دقائق عسكرية: نقاط حول ملحمة الجيش المصرى ضد داعش فى سيناء

military-minutes-egypt-sinaii

موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:

1- تقييما لما حدث فى سيناء أمس نستطيع أن نقول إن الجيش المصرى استطاع امتصاص هجوم عنيف ومتقن ومعدّ له منذ فترة طويلة لعشرات من عناصر تنظيم داعش الأرهابي وحقق انتصاراً كبيراً و باهراً كان واضحاً جداً فى عدم تحقق أهداف هذا الهجوم والنتائج التي أسفر عنها.
كان هدف عناصر داعش الأساس أقرب إلى “الدعاية” منه إلى السيطرة العسكرية أو حتى الإغارة، فالهدف كان رفع علم داعش ولو لدقائق فوق التمركزات العسكرية المصرية و تدمير ما يتيسر من معدات و آليات و تصوير ذلك كله وبثه، لبيان أن التنظيم بات يسيطر على سيناء “وهو الخبر الذي حاولت التمهيد له عدة وسائل إعلامية وعدة صفحات فيس بوك”. كان قرار القيادة العسكرية المصرية والضباط المتواجدون في الميدان الصمود وعدم السماح بحدوث هذا تحت أي ظرف.

2- كان الهجوم منسقاً على عدة تمركزات أمنية فى وقت واحد بعشرات المسلحين الذين استخدموا أسلحة شرقية في مجملها “آر بي جي وكلاشينكوف” بجانب عشرات السيارات المثبت عليها الرشاش الأمريكى “M2 Browning” (الصورة الرابعة). وصمدت التمركزات الأمنية برغم ضراوة الهجوم وتعذر وصول التعزيزات إلى المناطق التي هوجمت بسبب تفخيخ الطرق. وهنا كان التطور المهم في الاستراتيجية العسكرية المصرية في سيناء، حيث شاهدنا هذه المرة تكاملاً تاماً بين دور القوة الجوية ودور الضباط الميدانيين.

3- نستطيع أن نؤكد أن القوة الجوية المصرية، سواء ثابتة الجناح أو المروحية، كانت بطلة هذه الملحمة. والصور التي نُشرت لجثث القتلى تثبت أن معظمهم قتلوا بفعل نيران كبيرة العيار، حيث تم تقسيم الأدوار بين الأباتشي والأف 16 لتصبح مهمة الأباتشي هي اصطياد الأفراد والأف 16 تدمير السيارات وأماكن التجمع.

4- نتائج المعركة كانت دليلاً آخر على النصر. عدد قتلى المسلحين يتعدى 100 قتيل، وهم من أفضل ما يتيسر لتنظيم داعش في سيناء من مقاتلين، نظراً لأنهم كانوا ضمن “الدورة” التي تم اعدادها وتدريبها منذ شهور استعداداً لهذا الهجوم الذي من الجائز أن نطلق عليه صفة “هجوم انتحاري”

5- الصورة الأولى من سوريا والثانية من سيناء. كانت لافتاً ارتداء المهاجمين لنوعين من أنواع التمويه “التمويه الزراعي والتمويه الصحراوي”. أغلبية المهاجمين ارتدت التمويه الصحراوي الذى كان معمولاً به في الجيش الأمريكي حتى منتصف تسعينيات القرن الماضى ويسمى “DBDU”. وكان لافتاً أيضاً أن الملابس جديدة تماماً، وكان يتم التمييز بين القياديين والأفراد وبين كل مجموعة هجوم وأخرى بأشرطة حمراء وسوداء كانت تربط على اليد اليمنى. كان لافتاً أيضاً ارتداء بعض المهاجمين لملابس داخلية من ماركة “STARTER ” أمريكية الصنع (صورة3).

6- هذه الملحمة كشفت عن مؤامرة صحفية وإعلامية كبيرة لا بد من التحقيق المعمق فيها. عدة وكالات أنباء وصحف نشرت تفاصيل وصوراً لا علاقة لها بما حدث فى الميدان، نذكر منها “أسوشيتدبرس، بي بي سي، سكاي نيوز، جريدة الوطن، جريدة الشروق”. بعض وسائل الأعلام هذه تحدثت عن ذبح لجنود وخطف آخرين وفقدان للسيطرة على نقاط عسكرية وهذا كله لم يحدث. بعض هذه الصحف تحدثت عن استخدام لصواريخ مضادة للطائرات من قبل المهاجمين، وهذا لم يحدث بل بالعكس كانت الأسلحة المستخدمة فى الهجوم عادية جداً ولا تمثل أي تطور نوعي.. هذه المؤامرة ربما يكون قد شارك فيها عن غير قصد بعض الزملاء الصحفيين رغبة منهم في “السبق الصحفي” لكن الأكيد أن سوء النية كان موجوداً لدى البعض الآخر.

7- هذا الهجوم تكرر بالضبط فى مناطق عديدة في الميدان السوري، لكن كانت هذه الهجمات تنجح في أغلبها بسبب ظروف منعت الغطاء الجوي السوري من التدخل، وكان توفر هذا الغطاء مساهماً رئيسياً في صمود عدة مواقع عسكرية مهمة، لعل على رأسها مطار الثعلة العسكري فى السويداء.
تحية لكل جندي وضابط مصري صمد في وجه الهجوم العنيف ورفض أن تُرفع راية داعش على أرض مصر ولو كلفه ذلك حياته، وتحية كبيرة لقوات مصر الجوية التى قدمت مثالاً مهماً على الدعم الجوي للقوات البرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.