دوائر غربية تحذر من فقدان السيطرة على المجموعات الارهابية في سوريا

Free syrian army 153

حصلت صحيفة المنــار على تقارير أمنية أعدتها طواقم خاصة، من دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تفيد بأن الجهات والقوى والدول التي تدعم العصابات الارهابية في الاراضي السورية قد فقدت السيطرة على هذه العصابات، رغم الدعم بالمال والسلاح والمرتزقة وأن معظم المجموعات الارهابية التي تمول من الغرب ودول في الاقليم كالسعودية وقطر وتركيا قد انخرطت منذ عدة أشهر في اطر ارهابية مسلحة اسلامية تكفيرية متطرفة، ولا يوجد اليوم جسم مسلح تابع للارهابيين يمكن وصفه بغير المتطرف.

وتقول هذه التقارير أن عشرات المجموعات الارهابية التي تم تشكيلها خرجت عن أوامر مموليها، وأصبحت اليوم تتصرف على أساس اجرامي من خلال عمليات سرقة وخطف وسطو واحتجاز، وتصارع واقتتال من أجل السيطرة على المال والسلاح، وباتت بعض هذه المجموعات اليوم توسع من نشاطاتها الى خارج الاراضي السورية، وهذا ما اصبحت تعاني منه الدول المجاورة لسوريا، وكشفت التقارير الاستخبارية عن أكثر من عشر خلايا ارهابية اعتقل افرادها خلال الخمسة أشهر الأخيرة في دول مجاورة لسوريا، وهم من جنسيات مختلفة وبعضهم يحمل جنسية الدولة التي اعتقلتهم.

وتتحدث التقارير الامنية عن تحد كبير بات يواجه الشرق الاوسط، وحتى دول اوروبية والولايات المتحدة، وأصبح من الضرورة العمل بجدية لمحاصرة هذه المجموعات التي أصبحت خارج السيطرة والقضاء عليها.

ورغم هذه الحقائق التي تضمنتها التقارير الأمنية المذكورة، وهي تقارير أعدتها دوائر أمنية غربية، الا أن دولا اقليمية كتركيا والسعودية مازالت تصر على استمرار ضخ السلاح والمال والمرتزقة الى داخل سوريا، وهناك غرف عمليات في دول مجاورة لسوريا تشرف على المجموعات الارهابية، وتدعوها الى قتل المزيد مقابل مكافآت مالية ضخمة للابقاء على نزيف الدم في سوريا، وترفض الدول الداعمة للارهابيين أي حديث عن حلول سياسية ، وتؤمن أن الحل العسكري الميداني هو الوحيد القادر على تدمير الدولة السورية واسقاط قيادتها، وتصف الدول الغربية كما ورد في هذه التقارير مواقف الدول الاقليمية الداعمة للعصابات الارهابية بأنها ناتجة عن اختلاط العداء والحقد الشخصي بالرغبة السياسية والخوف من أن يرتد الارهاب عليها في حال نجحت جهود البحث عن حل سياسي للازمة السورية، كما أن السعودية تحاول “لملمة” وتجميع المجموعات الارهابية التي ما زالت تتواصل معها، وتتلقى التعليمات من غرف العمليات الارهابية في دول الجوار، ولم تخرج بعد عن سيطرتها، وذلك لاستخدامها ورقة رابحة في أيدي القيادة السعودية للمساومة عليها في أية مواجهة سياسية، أو أي مؤتمر سياسي قادم، فالرياض ترغب بعد سيطرتها على ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض في الخارج في خلق وايجاد نواة ارهابية مسلحة لها في الداخل السوري معتقدة بأن ذلك يضمن لها الورقة السياسية والعسكرية.

لكن، التقارير الامنية الغربية تفيد بأن رغبة السعودية هذه صعبة، وقد تكون مستحيلة في ضوء حالة التصادم والاقتتال الدموي الذي تعيشه المجموعات الارهابية داخل سوريا، وتؤكد هذه التقارير هنا أن العديد من قيادات الارهابيين التي كانت السعودية تتواصل معها، ودخلت الحرب ضد الدولة السورية لاهداف مادية لا أكثر أصبحت اليوم تترك عناصرها وتتخلى عنهم وتغادر الى خارج الاراضي السورية، حاملة معها ما تمكنت من سرقته من عوائد مالية، وهذا شكل أحد الاسباب التي سهلت مهمة الاطر الارهابية المتطرفة في استقطاب هذه العناصر المسلحة التي بقيت دون قيادة، والسيطرة على مخازن السلاح والذخيرة.

وتكشف التقارير الأمنية عن ظاهرة ظهور “أباطرة” من القيادات الارهابية التي تركت القتال، وأصبحت اليوم تعمل في مجال التجارة والاستثمار بمختلف اشكالها، داخل الدول التي غادرت اليها، كما أن هناك عمليات تصفية متبادلة بين هؤلاء الاباطرة، فعمليات وحوادث قتل غامضة تمت لعناصر كانت محسوبة على المجموعات الارهابية وتعاملت معها الاجهزة الامنية في الدول المجاورة لسوريا.

وتوصي هذه التقارير الاستخبارية بضرورة العمل وبشكل سريع على محاصرة هذه المجموعات الارهابية المتواجدة على الارض السورية، قبل أن ترتد الى دول اوروبا والولايات المتحدة ودول اخرى في الاقليم، وتهدد مصالح امريكا في المنطقة، بعد أن ايقنت الكثير من الجهات بأن الحل السياسي هو الوحيد للخروج من الازمة السورية، وترى التقارير أن ما تحاول السعودية طرحه من حلول لهذا الخطر الارهابي، ومن بينها تقوية مجموعات ارهابية لتحارب مجموعات اخرى هو أمر صعب للغاية، خاصة في ظل ما يجري من اقتتال متعدد الاطراف، وأيضا الملاحقة المستمرة من جانب الجيش السوري للعصابات الارهابية فوق الاراضي السورية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.