟ إنّ العبرة، هي بالنتائج النهائية، وليست العبرة، بحجم الخسائر.. لأنّ الخسائر، مهما كانت باهظة، يمكن تعويضها.

وأمّا خسارة الوطن، فلا يمكن تعويضها، وكل قطرة دم تسيل دفاعاً عن الوطن، تتحول إلى متراس وحصن، يحصّن الوطن ويحميه ويحافظ عليه، ويبقيه الحضن الدافئ، للأبناء وللأحفاد ولأحفاد الأحفاد.

·       ملاحظة:

تَصّوَّروا أنّ زاعقاً ناعقاً يسير بالاتجاه المعاكس لمعظم الشعب السوري، بحكم كونه (خزمتشياً) في قاعدة الموساد القطرية، المسمَّاة (الجزيرة) لم يرَ من هذه الخاطرة، إلّا ما أنزله على صفحته منها: [ السفير السوري في الأردن: بهجت سليمان يقول أنّ الاتحاد السوفيتي ضحّى بـ (25) مليون شخص، كي يحمي الوطن، وبناءً على ذلك، تحتاج سورية إلى (2) مليون شخص إضافي، ليصبح لديها (25) مليون، كي تضحَّي بهم من أجل حماية الوطن.. يعني (23) مليون سوري لا يكفون، بدنا (2) مليون إضافي، من أجل الوطن. ]

فقط نقول لهذا البيدق: قال تعالى: {ويل للّذين يحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه}

كل حلقاتك الزاعقة الناعقة من هذا النوع، تقوم بالاجتزاء، ثم تزوّر الوقائع وتَقْلِبُها وتفسّرها على هواك.. خُذْ راحتك، لا يَهُمّ، فكلامك صار مكشوفاً ولم يعد يُطْرِبُ أحداً، بل ينفّر معظم سامعيه.

-4-

[ (أطراف الصراع في سورية) أم (أدوات الصراع ضد سورية)؟؟ ]

المقدمات الخاطئة، واعتماد المصطلحات المغلوطة، وتعميمها كبديهيات، والانطلاق على أساسها، بغرض حل الأزمات والمشاكل، يؤدي دائماً، إلى تصعيد الأزمات، وتعقيد المشاكل، وتراكم العوائق أمام إمكانيات الحل، ونسف الجسور المؤدية إلى طريق السلامة…. وإذا كان أعداء سورية التاريخيون، وراء تسويق المغالطات المفاهيمية، حول الأزمة في سورية.. فكيف يمكن لأصدقاء سورية، أو لحلفاء سورية، أو لأبناء سورية المخلصين، أن يسمحوا لأنفسهم، بالوقوع في هذا المطب، والانزلاق إلى الفخ المنصوب لهم، ولسورية؟؟ وكيف تنطلي عليهم تلك المحاولات الخبيثة، لخلط الحابل بالنابل، وللتعامل مع الأدوات والبيادق والأذناب، التابعة للمحور الصهيو- أميركي، على أنّها “أطراف” في سورية؟؟…. أطراف الأزمة في سورية – أيّها الإخوة – ليست سراً، بل هي معروفة للغادي والبادي.. الطرف الأول، هو الدولة الوطنية السورية (شعباً وجيشاً وقيادةً) والطرف الثاني، هو المحور الصهيو-أميركي، وأتباعه السلاجقة ونواطير النفط والغاز.. وأمّا قطعان عصابات الإرهاب والإجرام الدموي في سورية، فهي الأدوات المسلّحة الموجَّهة للدولة الوطنية السورية..

أمّا الأدوات السياسية التي تشكّل الغطاء والستارة، للأدوات المسلّحة، فهي معظم تنظيمات المعارضة السياسة (المعادية للدولة) وأبرزها اثنتان، هما (إتلاف الدوحة) و(هيئة حسن عبد العظيم)… وأمّا باقي التنظيمات المعارضاتية، ومهما نفخت نفسها ورفعت عقيرتها، فهي ليست أكثر من أجرام مجهرية، تدور في فلك هاتين الأداتين السياسيتين التابعتين للطرف الخارجي، الدولي والإقليمي، الذي يشنّ الحرب على سورية..

وأيّ مقاربة للأزمة في سورية، تنطلق بعيداً، عن هذه الرؤية، لن تكون إلاّ حرثاً في الماء، لا بل لن تكون، إلاّ مساهمة في تأجيج الأزمة، سواء كانت النوايا طيبة، أم سيئة.

-5-

[ الأعدقـــــــــــــــاء ]

بينما يخوض شرفاء سورية، معركة المصير، ومعهم شرفاء العرب والعالم، داخل سورية وخارجها، تظهر عَلَقاتٌ مسمومة وطحالب مأفونة ومخلوقات ملغومة، تتغطى وتتدثر، بمحاولات الظهور بمظهر المتحمسين جداً، في الدفاع عن الوطن، وعبر كيل الاتّهامات، يميناً ويساراً، وعلى جُنُوبِهم، من أجل أن يمرّروا ويبرّروا أدوارهم المشبوهة، في تمزيق النسيج الوطني، الاجتماعي والسياسي.. وكنّا سابقاً، نظن  بأنّهم  اجتهدوا فأخطؤوا، وأمّا الآن، فقد بِتْنا على قناعة، بأنّ حقيقة هؤلاء، لا تختلف عن حقيقة أولئك المتآمرين على الوطن، ممن باعوا  نفسهم للشيطان، وهؤلاء يشبهون تماماً، الجنود الخونة المزروعين، أثناء الحروب كقنابل موقوتة، داخل التشكيلات المقاتلة، بحيث ينفّذون المهام المناطة بهم، من الداخل، بتكامل وتناغم مع أعداء الوطن المكشوفين، في الخارج وفي الداخل..

لكننا نَعِدُ هؤلاء، بأنه سوف يجري اجتثاثهم من جذورهم، عندما يبدأ التطهير والتخلص من هذه المخلوقات المحمومة والقنابل الملغومة، قبل أن تنفجر داخل الوطن، وموعد الصبح قريب قريب، بأكثر مما يتوهمون.

-6-

كم هو عمر هذه المسرحية التراجي-كوميدية؟ التي يديرها الصهاينة، وينفّذها الجاسوسان الإسرائيليان (حمد اﻷجير، وحمد الصغير) ويشهد عليها نفر من (كومبارسات) النظام العربي الرسمي، المشلولة والمنحلّة… إنّ هؤلاء البيادق، يحفرون قبورهم بأيديهم، وهم اﻵن، كمن يلحس المبرد، كلما شعروا بالمتعة، غاب عنهم، أن دماءهم تنزف، وستبقى تنزف، إلى آخر نقطة دم.

(والسؤال: هل لدى هؤلاء، دم، أصلا؟؟!!).

-7-

انتظروا قريباً: (إحداث الجامعة العربية-العبرية) برئاسة “برنار هنري ليفي”، أو (جامعة الشرق اﻷوسط اليهودية-اﻹسلامية) من أجل طمس كلمة العربية، وبرئاسة حاخام يهودي…. وهذا ما يتطلّب استبعاد سورية، والمجيء بـ”إرطة” جواسيس من أصل سوري، وتسليمهم مقعد سورية في الجامعة، من أجل تنفيذ هذه المهمة.

-8-

[ برميل قَطَر.. ومَعّاز الخطيب ]

يتوهم (برميل قَطَر) أنه باستدعائه، الإرهابي (مَعَّاز الخطيب) وتسليمه مقعد سورية، في الجامعة العربية.. أنه بذلك يعطيه شرعية!!

مَن أنت يا برميل قَطَر، لكي تسحب شرعية أو تعطي شرعية؟. جامِعَتُك، بكلّ ما فيها، فَقَدَت الشرعية، بغياب سورية.. وستسقط أنت وأعرابك من نواطير الغاز والكاز، ومعكم سلاجقة أوغلو وأردوغان، في زمنٍ ليس ببعيد… وسوف تبقى سورية، ويبقى الرئيس بشّار الأسد، رغماً عن أنف أسيادك الإسرائيليين والأطلسيين.

أمّا أنت وأمثالك، فلستم أكثر من مرحلة عابرة مخزية في تاريخ العرب.. وأمّا باقي أعراب الجامعة الذين جرى جرّهم، للاصطفاف في قطيع الأعراب الأذناب، عبر قاطرة يجرّها هذا (البرميل القَطري) وساروا خلفه، لاسترضاء الأمريكان، فسوف تحاسبهم شعوبهم، في وقت ليس ببعيد، بعد أن يذوب كل الثلج ويظهر المرج.

-9-

[ أوهام العثمانيّين الجُدد ]

كم كان العثمانيون الجدد، مغفّلين، عندما توهّموا، أنّ (شام شريف) سوف تكون لعبة بين أيديهم، يحرّكونها ويقلّبونها، كيفما يشاؤون!!!!!. وكم كانوا مغفّلين، عندما اعتقدوا، أنّ (جمال باشا السفاح) يمكن أن ينتصر على (محيي الدين ابن عربي)!!!!!!. وكم كانوا حمقى، عندما ظنوا، أنّ التاريخ، يمكن أن يعيد نفسه، إلاّ بشكل كاريكاتيري، وعندما وعدوا أنفسهم، بأنّ مجد دولة (بني عثمان) سوف يعود، مرة أخرى، وسوف ينشر ظله – (وباسم الإسلام الجديد “نيو -إسلام”، أي “التأسلم الصهيوني”) على العالم العربي، من المحيط إلى الخليج!!!!.

وما لم يَدُرْ في خلد هؤلاء السلاجقة الحمقى، أنّ الزمان، هو غير الزمان، وأنّ آساد الشام وحلب، كانوا لهم، هذه المرة، بالمرصاد، وأنّ نمور سورية، من أقصاها إلى أقصاها، عاهدوا الله، وعاهدوا وطنهم، وعاهدوا قائدهم العملاق، بأنّ العثمانيين الجدد، لن يمرّوا، هذه المرة، ولن يتمكنوا من عاصمة الأمويين، ثانيةً، حتى لو كانت الضحايا بمئات الآلاف، وبأنّ كيد هؤلاء السلاجقة الجدد، سوف يرتدّ إلى نحرهم، وأنّ صبيان إسرائيل، في قيادة (حزب العدالة والتنمية!!!) التركي، سوف يدفعون الثمن غالياً، نتيجة حساباتهم الغبية ومغامراتهم الفاشلة.

-10-

[ لقد ظهر الخيط الأبيض، من الخيط الأسود، ولم يعد هناك مجال للالتباس ]

مَن يقفون، ضد الدولة الوطنية السورية، مهما كانت المبررات التي يقدّمونها، إنما يضعون أنفسهم، في خانة غير مشرّفة، وفي خندق أعداء الشعوب، وفي خندق أدوات أعداء الشعوب، واذنابهم، وبيادقهم… وبالتالي، يحدّدون هويتهم وموقعهم وموقفهم، بحيث تعجز جميع ستائر الكون، عن إخفاء حقيقة هؤلاء، أو طمسها، أو التعمية عليها، حتى لو ظنوا، عكس ذلك… وهؤلاء، جميعاً، ينوسون بين (مأجور) و(مرتهن) و(مباع)، ولا مكان للجهل، هنا، طالما أنّ الحقيقة ناصعة كالشمس.. وإذا كان الجهل بالحقيقة، مفهوماً في البداية، فإنه، بعدئذ، لم يعد جهلاً، بل هو تجاهل مقصود، وانخراط منشود، في مخطط استعماري جديد، لتحطيم سورية، عبر تسخير مختلف القوى والطاقات والأتباع والأذناب والبيادق، المتاحة لأصحاب هذا المخطط الاستعماري، كلٌّ حسب طاقته وقدرته….. ذلك أنّ الموقف من سورية، ومن الأزمة في سورية، هو وحده، الكاشف لانتماء صاحبه، ولمعدنه الحقيقي….. فالوطني والقومي والحر والمستقل، رأى الأزمة، منذ البداية، على حقيقتها، كعدوان صهيو- أطلسي -وهّابي، على سورية، ولذلك وقف ويقف مع سورية، ومع قيادتها الوطنية، في هذه الأزمة، حتى لو كان على خلاف معها، قبل الأزمة…..

وأمّا التابع والفاسد والمرتهن والمأجور والظلامي، فيرى هذا العدوان الدولي على سورية، بأنه (ثورة شعبية)، ووقف ضد سورية وضد قيادتها الوطنية، طيلة هذه الأزمة، بغضّ النظر عن ماضي البعض من هؤلاء، بعد أن انقلب عليه، أو خلع رداءه وظهر على حقيقته.

والبرهان على ذلك، أنّ مَن وقفوا ويقفون، ضد الدولة الوطنية السورية، يقفون- بل يتربعون – في خندق قوى الاستعمار القديم والجديد، وفي خندق نواطير النفط والغاز، من أذناب العم “سام”، وفي الخندق الإسرائيلي، وفي خندق قوى الظلام والإرهاب الدموي التكفيري، بل ويردّد هؤلاء – أوتوماتيكياً وببغاوياً – التخرصات والتخريفات والاتهامات، ذاتها، التي يجترّها دهاقنة الاستعمار القديم والجديد، بحق القيادة السورية…. والفرق، هو أنّ قوى الاستعمار هذه، تعمل لمصلحتها الاستعمارية، بينما تعمل باقي القوى المحلية والإعرابية، المنبطحة في حضنها، لصالح أعداء الأمة العربية، عبر ترديد أقاويلهم ومغالطاتهم.

ومهما تذاكت هذه القوى الزحفطونية، الملتحقة بالخندق السلجوقي – القطري- السعودي – الصهيو- أميركي، ومهما توهّمت، أنّها قادرة على التلطي، وراء شعار (الحرص على الشعب السوري) وعلى (الحرية والديمقراطية) ومهما توهّمت إمكانية طمس مواقفها المخزية، ومهما حاولوا إلباسها، رداءً وطنياً وقومياً وأخلاقياً وإنسانياً، فسيبقون مكشوفين، عراة، وسيلعنهم التاريخ لمئات السنين القادمات، لأنّهم لم يكتفوا، فقط، بالتخلي عن الشعب الذي ينتمون إليه، بل وقفوا- بكل ما يستطيعون – في خندق أعداء الشعب، وضد الشعب وضد الأمة، واستماتوا، لإظهار مواقفهم المخزية والمشينة والمخجلة والساقطة، على عكس حقيقتها… ولكنهم لم ولن يخدعوا، إلاّ أنفسهم، ولن يخدعوا إلاّ مَن ارتضى الذل والعار لنفسه، مثلهم، عندما ألقى بنفسه في حضن أعداء سورية وأعداء الدولة الوطنية السورية…..

وأمّا بعض المتذاكين من هؤلاء المأجورين والمرتهنين والمباعين، فيظن أنه من خلال اضطراره للاعتراف بما يسميه (بعض المواقف الوطنية والقومية السورية) في إطار حملاته الشعواء على سورية، من أجل تبرير وتمرير مواقفه المخزية والمرتهنة للخارج.. أمثال هؤلاء، يقومون بالاعتراف بذلك، بشكل مقزّم ومشوّه وموارِب، من أجل محاولة تسويق أنفسهم، كباحثين موضوعيين وكوطنيين مخضرمين، علماً أنّهم يعرفون أنّهم مكشوفون – من غير أن يعترفوا – أنّ كل كلمة قالوها ويقولونها، أو كتبوها ويكتبونها، هي مدفوعة الثمن من مراكز التمويل الأجنبي.

-11-

[ ثورة الناتو، الصهيو- وهّابية – الإخونجية، في سورية  ]

لم يعرف التاريخ، حدثاً، مشبعاً بالكذب والدجل والرياء والنفاق، يتشابه مع حدث “ثورة الناتو السورية”. ليس في ماضيها، عبر السنتين الفائتتين، موقف صادق واحد، وهناك بالمقابل، عشرات آلاف المواقف، المترعة بالكذب، في كل ما يتعلق بها، أو يخصّها. وهذا ما يحتاج إلى مجلّدات عديدة، كي تستطيع، بهذه التلال من الأضاليل والأكاذيب، التي اعتاشت عليها “ثورة الناتو السورية” من ألفها إلى يائها. ولا يتسع المجال، هنا، للتفصيل في ذلك، وإن كان، لابدّ من ذكر خلاصات موجزة، تشكّل مؤشّرات على مدى وحجم التزوير والتزييف، الذي واكب الأزمة السورية، في العامين الماضيين. فـ:

(1): ابتدأ التضليل، منذ البداية، في تاريخ ” ثورتهم ” التي ” انطلقت شرارتها!!!!! – كما يقولون – في “١٥”آذار ” ، مع أنّ تلك الشرارة الملغومة، بدأت في “١٨” آذار، وليس في الخامس عشر منه. ثم سوّقوا، ما سمّوه:

(2): أطفال درعا، واعتقال فرع الأمن السياسي لهم، واقتلاع أظافرهم، ليتبيّن، بعدئذ، أنّ أولئك “الأطفال” هم في ريعان الشباب، وأنّ فرع الأمن السياسي في درعا، لا علاقة له بالموضوع، من قريب أو بعيد، وأنه بعهدة فرع آخر، لا بل ليتبيّن، أنّ من رفعوا عقيرتهم، عالياً، بالحديث عن “الأطفال” كانوا يقومون، بجهود محمومة، لكيلا يجري إخلاء سبيلهم، وليتبين، أيضاً، أنه لم يجر اقتلاع قلامة ظفر واحد، لأولئك المراهقين. ثم سوّقوا:

(3): أنهم بدؤوا، سلميين في درعا، مع أنّهم، كلما كانوا يصرخون “سلمية- سلمية” – كانو يواكبون، صراخهم هذا، بتكليف مجموعات إرهابية مسلّحة متعددة، بإطلاق رشقات نارية قاتلة، ضد بعض عناصر قوى الأمن من جهة، وضد بعض المدنيين الموجودين في الشارع، من جهة آخرى، من أجل إشعال النار وتأجيجها، عبر توهّم المدنيين، أنّ قوى الأمن، هي التي تطلق النار عليهم، وعبر اعتقاد قوى الأمن، أنّ المدنيين، هم من يطلقون النار. ثم استكملوا إجرامهم المذكور:

(4): بإحراق، مؤسسات الدولة في درعا… وكل ذلك، خلال الأسبوع الأول من بدء “ثورتهم السلمية غير المسبوقة!!!!”، والتقى بعد ذلك، مباشرة، وَفْدٌ من وجهاء درعا، مع الرئيس بشار الأسد، الذي استجاب، لكل ما طلبوه، وعادوا إلى درعا، وبدلاً من أن يعملوا على تهدئة الأمور:

(5): قاموا بتصعيدها وتأجيجها وتوسيعها، والاعتداء المتلاحق على قوى الأمن الداخلي وعلى قوى مكافحة الإرهاب وعلى منازل العسكريين، وعلى ما تبقى، سليماً، من مؤسسات الدولة.. وعندما قامت الجهات الرسمية في الدولة، بالتصدي لهذه الاعتداءات الآثمة، أصبحت هي المعتدية، وهي المسؤولة، حتى عن الدماء التي سفكتها وتسبّبت بسفكها، تلك العصابات الإرهابية المسلحة، وظهروا على حقيقتهم، في درعا وفي باقي الأماكن الأخرى:

(6): كظاهرة تمرّد مسلح، يريد إحداث حالة فلتان وهيجان وفوضى، مرسومة ومعدّة ومحضّرة وموزّعة مسبقاً، ومُدارة من خارج الحدود السورية، بغرض إسقاط الدولة الوطنية السورية.. وأطلقوا على ذلك التمرّد المسلح المدعوم من مختلف بقاع العالم المعادية للشعب السوري، اسم “الثورة السورية!!!!!!”.. والسؤال هو:

(7): متى كان الإخوان المسلمون والوهّابيون، دعاة ثورات وطنية، أو دعاة ديمقراطية وحرية!!!!!، و..

(8): متى كان آل (سعود) و آل (ثاني) وباقي نواطير النفط والغاز، دعاة ثورات وطنية وديمقراطية وحرية!!!!!!، و..

(9): متى كانت الكيانات الوظيفية والأنظمة التابعة للعم (سام) في معظم أرجاء المنطقة العربية، دعاة ثورات وطنية وديمقراطية وحرية!!!!!، و..

(10): منذ متى أصبحت واشنطن ولندن وباريس وأنقرة، ومعهم إسرائيل، لا ينامون الليل ولا النهار، من شدّة حرصهم على الشعب السوري، وبحثاً عن تحقيق الحرية والديمقراطية للسوريين!!!!!!!!!!… وإذا أردنا الاستمرار في تعداد مثل هذه التساؤلات، التي تكشف حقيقة الدجل والرياء لـ (الثورة المضادة) للشعب السوري، فسوف يتجاوز ذلك ، الـ (١٠٠٠) نقطة تساؤل.؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!.

ولكن تبقى الدولة الوطنية السورية، التي صمدت عامين كاملين، في وجه أعتى عدوان أطلسي – عثماني – إسرائيلي – أعرابي، ضد الأرض السورية وضد الشعب السوري، هي التي ستهزم هذا العدوان الغادر عليها، وخاصة من بني جلدتها، الذين يتشدقون بالحرص عليها، في الوقت ذاته، الذي لم يتركوا فيه، وسيلة متاحة لهم، في هذا العالم، لتحطيم سورية وتهديمها وتخريبها وإحراقها، إلّا واستخدموها… نعم، لقد استطاعوا إدماء سورية، وقتل عشرات الآلاف من أبنائها، وتهديم الكثير من بناها التحتية، ولكنهم، سيدفعون ثمناً غالياً جداً، جزاءً لهم، على فظاعة جرائمهم التي ارتكبوها، بحق سورية، والأيّام بيننا.

-12-

[ القدرة التدميرية للإخوان المسليمن ]

لقد برهن (الإخوان المسلمون) عبر العامين الفائتين، عن قدرة فائقة على تدمير المجتمعات والدول التي ينتمون إليها، عبر شَـبَـقِـهِـم التبعي، للوصول إلى للسلطة، وبرهنوا، أيضاً، عن فشلهم الذريع في القدرة على تقديم البديل.. وخِـيارُهُـم، فقط، هو الديكتاتورية التابعة للمشروع الصهيو-أمريكي.. والمتبرقعة برداء الإسلام.. وجَـرّ البلاد والعباد، إلى حروب أهلية متناسلة لا متناهية.

وأمّا نحن في (بلاد الشام) فإنّنا نَعِدُهم بأنّ حروبهم الأهلية، سوف تتكسّر على أسوار دمشق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.