خطاب القسم للأسد اليوم؟

 

bashar - syria 1

انهمرت 14 قذيفة هاون على ساحة العباسيين في دمشق امس عشية خطاب القسم المتوقع ان يوجهه الرئيس السوري بشار الاسد، ما أثار مخاوف من احتمالات أن يعمد مسلحو المعارضة الى استهداف العاصمة السورية للتشويش على هذه المناسبة التي تشكل، رمزياً، بداية الولاية الرئاسية للسنوات السبع المقبلة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الخطاب الرئاسي سيتناول كيفية مواجهة التحديات التي تواجه الدولة، من الاقتصاد الذي أنهكته الحرب، إلى مواصلة قتال “الجهاديين”، الذين بدأت الدول الغربية تخشى عودتهم، إلى العلاقة مع دول عربية وغربية. وبحسب ما قالت مصادر مطلعة لـ”السفير” فإنّ الرئيس السوري سيلقي اليوم الخطاب الرئاسي، وهو الثالث منذ توليه الحكم في العام 2000، أمام النواب السوريين، في جلسة لم يُعرف بعد مكان انعقادها، وذلك لاعتبارات أمنية، ربما فرضت ايضاً تقديم موعد الخطاب، الذي كان مقرراً يوم الخميس.
وما يعزز هذه التكهنات، هو التطورات الميدانية التي شهدتها العاصمة دمشق يوم أمس، إذ ما كادت الأنباء تتواتر عن تحديد موعد الخطاب اليوم، حتى استهدف المسلحون ساحة العباسيين بـ14 قذيفة هاون، أدّت إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح، فيما أصيب ثلاثة أشخاص برصاص قناص في منطقة كراج العباسيين، في ما أثار مخاوف من احتمال أن تعمد المجموعات المسلحة إلى تصعيد جديد للموقف اليوم، من غير أن يُعرف بعد ما إذا كانت القيادة السورية ستتخذ إجراءً احترازياً يتمثل في تعديل الموعد مجدداً، خصوصاً أن وكالة الانباء السورية – “سانا” لم تورد أي تفاصيل بشأن الخطاب حتى ساعة متأخرة من ليل امس، سوى ما نقلته عن مصدر رئاسي بأن “خطاب الرئيس الأسد المرتقب سيحدّد ملامح المرحلة المقبلة للسنوات السبع المقبلة بتوجهاتها وخطوطها الأساسية سياسياً واقتصادياً، كما هو معروف في مثل هذه الحالات”.
ويأتي خطاب الأسد في مرحلة حساسة بالنسبة إلى وحدة سوريا، التي بدأت مجموعات مسلحة “جهادية” تقسم بعض مناطقها إلى “إمارات”، فيما يتوقع أن تشتد المعارك بين بعضها البعض على مناطق النفوذ، خصوصاً في الشمال، حيث تكثر آبار النفط، بالإضافة الى قربها من الحدود العراقية.
وفي هذا الإطار، يمكن الحديث عن إعلان زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” أبي بكر البغدادي “دولة الخلافة” مؤخراً، والتقارير التي تحدثت عن إعلان زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني “إمارته الإسلامية”، ومساعي زعيم “جيش الإسلام”، بقيادة زهران علوش للسيطرة على مناطق من الغوطة الشرقية وضمّها إلى معقله في مدينة دوما، تمهيداً للتصرف بها كـ”إمارة” خاصة به، وإن لم يعلن ذلك صراحةً.
وليست “إمارات الجهاديين” التحدي الوحيد الذي يواجه سوريا مع بدء الولاية الثالثة للأسد، فالأكراد أنشأوا حكماً خاصاً بهم في مناطق تواجدهم في الحسكة والقامشلي، حيث لهم تماس مباشر ودموي مع “داعش”. وقد دخل، خلال اليومين الماضيين، مئات المقاتلين الأكراد من تركيا إلى سوريا، تلبية لنداء وجّهه زعيم “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان للدفاع عن مدينة عين عرب في ريف حلب بوجه هجوم “داعش” الذي يحاول توسيع نطاق “دولة الخلافة” من اطراف حلب غرباً إلى اطراف بغداد شرقاً.
كما يأتي خطاب القسم في وقت تهدّد فيه إسرائيل برفع منسوب عدوانها على غزة، وفي ظل توتر ميداني على جبهة الجولان المحتل، حيث شنت طائرات العدو فجر أمس غارات على أهداف عسكرية وإدارية سورية في القنيطرة.

ويرتقب أن يستثمر الأسد دخوله مرحلة تمدّ حكمه لسبع سنوات جديدة، لترسيخ تقدم الجيش الميداني، في دمشق والقلمون وحمص وحلب وريف اللاذقية، بإعلانه “نصراً على المؤامرة الخارجية والإرهاب”، والنظر بطموح لعمليات المصالحة الوطنية “لتحييد أكبر قدر من العامل المحلي”، بانتظار أن يحلّ الظرف الذي يجعل التعامل مع دمشق دولياً، لا مفر منه في “الحرب على الإرهاب” العابر للحدود. وسيجدد التذكير بسياسة دمشق تجاه قضايا الخارج والداخل، من دون توقعات بحدوث تحولات في تلك السياسة.

 

صحيفة السفير اللبنانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.