دمشق تهاجم: السعودية “مملكة إرهاب” وقطر “مشيخة” والعربي “مهرج مضحك”

kwait - kouma - arab

لم تحمل كلمات أدوات متزعمي جبهة العدوان على سورية الذين حضروا ما تسمى قمة العرب في الكويت أمس أي جديد سوى ترديد صرخات الاستغاثة التي يطلقها مرتزقتهم الإرهابيون في سورية لمدهم بمزيد من الأسلحة أو التدخل بأي شكل من الأشكال لإنقاذهم بعد أن تلقوا العديد من الهزائم تحت ضربات الجيش العربي السوري.

وبعيداً عن الخلافات العميقة في عدة قضايا رحلت إلى وقت لاحق حاولت أدوات جبهة العدوان وضع ملف الأزمة في سورية على رأس جدول الأعمال مطالبين بما انهم عاجزون دوماً مجلس الأمن بالتدخل في شؤون سورية الداخلية بكل الطرق والأشكال.

أمين عام ما يسمى الجامعة العربية نبيل العربي الذي رهن قرار الجامعة إلى فساد البترودولار دخل من باب أن “على مجلس الأمن الذي ما زال عاجزاً مباشرة مسوءوليته وفرض تنفيذ قراراته” في محاولة لتحريضه على العدوان على سورية بعد أن فشل في ذلك لعدة مرات سابقة إثر وقوف روسيا والصين في وجه مشاريع العدوان والتدخلات الخارجية في حل الأزمة في سورية.

وربط العربي كما يفعل المسؤولون الغربيون بين ما سماه “تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة التي تمثل الحل المطلوب للأزمة السورية” مسقطاً الجانب الآخر من النص الذي يؤكد موافقة الطرفين على إنشاء هذه الهيئة ومتجاهلا نص البند الأول في البيان المتعلق بمكافحة الإرهاب.

وبدا العربي يتحدث بلسان غربي وهو يتهم الحكومة السورية بأن “موقفها المتصلب ورفضها الانخراط في مفاوضات جدية في جنيف قد يكون أوصل تلك المفاوضات إلى طريق مسدود” متجاهلاً أن الموقف السوري واضح وصريح ويتعلق بوقف العنف ومكافحة الإرهاب الذي يعاني منه اليوم كل السوريين وتمثل مكافحته المدخل لنجاح أي حل سياسي ووفق ما نص عليه بيان جنيف الأول.

وفي إقرار غير مباشر على ضعفه واعتراف برفض الشعب السوري لهذا الكيان المرتزق اعتبر العربي أن “على ائتلاف الدوحة تكثيف جهوده لتوحيد صفوف المعارضة تحت مظلته واستكمال تشكيل مؤسساته حتى يكون معبرا عن تطلعات وآمال الشعب السوري”.

بدوره بدا أمين الجامعة غير الأمين على ميثاقها كالمهرج المضحك وهو يتحدث عن ظاهرة الإرهاب كتحد يواجه الأمن الإقليمي العربي وهو الذي أغفل في كل فقرات كلمته أي إشارة أو حديث عن المجموعات الإرهابية المسلحة والتكفيرية الموجودة في سورية والتي باتت غالبية الدول تعترف وتتحدث عن خطرها ليس على المنطقة فحسب بل على العالم أجمع.

من جانبه كرر أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني ترديد أسطوانة والده المشروخة بما يتعلق بالأزمة في سورية وكأن والده لم يعطه أي درس من تجربته مع هذا الملف خلال السنوات الماضية التي فشل فيها بتنفيذ الأجندة الأمريكية الغربية ودفعته إلى التنحي.

وادعى خليفة الحمدين أن مشيخته “أسهمت في عقد مؤتمر جنيف من أجل التوصل إلى حل يكفل لسورية استقلالها وسيادتها الوطنية وأمنها ووحدة أراضيها ويعيد السلم إلى ربوعها” متناسياً أن ائتلاف دوحته رفض التوقيع على بيان يدعو إلى نبذ الإرهاب ومكافحته ويؤكد على سيادة ووحدة أراضي سورية ورفض التدخل الخارجي.

ووقع أمير المشيخة في شر أعماله عندما تحدث عن مفهوم الإرهاب المحدد وهو “استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية” وهي جميعها أعمال وتصرفات إجرامية تنطبق على ما تمارسه مجموعات إرهابية مرتزقة مدعومة من قبل مشيخته في سورية وتثبتها آلاف مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته تابع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح مسلسل الاستنجاد الخليجي بـ “مجلس الأمن الدولي كي يعيد للعالم مصداقيته ويضع حدا للكارثة الإنسانية في سورية”.

وكان الأجدى بالأمير الكويتي أن يتخذ خطوات تصب مباشرة في إنهاء الخلافات العربية والوقوف إلى جانب سورية وشعبها ومكافحة الإرهاب الأعمى الحاقد الذي يستهدف البشر والحجر في سورية بدل دعوة “أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى السمو فوق خلافاتهم” لإنهاء الأزمة في سورية التي تجاوزت “الحدود السورية والإقليمية لتهدد الأمن والاستقرار في العالم”.

وادعى الصباح أن بلاده “دعمت الوضع الإنساني في سورية” متجاهلا أسباب ذلك ومحاولا إظهار بلاده وكأنها تقف في وجه الإرهاب عبر الإشارة في الختام إلى أن “الجميع مطالبون بالانضمام لركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة وتخليص البشرية من شرورها”.

وعبر ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي مثل مملكة الإرهاب في الاجتماع عن موقف بلاده الداعم للإرهابيين حيث أعلن بشكل صريح وواضح أن الخروج مما وصفه “المأزق السوري” يتطلب تحقيق “تغيير ميزان القوة على الأرض ومنح المعارضة ما تستحق من دعم ومساندة” في إشارة إلى جهل مملكته الداعمة للإرهاب والتكفير بحقيقة المأزق الذي أوقعت نفسها به إذ انها مهما دعمت الإرهابيين ومدتهم بالمال والسلاح لقتل السوريين فلن يغير هذا الأمر من إصرار الشعب السوري وتحديه وصموده مع دولته حتى إعلان نصرها.

ولي العهد السعودي الذي تدعم بلاده الإرهابيين استغرب “عدم رؤية وفد الائتلاف وهو يحتل كرسي سورية خلال القمة الذي من شأنه أن يبعث رسالة إلى مجلس الأمن الدولي ليغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية” متجاهلا أن وجود الائتلاف على مقعد سورية مخالف لميثاق الجامعة العربية والجميع يعلم ارتباطات غالبية أعضاء الائتلاف وارتهانهم لأعداء السوريين.

وفي تناقض واضح مع ما يقوله وما يجري على الأرض أشار ولي العهد السعودي إلى أن “أكثر ما تحتاجه منطقتنا هو إقامة علاقات طبيعية تسودها الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل من الدول الأخرى” إلا أنه فيما يبدو استبعد تدخل مملكته في شؤون سورية ودعمها للإرهابيين وكذلك تدخلها في البحرين واليمن والعراق ولبنان وكل ذلك لزعزعة استقرار تلك الدول ونشر التطرف والكراهية.

وبعد أن ردد كلمات أسياده في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب حول فشل مؤتمر جنيف وتحميله الحكومة السورية المسؤولية كرر ولي عهد مملكة الإرهاب الترويج للادعاءات السعودية الكاذبة حول مكافحة الإرهاب معتبراً أن “الخطر الإرهابي الذي يهدد استقرار المنطقة” والذي تساهم مملكته بتمويل جزء كبير منه “يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة واستئصال الإرهاب والذي تتجلى مظاهره ببروز جماعات إسلامية متطرفة”.

بدوره دعا متزعم عصابة ائتلاف الدوحة المدعو أحمد الجربا الذي عبر منذ أيام عن أمنياته بأن تشن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب عدوانا على سورية وشعبها “القمة للضغط على المجتمع الدولي من أجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي وتكثيف الدعم الإنساني بكل محتوياته للسوريين والاهتمام بأوضاع السوريين المقيمين في الدول العربية”.

وحاول الجربا كسب دعم الحضور عبر التوسل والادعاء بأن ما يقوم به مع مجموعاته الإرهابية في سورية هو “معركة العرب الكبرى” إلا أنها تخاض حسب زعمه “بأصغر الأدوات” محرضاً الدول العربية على تقديم الأسلحة ومتسائلاً “إذا كان الغرب تقاعس عن نصرة السوريين بالسلاح فما الذي يمنع الأشقاء العرب عن حسم أمرهم حول مقعد سورية”.

وبذات اللهجة السعودية التي لا تغيب عن كلماته رأى الجربا المعروف بين السوريين بأنه شخص فاسد يمتهن التزوير والاستغلال أن “إبقاء مقعد سورية في الجامعة العربية فارغاً يبعث برسالة بالغة الوضوح” للحكومة السورية بأن المقعد ينتظرها بعد أن تحسم حربها معتبراً في ذات الإطار أن “الواقع يفرض تسليم السفارات السورية في العواصم العربية للائتلاف” متذرعاً بأنه “لم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية وهو أمر يربك العلاقات العربية العربية ويجعل أحوال السوريين أصعب”.

وجدد الجربا استجداءه صانعيه ممن سماهم الدول الكبرى لتنفيذ التزاماتهم وتعهداتهم التي خاض الائتلاف على ضوئها مفاوضات جنيف2 مكرراً التصريحات الأمريكية التي ربطت بين موضوع الانتخابات الرئاسية واستمرار مباحثات جنيف في دليل على خوف الجربا وزمرته من نتائج صناديق الاقتراع.

ولم يستح الجربا حينما ادعى بأن الائتلاف يحرص كل الحرص على وحدة السوريين وسلامتهم بمن في ذلك المقيمون في المناطق التي تسيطر عليها الدولة كما انه مع ما سماه الجيش الحر “يحرصان على احترام السوريين في تلك المناطق والحفاظ على ممتلكاتهم” متجاهلاً عشرات قذائف الهاون التي يطلقها إرهابيو الائتلاف على الأحياء السكنية يومياً وإيقاعها عدداً من الشهداء والجرحى وسرقة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في كل الأحياء والمناطق التي دخلها مرتزقته.

 

المصدر: وكالة سانا السورية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.