خبراء عراقيون: مؤتمر وارسو محاولة أمريكية جديدة لعزل ايران وتواجه عقبات

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
اعتبر خبراء ومحللون عراقيون، أن مؤتمر وارسو حول السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، يندرج في اطار المحاولات الأمريكية لزيادة عزلة ايران اقتصاديا وسياسيا.
لكن الخبراء رأوا في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل وتعترضه العديد من المعوقات.
وتحضر عدة دول، من بينها 11 دولة في الشرق الأوسط، المؤتمر الذي بدأ الأربعاء وينتهي اليوم.
وتشارك الإدارة الأمريكية في استضافة هذا المؤتمر، ودعت دولا عربية وإسرائيل إلى حضوره، ولكن لم تتم دعوة إيران.
ويعتقد أن هذا المؤتمر محاولة من الولايات المتحدة لتأسيس تحالف مناهض لإيران.
وخلال العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وقال المحلل السياسي ابراهيم العامري، انه “على الرغم من أن الولايات المتحدة دعت أكثر من 70 دولة للمشاركة في المؤتمر، إلا أن العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء لواشنطن، رفض الحضور أو أرسل تمثيلا منخفض المستوى”.
وأضاف العامري لـ ((شينخوا))، أن “واشنطن كانت تخطط لأن يؤدي المؤتمر الى توحيد صفوف الدول التي تعارض دور إيران في المنطقة، لكن المشاركة المحدودة دفعتها إلى تغيير جدول أعمال”.
وعشية انعقاد المؤتمر، قالت الولايات المتحدة ان الاجتماع لن يركز على ايران وسيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع الى الشرق الأوسط.
وبحسب الخارجية الأمريكية، فان الاجتماع سيناقش التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط وهي كثيرة.
لكن بالرغم من إعادة ترتيب جدول أعمال المؤتمر، الا أن الدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون، بحسب العامري، أن المسؤولين الأمريكيين سيخرجون عن هدف المؤتمر وتبني خطاب واشنطن المعادي لإيران.
ولفت الى أن “العديد من الدول غير مهتمة ببناء تحالف مناهض لطهران يجعلها تبدو وكأنها تصطف وراء نهج ترامب المتشدد تجاه قضية ايران”.
وأشار الى أن غياب بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين الفاعلين في الشرق الأوسط “يعكس الغضب المتنامي بشأن صناعة السياسة الأمريكية من جانب واحد فيما يتعلق بإيران وسوريا”.
ورفضت روسيا والصين المشاركة فيما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنها لن تحضر.
وتلعب موغيريني دورا هاما في جهود الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.
ويعارض الاتحاد الأوروبي بشدة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وقاوم الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية واستمر بالتعامل مع طهران.
وقال المحلل السياسي ناظم علي عبدالله خبير المنتدى العربي لتحليل السياسات الايرانية، ان واشنطن تحشد منذ عدة أشهر أصدقاءها لتشكيل تحالف كبير في منطقة الشرق الأوسط بسبب تعرض مصالحها الى مخاطر حقيقية أبرزها عودة روسيا بقوة الى هذه المنطقة.
وبالنسبة لناظم عبدالله، فان هذا التحالف “قد يكون بداية التصعيد نحو مواجهة بين الولايات المتحدة وايران خاصة بعد العقوبات القاسية التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي”.
ورغم الجهود التي بذلتها الادارة الأمريكية خلال الفترة الماضية لانجاح هذا المؤتمر الا انه يصطدم بجملة من الحقائق اهمها ان ايران تحتفظ بعلاقات جيدة ونفوذ في العديد من دول المنطقة، بحسب عبدالله.
وأشار عبدالله الى أن هناك رفضا واضحا لهذا المؤتمر من قبل روسيا والصين وفلسطين ودول اخرى “وهو ما يجعل مهمة خلق تحالف قوي ضد ايران مهمة ليست سهلة”.
ولفت الى ان “حالة الانقسام ستبدو واضحة بشكل اكبر بعد المؤتمر”.
ورفضت السلطة الفلسطينية دعوة لحضور المؤتمر في ظل مقاطعتها الإدارة الأمريكية منذ ديسمبر 2017 على إثر اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وراى عبدالعزيز الجبوري استاذ الاعلام في الجامعة العراقية، ان “مؤتمر وارسو جزء من خطط الادارة الامريكية لاعادة ترتيب خريطة جديدة للشرق الأوسط”.
وبحسب الجبوري، فان اساس هذه الخطة زيادة العزلة على ايران وتشكيل تحالف دولي لتشديد العقوبات الاقتصادية ضدها في محاولة من الولايات المتحدة لزعزعة الأوضاع الداخلية في ايران واحداث رأي عام موال لأي تحرك سياسي او اقتصادي او عسكري ضدها.
واشار الى ان هناك مؤشرات كثيرة تدلل على ان المؤتمر لن يتمكن من تحقيق اهدافه المرسومة امريكيا، ومنها غياب موغيريني، وعدم حضور وزراء خارجية المانيا وفرنسا، وكذلك الغياب الروسي والصيني عن هذا المؤتمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.