خواطر “أبو المجد” (الحلقة الثانية والثمانون)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة الثانية والثمانون:

-1-
إنَّا “نُحَارِبُ” كي تَرْضَى “الشَّآمُ “بِنَا

ولا نُحارب كي يَرْضَى بِنَا عُمَرُ

– الشَّآم: هي بلاد الشّام.

مخطئ مَنْ يَظُنّ أنّ الدفاع عن الوطن، في مختلف الميادين العسكرية والسياسية والدبلوماسية والفكرية والثقافية والإعلامية، في مواجهة هذه الجرب الضَّرُوس التي يَشُنّها المحور الصهيو- أميركي وأذنابه، على سورية، هي دفاع عن الرئيس بشّار الأسد.

والأمـرُ بِخِلاف ذلك تماماً، لِأنّ المسْتَهْدَف هو (الوطن) الكبير والصغير، وليس (الرئيس الأسد). ولو أنّ الرئيس ارْتضَى التفريط بالوطن، أو ارتضى الانحراف بسفينة الوطن، صَوْبَ المَسار التّابع الخانع المذعِن للمحور الصهيو- أميركي، لَمَا كانت حَمْلة الشّيطنة والأبْلسة، غير المسبوقة في التاريخ، التي تَعَرَّضَ لها، قَدْ قامت أو حَدَثَتْ.. لا بل، كانت الأمور ستجري، حينئذ، بِعَكـسِ ذلك تماماً، أي أنّ حَمْلَةً بل حَمَلاتٍ كبرى، إعلامية وسياسية ودبلوماسية، كُنّا سَنَراها وسنعيشها، تجعل من الرئيس الأسد، حينئذ، زعيماً فريداً من نوعه في العالم، لا يُشَقُّ له غُبار، وكان سيُمْنَح “جائزة نوبل” التي مُنِحَت لأنور السادات ومناحيم بيغن وشمعون بيريز.

وهذا يعني أنّ الرئيس الأسد، هو مَنْ يُدافع عن الوطن وعن الشعب وعن العرب وعن الإسلام وعن المسيحية، بُحُكْمِ مَوْقِعِهِ ومَوْقِفِهِ وخِيارِهِ وقَرَارِه، ولذلك جرى ويجري استِهْدافُهُ في إطار استهداف الوطن والأمّة. والرئيس الأسد يقف في طليعة المدافِعين عن الوطن، ويَصُون الأمانة الكبرى التي حَمَّلَهُ إيّاها السوريّون، ويُدَافِعُ مِثْلَهُمْ، عَبـْرَ موقعه على رأس جحافل الجيش السوري وفي مُقَدِّمة ملايين المدافعين من أبناء الشعب السوري.

وكلّ مَنْ يُدافع عن الوطن، يقوم بواجبه. وكلّ مَن يتخاذل في الدفاع عن الوطن، يخون الأمانة. وكلّ مَن ينشقّ عن الوطن وينضمّ إلى أعداء الوطن، تَحِلُّ عليه لعنة الله والأمّة والتاريخ والوطن.

وأمّا حُثَالات معارَضات النّاتو، وامتداداتُها الأعرابيّة المتفسّخة، فهي آخِرُ مَنْ يَحِقُّ له في هذا لعالَم، التحدّث عن الديمقراطية والحرية والكرامة، لأنّهم باعوا الوطن بِمَا فيه وَمَنْ فيه، وباعوا أنفسهم لأعداء الحرية والديمقراطية والكرامة، من ثعابين الاستعمار الجديد، وأذنابه الأعرابيّة المتهتّكة المتعفّنة.

والحقيقة الساطعة هي أنّ “ثُلاثِيّة”

(الاستبداد – الفساد – التّبعيّة)

تسود، بدرجات متباينة، في جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ما عدا دولةً واحدة هي “سوريّة” التي لا نقول بأنّها مَلَاك، لكنّها ليست تابِعةً بل هي مستقلّة، وليست مستبدّة ولا ديكتاتوريّة على صعيد صناعة القرار السياسي، بل كان هناك تَغَوُّلٌ أمنيّ فَرَضَ نفسه وفَرَضَتْه الظروف والتحدّيات التي مرّت بها سورية خلال العقود الماضية (وأنا هنا لا أُبَرِّر بل أُفَسِّر)… وهناك فساد لا يُنْكِره أحد، وهو موجود في مختلف بقاع الأرض بدرجات متباينة، ولكنّ المشكلة لا تَكْمُن في وجود الفساد، بِقَدْرِ ما هي في الموقف من الفساد. وإذا كانت الصِّيَغ السابقة في مكافحة الفساد، لا تُرْضِي شرائحَ وطنيّة واسِعةً، فإنّ هذه الشرائح قادرةٌ، من الآن وصاعِداً، على ن تضعَ الصّيغة أو الصِّيَغ التي تراها مناسِبة وملائمة ومفيدة وناجعة في مواجهة الفساد وفي محاربته، أينما كان وحيثما كان.

والسؤال الأكبر الآن: هل الوقت هو وقت الحديث عن ذلك، أم عن التحدّي الوجودي المصيري الذي يواجِه الوطن والشعب والأمّة؟.

إنّ التحدّي الأعظم الذي نواجِهُه الآن، هو تَحَدٍ وجوديٌ مصيريٌ. وعندما يتحقق الانتصار القادم والساطع، يستطيع الشعب السوري، بجميع قُواه الحيّة، صناعةَ واجتراح وتخليق الصيغة السياسية المناسبة التي يرتئيها لنفسه، وليس الصيغة التي ارتآها أو يرتئيها له أعداء سورية الذين سَمَّوا أنفسهم “أصدقاءها!!!!!”.

-2-

[ مَهْلكة آل سعود: مُسْتَقْبِلٌ لا مُرْسِل ]

وَاهِمٌ مَنْ يَظُنّ أنّ مهلكة آل سعود الوهّابيّة التلموديّة، تمتلك قراراً أو حتّى رأياً في السياسة الأمريكية.. إنّها مُجرّد مُسْتَقْبِلْ لا مُرْسِلْ، تتلقّى الأوامر والتوجيهات والتعليمات بدون مناقشة، والمناقشة المسموح لها بها، تتعلّق بالصيغة الأفضل والإخراج الأحسن، لتنفيذ تلك الأوامر والتوجيهات والتعليمات.

ولذلك تتماهى سياسة هذه المحميّة النفطيّة، مع التيّار الأكثر يمينيّةً وتَطَرُّفاً، في بلاد “العم سام” التي يمثّلها، منذ فترة وحتّى الآن “المحافِظون الجُدُدْ” في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتتماهى أيضاً، مع التيّار الليكودي الأكثر تطرفاً في “إسرائيل”.

ولذلك تبدو سياسة ودبلوماسية سفهاء هذه المهلكة، خادِعَةً للنّظَر، بحيث يعتقد البعض، أنّها تمتلك عوامل قوّة لا يمكن تجاوُزُها والقفز فوقها. والحقيقة هي أنّها، فَعلاً، أوهن من بيت كثبان الرمل الصحراوية، سواء لأنّ الجسم الحاكم لديها، متضخِّمٌ ومتورِّم وهَشّ ومُتَسَرْطِنْ، أو لأنّها سياسة في خدمة الآخرين.. وأيّ آخرين؟ إنّهُم أعدى أعداء العروبة والإسلام، إنّهُم ليسوا في خدمة المحور الصهيو- الأميركي فقط، بل في خدمة أكثر التيّارات الفاشّية المعشّشة في قلب المحور الصهيو- أميركي.

ولكنّ نقطة القوٌة لديهم، تكمن في عَدَمِ فَضْحِ حقيقتهم المخزية هذه، وتكمن في التّستُّر عليهم، تلافياً لِـشَرِّهِم، أو طَمَعاً بِمَالِهِمْ.

والحقيقة هي أنّ التركيبة البنيوية لهذه المحميّة النفطية الأمريكية السعودية، صارت أشْبَهَ ما تكون بالديناصور المُتهالِك البطيء الحركة والفهم، بحيث أصبح عاجِزاً عن التكيُّفِ مع هذا العالَم الجديد، الذي سيلفُظُهُ حتْماً، ولن يكون مصيرُهُ إلّا كَمَصِيرِ الديناصورات البائدة في التاريخ، مهما “شَعـبَطَ ولَعْبَطَ وَعَيّطَ وحَرِدَ وسَاحَ ونَاحَ”، ولن تنفعه خَدَماتُهُ “الجُلّى” للتوجّه الفاشي في المحور الصهيو – أمريكي، لأنّ أصحاب هذا التوجّه أنفسهم، غير قادِرِين على تَحَمُّلِ تَبِعات وأعباء الدفاع عن هذه المهلكة المحميّة، إلى مالا نهاية.

ولذلك من البديهي أن يسيطر السُّعَارُ والهيجان والهذيان، على سلوك سفهاء آل سعود في هذه الفترة المصيريّة، بالنسبة لهم. ومن البديهي أكثر أن يؤمن كُلُّ الشُّرَفاء العرب وفي العالَم، بأنّ الثمن الذي سيجري دَفْعُهُ في مواجهة جنون هؤلاء، هو أقَلُّ بما لا يُقَاس، من تَقْديمِ حَبْلِ النَّجاة لهم، ومن تطويل أعمارهِم فترةً إضافيّة.

-3-

[ النّفاق الأمريكي ]

مهما بلَغَ تَذاكي المسؤولين الأمريكان، عندما يتحدّثون عن حِرْصِهِم على “الحرية والديمقراطية” لدى دول العالم الثالث، فإنّ كلّ كلمة يقولونها بهذا الخصوص، تنضح بالنفاق والرّياء والدّجل، بحيث تَفْضَحُهم وتُعرِّيهِم، أكْثَرَ ممّا تَسْتُرُهُمْ وتُغَطِّيهِمْ.

وأقْرَب مثال على ذلك، ما قاله وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) بـ (أنّ الحرب في سورية، ستتواصَل إذا أُعِيدَ انتخاب الرئيس بشّار الأسد عام “2014”)!!!!!!.

وهذا دلِيلٌ واضِح وبُرْهانٌ قاطع، على أنّ الإدارة الأمريكية، تقف بكلّ ما تستطيع من قوّة، ضدّ حريّة وديمقراطية الشعب السوري، عَبـْرَ الوقوف ضد حقّ الشعب السوري في اختيار الرئيس الذي يريده.

ولا تكتفي بذلك، بل تُلَوِّح باستمرار الحرب على سورية، إذا قام الشعب السوري، بانتخاب الرئيس الأسد.

والحرب التي تريد “واشنطن” استمرارها في سورية، هي الحرب العدوانية الإرهابية الدولية الإقليمية الصهيو-أطلسية الوهّابية الإخونجية، عَبْرَ عشرات آلاف الإرهابيين من العصابات المسلّحة المدعومة من قِبَل أذناب المحور الصهيو- أميركي في مشيخات الغاز ومحميّات الكاز والكيانات الوظيفية الأخرى المتهالكة والمتهتّكة.

ولكنّنا نقول للجميع:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بُدَّ أن يستجيب القَدَرْ

وبالمناسبة، فالأمريكان يعرفون ذلك، ويعرفون أَنّ الرئيس الأسد سوف يُترَشِّح وسوف ينجح، بنسبة عالية – رغماً عن أنفِهِم وأنـفِ أذنابِهِم – ومع ذلك، فإنّهم “يَصْرِفون” مثل هذه التصريحات، حِفاظاً على معنويات أذنابِهِم وبيادِقِهم، التي تتهاوى وتنهار، ومن أجـلِ الحَدّ من هذا الانهيار السريع لهذه الأدوات والدُّمى.

-4-

[ تضحيات سورية الأسطورية ]

من الضروري جداً أن نضع النقاط على الحروف، في ما يَخُصُّ دَوْرَ حُلَفَاء سورية وأصدقائها، الذين قدّموا مختلف أنواع الدعم والإسناد للشعب السوري وللدولة الوطنية السورية، في مواجهة الحرب الكونية العدوانية الإرهابية على سورية.

ولكنّ هذا الدور المُشَرِّف لا يُخـفِي نَفْسَه، ولا يُخْفِيهِ أصْحابُهُ.

وأمّا ما ليس واضِحاً، للجميع، فهو الدور الهائل للدولة الوطنية السورية، في ما يَخُصُّ حلفاءها وأصدقاءها، خاصّةً وأنَّ التضحيات السورية الهائلة، بدماء وأرواح عشرات آلاف الشهداء، والتي حَقَّقَّتْ صموداً أسطورياً، في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية على سورية. هذه التضحيات وهذا الصمود:

وَضَعَ “روسيا” على قَدَمِ المساواة مع “الولايات المتحدة الأمريكية” على رأس قمّة الهرم العالمي.

وجعل من “الصين” قُطْباً هاماً في السياسة وليس في الاقتصاد فقط.

وحَصَّن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” ومَنَعَ الاستفراد بها، لا بل دَفَعَ “واشنطن” للبدء بتغيير سياستها السابقة، المفرطة في العدوانية، تجاه إيران، والبدء بِرَدْمِ الخنادق وإزالة الأسوار التي تفصل بين “واشنطن” و”طهران”.

وحمى “حزب الله” من الحصار والتطويق ومحاولات الخَنْق التي كانت مُبَيَّتَةً ومَرْسُومَةً، لأشْرَف وَأَنْبَل وأعـظم مقاومة في هذا العصر.

صَحِيحٌ أنّ الضريبة التي دَفَعَها السوريّون، مُقَابِلَ ذلك، كانت باهظة جداً جداً، ولكنّ الصحيح أيضاً، أنّ السوريين، كانوا هم أصحاب الفضل الأوّل والأكبر، في صياغة عالَمٍ جديد، لا يهيمن عليه ويتحَكّم به، كُلِّياً، المحور الصهيو – أميركي، وستكون “سوريّة الأسد” هي الرَّحِم الذي سوف يُنْجِبُ نظاماً عربياً جديداً، ليس تابعاً ولا خانِعاً، بل نظامٌ جديد مستقِلّ ومُتَحَرِّر من الوصاية النفطية الغازية، التابعة بِدَوْرِها للمحور الصهيو- أميركي.

-5-

[ اسْمَعُوا هالسَّمْعَة!!!!! ]

(أصدقاء سورية، يتفقون على إقصاء الرئيس الأسد ومساعِدِيه، عن مستقبل سورية!!!!!!!!!)

بالله عليكم، لو أنَّ هؤلاء “الأصدقاء” تَرَبَّوا وتَخَرّجوا من مدارِس محـو الأمّيّة، أمَا كانوا يفهمون ألف باء السياسة، بأكـْثَرَ ممّا يفهمونها حالياً؟

وهل سورية، مزرعة عند آبائكم، تتقاسمونها وتُقَرّرون مصيرها، كما تريدون؟؟؟؟؟؟!!!!!!!.

أم أنّ سورية، محميّة من محميُات الغاز والكاز، أو مَخْتَرَة شبيهة ببعض الكيانات الأعرابية الوظيفية التي يتحكّم بقرارِها، دبلوماسي أميركي من الدرجة الثانية؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!.

أم أنّ سورية (أرض بدون شعب) كما تَجَنَّيْتُم على فلسطين، تريدون تسليمها بـ “الضُّبّة والمفتاح” لإسرائيل، عبر بيادقكم ودُمَاكُم التي تُسَمُّونَها “معارضة سورية”؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!.

تَذَكَّروا أيّها الحمقى والمُغَفّلون، أنّ سورية والشعب السوري والدولة الوطنية السورية، هم مَنْ صَنَعوا ويَصْنَعون وسيصنعون تاريخ العالَم الجديد، وأنَّ تُرَّهاتِكُم هذه، لا تدعو إلّا إلى احتقارِكُم والرِّثاء لِصِغَرَ عقولكم، والاشمئناط من ألاعيبكم السخيفة هذه التي تُشـبِهُ بيوتَ الرَّمْل التي يَبـنِيهَا الأطفال على الشاطئ، ثم يتوهَّمون أنّها بيوت حقيقية، مع الفارق بأنَّ الأطفال أبرياء، وأمّا أنتم فأغبياء.

-6-

[ سياسة شيخ العشيرة البدائي ]

يأبى سفهاء مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية، إلّا أن يبرهنوا بأنّهم يعيشون خارج العصر، بل وخارج التاريخ، فـ يَحْرَدُون من مجلس الأمن لأنّه لم يوافق على شنّ حرب شاملة ضد الجمهورية العربية السورية، ويتَّهِمُونَه بـ ازدواجية المعايير، ليس تجاه إسرائيل، بل تجاه سورية أوّلاً وتجاه إيران ثانياً، رغم تشاطرهم المفضوح، بمحاولة تمرير حَرَدِهِم الطفولي، على أنّه احتجاج على عدم حلّ المسألة الفلسطينية، وعدم معالجة السلاح النووي في المنطقة، وما يقصدونه هو

– موضوع النووي الإيراني و

– الجمهورية العربية السورية و

– تصفية القضية الفلسطينية.

ولأنّ هؤلاء العبيد من سفهاء آل سعود، لا يستطيعون فَهْمَ ولا استيعابَ ألف باء السياسة، ولا موازين القوى التي تفرض نفسها على الجميع، بما في ذلك مُعَلِّمُهُم وحَامِيهِم الأميركي الذي لم يتراجع، طَوْعاً ولا تَعَفُّفاً، عن مقارباته السياسية السابقة، في هذه المواضيع الثلاثة، بل تراجَعَ عَجْزاً، لأنّ الاستمرار في تلك المقاربات، يعني جَرّ المنطقة بكاملِها، إلى حربِ شاملة، تكون فيها المصالح العليا الأمريكية، وأمْنُ حليفتها إسرائيل في خطرٍ داهِم.

وسفهاء مهلكة آل سعود، الذين لا يستطيعون مقاربة المواضيع السياسية، إلّا وَفـقاً لحسابات شيخ العشيرة (السيّئ وليس التقليدي) الذي تُحَرِّكُهُ أحقادُه الشخصية وحِساباتُهُ الذاتية، الغبيّة والضيّقة الأفق، بحيث يقود عشيرتَه إلى التهلكة، وهذا بالضبط هو الطريق الذي يسير فيه الآن، عبيد آل سعود الذين يُسَمُّون أنفسهم أمراء.

-7-

[ مرتزقة الثورة المضادّة ]

مرتزقة “الثورة المضادة” غير المسبوقة في سورية، أشكال وأصناف:

هناك:

– الطامع و

– الفاشل و

– الكسول و

– اللص و

– الفاسد و

– السفيه و

– الشاذ و

– الساقط و

– الأناني و

– المأجور و

– العميل و

– الجاسوس

هؤلاء المرتزقة، يشكّلون المادة الرئيسية، لـ “الثورة المضادة” في سورية، المُدارة من قوى الاستعمار القديم والجديد، والمُمَوّلة من نواطير الكاز والغاز، والمُحْتَضَنة من المحميّات الوظيفية.

وهؤلاء أنفسهم، لا يتركون تُهْمَةً شائنة، مذكورة – أو غير مذكورة في القاموس – إلّا ويقومون بإلصاقها، بالنظام السياسي الوطني في سورية، وبأشخاصه وكوادره وقياداته، بغرض ترحيل التلال “المتلتلة” من النقائص والعيوب والفضائح والذنوب التي تَلُفُّ هؤلاء، من رؤوسهم حتى أظافر أقدامهم، والعمل على تَلْبِسِها لِرِجالات الدولة الوطنية السورية.

-8-

[ مفاهيم الاستعمار تَعْنِي العَكْس ]

عَبـْرَ مئات السنين، استعبد الاستعمارُ القديم، عَشَرَاتِ الشعوب، ونَهَبَ مُقَدَّراتِها وثرواتِها، وَقتَلَ عشراتِ الملايين من أبنائها، تحت عنوان (تحضير الشعوب) والقيام بعمليّة إنسانيّة، لِوَجْهِ الله فقط!!!!.

وأمّا الاستعمار الجديد، فهو يحمل أربع لافتات جميلة، ولكنَّها مزيَّفة ومُزَوَّرة وخادِعة ومُرائية، وهذه اللافتات أو العناوين البَرَّاقَة، هي:

– الحرية

– الديمقراطية

– حقوق الإنسان

– مكافحة الإرهاب

فـ (الحرية) عند الاستعمار الجديد، تعني “أن يأخذ حرّيته” في استعباد الشعوب، وتعني “العبودية” للشعوب الأخرى.

و(الديمقراطية) تعني حقّ الاستعمار الجديد، في السيطرة على قرار الشعوب الأخرى، والتحكّم بسياساتها، ونهب ثرواتها، ولكِنْ بأسلوب (ديمقراطي) بمعنى: تركيب سلطات محلّيّة، من قوى وشخصيات تابعة وعميلة ومنخرطة في تنفيذ الأجندات الاستعمارية، داخل بلدانها، وإيصالِها إلى السلطة في هذه البلدان، عبر عمليّة (بَلـْف) ديمقراطي، لا علاقة لها بالديمقراطية، إلّا من حيث الشكل.

وأمّا (حقوق الإنسان) فَحَدِّثْ ولا حرج، إنّها كذبة كبرى، تستهدف ضَمَان وتأمين وجود آلاف البؤر المزروعة، داخل مجتمعات بلدان العالم، عبر “منظّمات التمويل الخارجي” وتسميتها بـ “منظمات حقوق إنسان، ومجتمع مدني” وأطبّاء بلاحدود، وتنمية الديمقراطية، الخ الخ، واستخدام كلمة “الحرية” بشكل مفرط، بحيث يجب علينا، كلّما شاهدنا هذه الكلمة، لا بُدَّ أن ندرك، بأنّ المقصود بها هو العكس، ومن ثمّ يقوم الاستعمار الجديد، بتمويلها وتوجيهها وتحريكها، خارجياً، بما يُحقّق أجندته الاستعمارية، على حساب طموحات ومصالح شعوب ودول العالَم.

وكذلك مقولة “مكافحة الإرهاب” فالإرهاب، صناعة استعمارية، بامتياز، قديماً وحديثاً. والأدوات الإرهابية الجديدة داخل بلدان العالم الثالث، هي صناعة أميركية – أطلسية – صهيونية، بحيث جرى احتضانها ودعمها وتحريكها، حسب حاجة المستَعْمِر الجديد، وطِبْقاً للخطط الموضوعة استعمارياً، وعندما تنتفي الحاجة لهذه المنظمات الإرهابية، يجري “تسريحها” والاستغناء عن خدماتِها، ولكنَّ هذه الخلايا السرطانية، لا تختفي حينئذ، بل تستمرّ في نشاطاتها الإرهابية، بَعـْدَ أن اشتدَّ عودُها – بفضل الدعم الاستعماري السابق لها – بحيث يُصُيبُ رذاذُها، أولئك الاستعماريين الذين أوجدوها وسمَّنُوها.

والمُهِمّ في الأمر، عند هؤلاء الاستعماريين، ليس (الإرهاب) مطلقاً، بل مدى خدمة هذا الإرهاب لهم، فإذا كان في خدمتهم، يصبح “نضالاً من أجل الحرية” و”مقاومة مقدّسة” ويجري الاحتفاء به وتكريمه في جميع عواصم الغرب.

وأمّا عندما تنتهي المهمّة التي جرى دَعْمُهُ واحتضانُهُ، بموجبها، حينئذ فقط “يكتشف” الغرب فجأةً، أنه أمام “إرهاب” لا بُدَّ من مواجهته.

-9-

[ المطلوب صهيونياً، منع سورية من تحقيق الإصلاحات ]

خطاب معظم الأنظمة العربية عن

(الإصلاحات)

هو خطاب، ليس للاستهلاك ولا للتصدير، بل للتسويق فقط، لبضاعة غير موجودة، أي تسويق للأوهام، بالرغبة في وجود نيّة للقيام بإصلاحات وهمية.

ووحدها سورية، والدولة الوطنية السورية، والنظام السياسي السوري، المقاوم والممانع والوطني والقومي والعلماني والمدني – نَعَمْ المدني، رغم أنف من يتّهمونه بأنه نظام أمني وعسكري – هو الذي قَرّرَ سلسلة إصلاحات غير مسبوقة في المنطقة، ولذلك جُنَّ جُنون الأذناب النفطية والغازية والكيانات الوظيفيّة، لقناعتهم بأنّ هذه السلسلة من الإصلاحات، في حال تطبيقها، سوف تَزِيدُ الدولة الوطنية السورية، مَنَاعَةً وحَصَانَةً، وهذا أمـْرٌ دونَهُ خَرْط القَتَاد، بالنسبة للمحميّات الأعرابية، لأنّه سوف يؤدّي إلى سقوط هذه المشيخات والمحميّات، وإلى استبدالِها بأنظمة سياسية جديدة، تُعَبَّرُ عن طموحات ومصالح مجتمعاتها وشعوبها، ولذلك استنفرت هذه المشيخات، كُلَّ طاقاتها وقدراتها، لِمَنْعِ سورية من إجراء أيّة إصلاحات، ستؤدّي حُكـْماً إلى زوال هذه المشيخات المتخلّفة عن رَكْبِ البشريّة، مئات السنين.

أرأيتم، كيف تجري عمليّات التزوير والتلفيق؟!

هم يريدون منع الإصلاحات، ولكن تحت عنوان أنّ “النظام السوري” رَفَضَ ويرفض القيام بـ “إصلاحات!!!!”.

لماذا؟ لِأنَّ “الإصلاحات” بمفهومهم، هي أن تلتحق بالاستعمار الجديد، وأن تكون تابعاً يدور في فلك “إسرائيل”، وحينئذ، تصبح – بنظرهم وبنظر أسيادهم – ديمقراطياً من الطراز الرفيع، لا بل يطالبون لك بالحصول على “جائزة نوبل” كما حصل عليها “السادات” و “بيغن” و”بيريز”.

-10-

[ سَتَعُودُ سورية أجمل ممّا كانت ]

إنّه وَعْدُ أَسَد بلاد الشّام الفارس العربي الأسطوري الرئيس بشّار الأسد، وَوَعْدُهُ الحقّ والصدق.

وأمّا حلفاؤنا وأصدقاؤنا، فَقَدْ بنى لَهُمْ الصّمودُ السوري الأسطوري، أساساً متيناً وبنيةً فولاذيةً، أخذوا بموجبها، مكانَهَم اللائق تحت الشمس، بدءاً من روسيا فالصين فإيران فـ حزب الله فجميع شرفاء الكرة الأرضيّة.

وصحيحٌ أنّنا قدَّمْنَا ونُقَدِّمُ تضحياتٍ لا مثيلَ لها، أدَّتْ إلى تغيير موازين القوى العالمية، ولكنَّ ذلك، أدَّى وسيؤدِّي إلى أن تعود سورية، عاجِلاً وليس آجِلاً، إلى مكانها الرّيادي في هذا العالَمْ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.