دعوة الزهار.. والحيرة من حيث التوقيت؟!

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
دعا د. محمود الزهار منذ يومين إلى فتح الجبهة الشمالية (والشمالية هنا تضم لبنان وسوريا)، وتكوين كتائب من فلسطينيي المخيمات تحت قيادة القسام لتحرير فلسطين، وهي دعوة لم تدع لها حماس في أوج نشوتها وإحساسها بالنصر في عهد الرئيس مرسي. صحيح أن الإخوان دعوا الى الجهاد، لكن ليس في فلسطين وإنما في سوريا! وقد كان خالد مشعل يتعجل مشاركة مصر مرسي في الفتنة على أرض الشام، كما قال أمير قطر في حضور مشعل! فماذا تبدل اليوم في الأمر؟! هل نسق د. الزهار مع سيد الإخوان وخليفتهم العثماني أردوغان، ليخفف من تواطئه وإجرامه بحق سوريا العروبة .. سوريا المقاومة؟! لأنه ذلك يعني تشتيت لقوى الجيش العربي السوري وهو يسير في مشوار انتصارات على الأرض على القوى التي يدعمها ويجهزها ويرعاها أردوغان!
هل هي رد على خطاب سماحة الأمين العام الأخير أنه لا ينوي مهاجمة إسرائيل، واكتفى بالرد المحدود؟! وهي تذكرني بقصة من كانوا يعايرون الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله بسبب تدويل مضايق تيران، ومنهم الملك حسين الذي كان يتكلم وكأنه الغيور على الامة. وقد اثبتت الوثائق فيما بعد انه في هذه الفترة لم يكن فقط عميلا للسي آي إيه، بل كان موظفا منتظما فيها، وكان ينزل اسمه في مسيرات السي آي ايه للرواتب آخر كل شهر، ولم يتوقف نزول اسمه الا في عهد كارتر الذي رفض أخلاقيا ان يكون ملك عميلا للسي آي إيه بهذا الشكل الصريح لذا رفض أن يستمر نزول اسمه في المسير وعوضا عن ذلك يعطيها له كمساعدات! فمن يزاود على حزب الله لا يستطيع بهذا ان يدعي الوطنية وليتحسس رأسه.
نحن ضد سلوك نظام مصر السيسي ضد أهل الرباط بالقطاع، بما في ذلك قرار المحكمة المصرية باعتبار كتائب القسام مجموعة إرهابية، ونراها جزءاً من تحرك ثالوث نتنياهو عباس السيسي يستهدف القضية الفلسطينية برمتها، وبالذات رأس حربتها في غزة، وكل له دور يلعبه حسب موقعه. كان على مصر السيسي أن تتصرف بمسؤولية لو أن العملية هي رد فعل لسلوك حماس أو كتائب القسام كما تصرفت سوريا العروبة وكما تصرف حزب الله، بالرغم من خيانة حماس لهم كحليف! بمعنى أن هذه الدعوة ما هي لا تشرنق بالقضية الفلسطينية التي يجب إبعادها عن التجاذبات؟!
كيف تثق سوريا ولبنان بحماس مرة أخرى، ولم يحدث شي في حماس، وكان المفروض أن يحدث زلزال فيها نتيجة خيانة قيادة حماس لحلفائها في خط المقاومة! فما زال مشعل هو رئيس ما يسمى بالمكتب السياسي، ومازال نائبه هنية، وما زال .. وما زال .. ! اليس هم الذين احتفلوا بالمؤامرة على سوريا العروبة وسموها ثورة ورفعوا علمها؟! حتى أنت يا دكتور في مقابلاتك كنت تقف معهم وتقول رأيك في عموميات بائسة! ما هذه الثورة التي تستعين بالعدو الصهيوني وتنسق معه؟! بل وتمتد إنسانية العدو الصهيوني التي عرفها الشعب الفلسطيني عبر سلوكه في دير ياسين وخانيونس وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا، تمتد هذه الإنسانية لتعالج جرحى ثورتهم! وهل ستتلقى قيادة القسام للكتائب المقترحة أوامرها من كبيركم أردوغان ليتمكن من تنسيق نشاطها مع جبهة النصرة وداعش؟!
يكفيكم أن تدافعوا عن الجبهة الجنوبية، دون ترك قيادتها لكم فهناك بندقية عندكم لم تنحرف بوصلتها عن فلسطين، وعليكم يا دكتور محمود أن تنظفوا الجرح من الصديد قبل أي إجراء آخر، فهذا يعجل بشفائه!
وبالله التوفيق،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.