خاطرة “أبو المجد” (الحلقة السبعون)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[ وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ  ……….  وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيثِ المُرَجَّمِ ]
-1-
[ الصراع ليس طائفياً ولا مذهبياً.. بل هو صراع سياسي بامتياز]

•    من البديهي أن يقوم المعسكر الصهيو-أمريكي وأذنابه الأعراب، بتظهير الصراع السياسي القائم في سورية على أنه صراع طائفي ومذهبي، لأنّ هذا هو دور هذا المعسكر ومهمته ووظيفته.. وذخيرته الأقوى والأمضى هي سلاح الطائفية والمذهبية، في البلدان التي تتميز بتنوّع روحي وإثني منذ فجر التاريخ، وهي بلدان الشرق العربي مهد الديانات السماوية الثلاث.
•    والصراع السياسي القائم في (مصر) و(ليبيا)  و(تونس) و(الجزائر) و(المغرب) وباقي الدول الأخرى، فَرَضَ على المعسكر الصهيو-أمريكي، أن يخترع له توصيفات أخرى، غير طائفية  وغير مذهبية، لأن هذه الدول لا تتمتع بالغنى الروحي والإثني القائم في الشرق العربي.. وهذا ما يعرّي هذا المعسكر وأدواته وأذنابه ويفضحهم، عندما يُظْهِر ويُبيِّن بأنّ الصراعات القائمة في هذا الشرق، لا علاقة لها بالدين ولا بالطائفة ولا بالمذهب.. وإن كانت بلدان هذا الشرق، هي أكثر بلدان العالم، التي يجري فيها توظيف وتسخير الدين والطائفة والمذهب، لتحقيق مصالح وأطماع القوى الخارجية وأدواتها الداخلية.
•    ولكن ما هو غير البديهي وغير المنطقي، أن ينزلق بعض الأطراف الوطنية والقومية واليسارية والعلمانية، إلى هذا التحليل المستنقعي الملغوم، لأنّ ذلك لن يصبّ إلاّ في خانة المحور الصهيو-أميركي، عندما يعمل هؤلاء لتزوير جوهر الصراع الحقيقي المتجسّد بالخلاف بين مبدأين متناقِضَين، وبين نهجين سياسيين متضادَّين: نهج المقاومة والممانعة، من جهة، ونهج الاستسلام والتبعية، من جهة أخرى.. بين مبدأ الاستقلال والكرامة والعزّة  من جهة، وبين مبدأ التبعية والذلّ والخنوع، من جهة ثانية.. وكلّ ما عدا ذلك تفاصيل وستائر وحُجب وأردية وضباب ودخان وغبار، تفعل فِعْلَها الهامَّ في المعركة، ولكنها ليست الأساس، بل هي الفروع المطلوب منها والمُسْنَد إليها تمويه وتزوير الجوهر، وإظهار الحقائق مقلوبة، وبعكس الواقع الفعلي.

-2-

[ “بندر بوش” ورحلته الخائبة إلى موسكو ]

من يظن أن ” بندر بوش ” السعودي، ذهب إلى ” موسكو ” من أجل العمل على تغيير أو تعديل الموقف الروسي، من ” سورية “، يكون مُغَفَّلا.
ومن يظن أن ” بندر بوش ” السعودي، لا يرتجف هلعاً، خوفاً من أن يلقى مصير ” حمد الصغير وحمد اﻷصغر “، يكون مُغَفَّلًا وواهِماً.
لقد ذهب هذا البندر السعودي، لكي يضمن لنفسه” بطاقة تأمين ” ضد السقوط، عبر الانخراط في طريق التسليم الاضطراري، بأن ” سورية اﻷسد ” سوف تعود أقوى مما كانت، وخاصةً على الصعيد ” الجيو -سياسي ” – رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، التي ألحقوها بسورية -، وﻷن هذا البندر المذكور، يعرف أن البوابة الروسية، هي البوّابة المناسبة لذلك، قفز طائراً، إلى ” موسكو “.. والباقي تفاصيل.
-3-

[ مرّة ثانية: ” بندر بوش”  وزيارته لموسكو]

•    إمّا أغبياء، أو أُجَرَاء، أو رغبويّون، من توهَّموا أنّ(بندر بوش) السعودي، ذهب إلى (موسكو) من أجل  تغيير الموقف الروسي من سورية.
وإذا كان ذلك صحيحاً-وهو احتمال (ضعيف جداً)- فهذا يعني أنّ (بندر بوش) السعودي، غبيّ ومغفّل وجاهل وأحمق ولا يفقه ألف باء السياسة.
•    لأن الحدّ الأدنى من الوعي السياسي، يزوّد صاحبه ببديهيات الموقف الروسي المعني بتحقيق الأمن القومي الروسي والمصالح الإستراتيجية العليا الروسية، وأهم هذه العوامل:

(1) – الإسلام السياسي، بفرعه الوهّابي الظلامي التكفيري التدميري، يشكّل خطراً كبيراً على الأمن القومي الروسي، سواء في البلدان الإسلامية، السوفيتية السابقة المحيطة بروسيا، أو داخل روسيا ذاتها التي  يعيش فيها أكثر من عشرين مليون مسلم.
(2) – تغيير الموقف الروسي تجاه سورية، يعني تخلّيها  عن الوجود الفعلي والفاعل في قلب العالم، الذي يسمّونه (الشرق الأوسط)  والمتخم بالغاز الذي سيشكّل مصدر الطاقة الأهم في الخمسين سنة القادمة.
(3)- وكذلك يعني تخلّيها عن موقع جيو استراتيجي وجيو سياسي، لا يتمتّع به، إلاّ من كان موجوداً في هذه المنطقة، عبر حليف وصديق ليس منخرطاً في المنظومة الأطلسية، وهذا الشرط لا ينطبق إلاّ على (سورية).
(4)- وإذا كان (بندر بوش) قد لَوّح أو عَرضَ مشروع قيام السعودية بشراء السلاح الروسي بعشرات مليارات الدولارات، فإنّ هذا العرض لا يعني شيئاً مُهِماً في عالم الاستراتيجيا، لأنّ الروس يدركون عميقاً أنّ المحميّة السعودية، لا تخطو خطوة واحدة، إلاّ بإيعاز أمريكي.. وإذا كان الأمريكان يعتقدون أنهم قادرون على خداع الروس، بمثل هذه العروض البرّاقة، فهذا يعني أنهم يشاركون(بَنْدَرَهُم) في الغباء والحماقة.
(5)- إنّ الموقف الروسي مع سورية، أعاد موسكو إلى خريطة العالم وبسرعة قياسية، بحيث صارت نِداً حقيقياً للأمريكان ولأوربّا في وقت واحد.
(6)- إنّ الموقف الروسي، إضافةً إلى أنه دفاع عن روسيا وعن أسوار موسكو، عبر الدفاع عن أسوار دمشق وباقي المدن السورية.. فإنّ روسيا، ربحت ما يعادل مئات الأضعاف، قياساً  لِمَا خسرته – وهي بالحقيقة لم تخسر شيئاً- بل كان حاصل موقفها مع سورية، رِبْحَاً صافياً، على الصعيد السياسي والاستراتيجي.
(7)- إزاء هذه الحقائق البديهية، ليس من المنطق أن يجري تفسير زيارة (بندر بوش) السعودي، بأنها من أجل تغيير الموقف الروسي، طالما أنّ المذكور قد عاش (22) عاماً في واشنطن،  وهو في خدمة اللوبي الصهيوني (الذكي جداً).. فهل يمكن لهذا اللوبي الذكي، أن يورّط، أو يسمح بتورّط، مندوب له، في مثل هذه المهمة الغبيّة؟!!.
•    ولذلك، فإنّ من الطبيعي، أن يذهب المذكور إلى (موسكو) في حُمّى التصعيد الناري الإرهابي الذي يقوم به أسياده، عبر أدواتهم، في مواجهة الجيش السوري والشعب السوري، من أجل تَلَمُّس طريق النجاة الشخصية له، كَعَرّابٍ، كان له الدور الأساسي في إدارة العمليات الإرهابية  ضد سورية عبر الفترة الماضية… وأن  يستطلع إمكانية شقّ مَسْرَب لمملكته، يقيها من تحمّل عواقب التداعيات السلبية التي سوف تَطُولُها، نتيجة مواقفها الصارخة، الأمنية والسياسية والإعلامية والتسليحية والتمويلية، للمجموعات الإرهابية وللزمر الفارّة الخارجة على الدولة السورية.

-4-

‏[ ” العم سام” والدروس المستفادة]

لقد تعلّم المحور الصهيو -أميركي، من تجاربه المؤلمة في غزوه العسكري المباشر، لكل من ” أفغانستان ” و” العراق “، وخرج بدروس مستفادة، عندما خسر الآلاف من أرواح جنوده، وخسر تريليونات الدولارات، ولكنه نجح في تهشيم هذين البلدين، وفشل في تحقيق ” أجندته ” السياسية الاستراتيجية، حول وضع هذين البلدين، في بوتقة التبعية المطلقة، للمحور الصهيو-أمريكي – كما هو عليه حال التبعية المطلقة، لمشيخات النفط والغاز، له -.. ومن أهم دروسه المستفادة:
(1) – الانتقال من نمط الحرب الساخنة، بقواه العسكرية الكاسحة، إلى تكليف القوى المحلية المرتبطة به، تاريخياً، للقيام بهذه المهمة القذرة.
(2) – تكليف القوى المحلية، والإقليمية المحيطة بدولها، بالقيام المباشر بــ ” الحرب الناعمة ” التي يأتي في طليعتها، الغزو الثقافي والإعلامي، ولذلك وجّهوا أوامرهم لإقامة عشرات الفضائيات العملاقة، في بلاد العرب الناطقة بلسان عربي، والموجّهة صهيونياً، من أجل القيام بالمهام التي كانت تقوم بها البعثات التبشيرية، في زمن الاستعمار القديم.
(3) – واكتفى المحور الاستعماري الصهيو – أميركي الجديد، بالقيادة، والتوجيه والدعم والإسناد، والتلويح بالتدخل العسكري المباشر، كلما شعر أن أدواته الداخلية، عاجزة عن تنفيذ المها م القذرة المناطة بها والمسندة إليها، بل والتدخل الجزئي، أحياناً، وبما لا يؤدي إلى التدخل الكلي المباشر، كما كان عليه الحال في ” أفغانستان ” و” العراق “.
(4) – و كانت ” الوهابية السعودية التلمودية ” و” الإخونجية المتأسلمة البريطانية ” هما الأداتين الرئيسيّتين والأساسيّتين، في تنفيذ هذا المخطط الاستعماري الجديد.
(5) – وقد انخرط في هذه البوتقة المحلية التابعة للاستعمار الحديث، معظم القوى الليبرالية المحلية، ومعظم اليساريين الجدد، وجميع الشيوعيين المرتدّين التائبين عن شيوعيتهم، الذين صارت كَعْبتُهم ، ” واشنطن ” و” مشيخات الغاز والكاز “.
(6) – وللحق والتاريخ، فقد كانت هذه الخطة الصهيو – أميركية، خطة ذكية، لأنها أدت وتؤدي إلى صراعات وحروب داخلية دامية، بحيث تكون الحصيلة، ربحاً صافياً، للمحور الصهيو-أميركي، عندما تنجح مخططاتهم في الاستيلاء على هذه البلدان.. وكذلك عندما يفشلون، فهم لا يدفعون شيئاً من جيوبهم، ولا يخسرون جنوداً من جيوشهم، بل تقتصر الخسائر الفادحة، على مجتمعات وشعوب هذه البلدان.
( 7)- ومع ذلك، فإن ما لم يأخذه المحور الصهيو-أميركي، بالحسبان، هو قدرة الشعوب الحية، على إفشال كل حساباتهم، حتى لو كان الثمن باهظاً جداً.. وقد كانت الحلقة المركزية والأساسية، التي كان لها الفضل في إفشال هذا المخطط الاستعماري الرهيب، هي ” الحلقة السورية ” التي صَمَد شعبها وجيشها وأسدها، صموداً أسطورياً، لا يدانيه إلا شموخ جبل قاسيون وصمود جبل الشيخ.. ومن البديهي، أن ثمن الحرية والكرامة والتحرر من الاستعمار، دائماً وعبر التاريخ، ما يكون عالياً وغالياً جداً، ولذلك افتدى السوريون بدمائهم ومقدّراتهم، افْتَدوا هذا الشرق العربي، وافتدوا الأمة العربية، وافتدوا الإسلام القرآني المحمدي المتنور، وافتدوا المسيحية المشرقية.
(8) – ورغماً عن قوى المحور الصهيو-أميركي، وأتباعه وأذنابه، ورغم الحجم الهائل من الدماء والدمار، سوف تنهض سورية مجدداً، لتكون قاطرة هذا الشرق العربي، ولتسير به ومعه، مجدداً وثانيةً، إلى المكان اللائق تحت الشمس.

-5-

[  غّدْر” خُوّان المسلمين” طَبْعٌ لا تَطَبُّعْ  ]

لقد مَدّ ” جمال عبد الناصر” يده لــ “خُوّان المسلمين”، بعد ثورة تموز/يوليو “1952”، وطرح ” المصالحة الوطنية” معهم ومع كل الأحزاب السياسية الأخرى في مصر، ولكن ” الخُوّان” أبوا واستكبروا ورفضوا المصالحة، إلاّ إذا جرى اعتمادهم (مرجعية دينية وسياسية) للنظام المصري الجديد، وإلاّ إذا أصبح قادة ثورة يوليو/تموز من الضباط الأحرار، تابعين لمكتب الإرشاد الإخواني ولمرشده العام.. ومن البديهي أن يرفض عبد الناصر ذلك، فكان جزاؤه محاولة قتله واغتياله في حادثة ” المنشيّة” ” عام1954″، والإنكار الكلي لِفِعْلَتهم الشنيعة هذه، واتّهام عبد الناصر بأنه هو مَن قام  (بتمثيليّة الاغتيال)!!! (ألا يذكّرنا هذا باتهامهم للدولة السورية، وخاصة في بدايات الثورة المضادة، بأنها هي التي تفجّر وتغتال وتقتل!!!)..
وكذلك، عندما مدّ الرئيس حافظ الأسد، يَدَهُ لهم، في أواخر عام”1979″ حتى بعد ارتكابهم لعشرات جرائم الاغتيال ولمجزرة مدرسة المدفعية بحلب، وقال لهم: (لا شَرْط لنا، إلاّ الوقوف في وجه ” كامب ديفيد”) التي قام السادات، عَبْرَها، بعقد اتفاقية الذل والتبعية لإسرائيل، فرفض (خُوّان المسلمين) اليد الممدودة،  وقاموا، أيضاً، بمحاولة اغتيال الرئيس حافظ الأسد في عام”1980″  ولذلك عندما وصلوا إلى السلطة في (مصر) و (تونس) انكشفوا وانفضحوا وتعرّوا بسرعة خرافية، لم تكن تخطر على البال.
ولأنّ من كان الغدر شيمتَهم، والدّجل مهنتهم، والنفاق ديدنهم، والرياء منهجهم، ثم يحاولون إخفاء ذلك كلّه، عبر تغليفه وتزيينه باسم الدين الإسلامي الحنيف.. لذلك عاقبهم الله عز وجل، وعاقبهم الشعب العربي في مصر وسورية، بتعريتهم وفضحهم وَرَكْلِهم إلى حيث يستحقّون

-6-

[ عندما فشلوا في تحقيق “التقسيم ” أنكروا أنهم  أرادوا ذلك]

إعلام “محمية آل سعود” الوهابية التلمودية، و” سلطنة أردوغان -أوغلو” الإخونجية الصهيونية، بدأ يتحدث عن رفضهما لــ” تقسيم سورية !!!!! ” وكأنهما خلال العامين والنصف الماضيين، تركا وسيلة لتدمير سورية، وتفكيك دولتها، وتفتيت مجتمعها، وتقسيم ترابها، إلا وقامتا بها، جهاراً نهاراً، وبكل ما يمتلكان من طاقة وقدرة وقوة.
فما هو السبب الكامن، إذن، وراء مثل هذه الأحاديث المرائية المنافقة ؟: إنه فشلهما الذريع في تحقيق الحلم الصهيو-الأمريكي، الذي جرى تكليفهما، بتحقيقه، وهو وضع اليد على ” سورية “، عبر إسقاط قيادتها الوطنية، وأخذها إلى الحضن الإسرائيلي، وتحويلها إلى جرم صغير تابع – مثلهما -يدور في الفلك الإسرائيلي، كخيار أول، والخيار الثاني الذي اشتغلا عليه، بكل ما لديهما من قدرة وطاقة وقوة، بعد أن فشل الخيار الأول، هو ” تقسيم سورية “، ولذلك قامت ” الوهابية السعودية ” و ” السلجوقية الإخونجية ” بتدمير كل ما تمكّنتا من تدميره في ” سورية ” وقتل عشرات الآلاف من أبنائها، واستيراد وشحن عشرات آلاف الإرهابيين الدمويين، من مختلف بقاع الأرض، لتنفيذ هذه المهمة القذرة. وعندما فشل الخيار الثاني هذا.. بدأ هؤلاء بمحاولات التنصل من تحمل المسؤولية عن فشلهما الذريع، في تنفيذ ما أنيط بهما تنفيذه، بخصوص سورية.. وموقفهما ” الإعلامي ” المنافق والمرائي، هذا، ليس لتغطية عملية ” التقسيم ” القادمة – كما يقول البعض -بل لتغطية إخفاقهما في تحقيق ذلك.
ويخطئ من يظن غير ذلك، ويخطئ أكثر، من يظن أن الدماء الزكية السورية التي أريقت، سوف تذهب هدراً، أو أن من كان السبب في ذلك، سوف يستطيع التملص من الحساب الذي لا يخطر له على بال.

-7-

[ متى سيصبح ” مجلس مومياءات الخليج” عربياً ]

(مجلس مومياءات الخليج) هل سيصبح، في يوم من الأيام، عربياً؟ أم أنه سيبقى أعرابياً- وهابياً، يحقد على العروبة والإسلام، ويضع نفسه ويضع مقدّرات العرب الروحية المقدسة وثروات العرب المادية الأسطورية، الموجودة على أراضيه، في مواجهة العرب والمسلمين، ويفسح المجال للمحور الصهيو- أميركي، لكي يوظّف هذه المقدّرات والثروات، ضد العرب والعروبة وضد الإسلام والمسلمين وضد المسيحية المشرقية المتجذرة؟!؟!. وإلى متى ستبقى الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ساكتة عن هذا السفه اللامعقول، والاستخفاف اللا مسؤول، الذي تمارسه مستحاثات (مجلس مومياءات الخليج) بحق ثلاثمئة وخمسين مليون عربي؟!؟!؟!.
-8-

‏[ لا تنخدعوا بالإعلام المزيّف]

صباح ليلة القدر، الخير من ألف شهر، لشرفاء سورية والعرب والعالم.
لا تتوقفوا كثيرا، عند ” فيديوهات ” عراعير الإرهاب الوهابي الإخونجي، المزورة والمزيفة، والتي قد نرى الكثير منها، من الآن وصاعداً، ولكن عمرها سيكون قصيراً، لأنها ستنفضح وستنكشف بسرعة قياسية… وسيعمد هؤلاء العراعير وأسيادهم، إلى القيام بعملية تعويض عن هزائمهم الساحقة في الميدان، بأمرين:
(1)- اصطناع انتصارات وهمية، وتعميمها ونشرها، عبر فضائية ” الجزيرة ” الصهيونية، وعبر فضائية ” العبرية ” السعودية، وعبر ” الفيسبوك ” و” اليوتيوب “..
(2)- القيام بسلسلة متلاحقة من المجازر البشرية في المناطق الحدودية السورية – المؤلمة للغاية – ولكنها لا تغيّر ولا تبّدل شيئاً في مسار الحرب، وإن كانت تؤدي لإحداث جلبة وجعجعة وقرقعة إعلامية، تشكل، بالنسبة لهم، تعويضاً معنوياً، وبدلاً عن ضائع، لفشلهم الذريع في الميدان.

-9-
[ وهل تُقارَنُ ” الطهارة” بــ” القذارة”؟!]
أقول لمن يقارن بين :
إطلالة سيد المقاومة العربية واﻹسلامية و إطلالة عبد محمية “آل سعود” وصبيّهم غير المدلل
أقول لهم: اتقوا الله حتى، إعلامياً، لا تجوز هذه المقارنة، وينطبق عليها قول الشاعر:
أَلَمْ تَرَ أن السيفَ، يَنْقُصُ قَدْرُه     إذا قيل، أنَّ السيف خَيْرٌ من العصا؟
فكيف عندما يكون السيد “حسن نصر الله” سيفاً عربياً إسلامياً، حفيداً لرسول الله اﻷعظم، وقائد أنبل ظاهرة مقاومة في تاريخ القرن العشرين، وحتى اﻵن.
وكيف عندما يكون الطرف اﻵخر في المقارنة هو، عبد آل سعود وصبيّهم غير المدلل “سعد الحريري” اﻷمي الجاهل الضائع، ورصيده اﻷول، بضعة مليارات من الدولارات، ورثها من “تعب وعرق” أبيه!!!!!!!

-10-

[ بريجنسكي- بندر- بن لادن- الظواهري ]

(زبيغنيو بريجنسكي) مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر”، والأب المؤسس لمنظمة “القاعدة” الإرهابية الوهابية السعودية، وهو واحد من أهم المفكرين السياسيين الأمريكان في القرن العشرين، كتب في مجلة “national interest” يقول: (ما يجري في “سورية” منذ “آذار2011” ليس سوى “أزمة” شارك في التخطيط لها، نظامان أوتوقراطيان في الشرق الأوسط، هما “السعودية” و”قطر” وحلفاؤهما الغربيون، ودخلت المخابرات المركزية الأمريكية وقررت إسقاط الحكم في سورية).!!!!!!!!!!.
وللعلم-فقط- فإنّ رموز تنظيم “القاعدة” الإرهابي السعودي الأمريكي الصهيوني، هم:
–    بريجنسكي، هو: الأب المؤسس لــ”القاعدة” و
–    بندر بن سلطان، هو: القائد الفعلي لــ”القاعدة” و
–    أسامة بن لادن، هو: القائد الاسمي لـــ”القاعدة” و
–    أيمن الظواهري، هو: العنوان الإعلامي لـــ”القاعدة”.
وتنظيم ” القاعدة” الإرهابي، يتألف من مئات ” القواعد” الإرهابية، ولكن الجناح الصهيو-سعودي الذي يديره (بندر بوش بن سلطان) هو الجناح الأقوى والأكثر فاعليةً.

-11-
–    المعاَرضَات-
[ بين ” المستحاثّات الحجرية” و ” المومياءات البشرية” ]

تتراوح الأكثرية الساحقة للمعارضات السورية ، بين ” المستحاثّات الحجرية ” و” المومياءات البشرية “.. ومن لا يصدق ذلك، ما عليه إلا الاستماع للكثيرين من هؤلاء، أو القراءة لهم، بمن فيهم الفتيان والفتيات منهم، لكي يتأكد أن هؤلاء، يعيشون في هذا العصر، بأجسادهم فقط، وأما عقولهم فإنها تعيش في عصور الجاهلية الأولى، رغم إصرارهم الدائم والدائب بأن ” النظام السوري، يعيش خارج العصر !!”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.