دوافع الرياض في وقف الهبات المقدمة للبنان.. ابتزاز وأزمات

 

قناة نبأ الفضائية:

لم يكن الإعلان السعودي عن إلغاء الهبتين المقدمتين للقوات المسلحة اللبنانية مفاجئاً.

فقد ظهرت تعقيدات في هذا السياق منذ منتصف العام الفائت، وفي شهر نوفمبر الماضي وصف قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الهبة بأنها «حبر على ورق»، وعندما زار قهوجي واشنطن مطلع الشهر الحالي دعا المسؤولين الاميركيين الى اعتبار الهبة كأنها لم تكن.

المعطيات كانت تشير الى نية المملكة الغاء الهبة، خاصة بعد وفاة الملك عبد الله، حينها تنصل الديوان الملكي من هبة المليار دولار المقدمة لقوى الامن الداخلي، وطلب من ورثة الملك دفعها من اموالهم، فلجأ الاخيرون الى المحاكم في مواجهة هذا الامر.

وفيما يتعلق بهبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة للجيش اللبناني لجأ السعوديون الى المماطلة إلى ان تم الاعلان عن الغائها.

ويؤكد العارفون بحال النظام السعودي بأن الاسباب التي ساقها في معرض تبريره لوقف الهبة ليست هي الدوافع الحقيقية لإلغاء الصفقتين معاً.

فالسعودية ارادت من خلال هذا الاعلان ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهي ارادت ابتزاز لبنان وحكومته والضغط على خصومها في بيروت. من جهة ثانية، يعتبر مراقبون ان هذه الخطوة تظهر مدى السخف الذي يضرب العقل السياسي الحاكم في الرياض، الذي وبدلا من مواجهة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، يلجأ إلى إجراءات عقابية بحق بلد بأكمله.

الى ذلك فإن القرار السعودي يمثل دلالة على الوضع الاقتصادي المتردي في المملكة، خاصة بعد تورطها في وحول اليمن، ومغامرتها النفطية التي ارتدت عليها.

من جهة اخرى فإن ما جرى له ارتباطات بالصراعات الداخلية، اذ كانت صحيفة لوموند الفرنسية كشفت قبل فترة أن وزير الدفاع محمد بن سلمان كان طلب من باريس استبعاد شركة اوداس وهي الوسيط التاريخي في صفقات السلاح بين فرنسا والسعودية.

اخيرا فإن هذا القرار الذي يدخل في سياق النكث بالوعود، ينبئ عن توتر سعودي فرنسي، يعيده البعض الى الانفتاح الذي ابدته باريس امام طهران، والذي ظهر جليا خلال زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني مؤخرا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.