دور الدبلوماسية المتعددة الأطراف في الأزمة السورية

الابراهيمي: لا شروط مسبقة لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا

موقع إنباء الإخباري ـ
فاطمة زعيتر مطر:

الدبلوماسية هي وسيلة لإجراء المفاوضات بين الدول، وبين المنظمات والدول، من أجل التوصل الى حلول سلمية. وتتعدد أشكال التفاوض الدبلوماسي وآلياته. وبعد أن ذهب عهد الدبلوماسية الثنائية والاتفاقات السرية، كشف الغطاء عن ما يجول في أروقة الأمم وظهر ما يسمى بالدبلوماسية المتعددة الأطراف التي تنشأ بين الدول في المؤتمرات والمنظمات الدولية.

هذه الدبلوماسية تتميز بكونها تتم بين عدد كبير من ممثلي الدول، وبالتالي فإن مصالح مغايرة مختلفة لا بد من التوفيق بينها من خلال عمل جماعي متعدد الأطراف.

ويذكي دور الدبلوماسية المتعددة الأطراف إمكانية الإعلام الضخمة التي تسمح بتوفيرها المنظمات الدولية. فطرح أي مسألة دولية تهم إحدى الدول تؤدي إلى تفسيرات وتوضيحات لا يمكن التوصل إليها بهذه السهولة من خلال العلاقات الدولية الثنائية.

ومن سمات هذا النوع من الدبلوماسية المساواة بين الأطراف، وتنطلق من وحدة المشاكل والمخاطر للمواجهة المشتركة بأقل كلفة ممكنة. وهذه الدبلوماسية تسمح بتعديل توازن القوى، إذ ان الدول كثيراً ما تواجه هذا الواقع عندما توجد أكثرية من الدول تواجه سياستها.

ويمكن القول اليوم إن هذه الدبلوماسية تلعب دوراً كبيراً، من خلال الأزمة السورية، وكذلك الملف النووي الايراني، حيث تستخدم الدبلوماسية المتعددة الأطراف في هذين الملفين بشكل كبير. وإذا اردنا التطرق أكثر إلى الأزمة السورية، فإنه ومنذ أن بدأت الأزمة وأخذت أبعاداً دولية وإقليمية، بدأ الحديث عن حل سلمي دولي لها، وعقدت عدة مؤتمرات كان أهمها مؤتمر جنيف1، والذي يؤسس للحل السياسي عبر مؤتمر جنيف 2.

وقد وصلت الأزمة السورية إلى مرحلة لا يمكن حلّها إلا من خلال تفاوض دولي، يعوّل عليه للتوصل إلى حل لهذه الأزمة، التي تهدّمت خلالها أركان الدولة السورية وتهمشت بنيتها الاستراتجية ومؤسساتها، وقتل الشعب السوري من قبل مسلحين إرهابيين بكل دم بارد، لأن سوريا هي الداعم لخط المقاومة ولقضية فلسطين والأقصى. إلا أنه لا يمكن الذهاب بعيداً في التفاؤل بجنيف 2، للتوصل إلى حل سلمي ينهي ثلاث سنوات من النزاع، لأن هناك دولاً إقليمية تسعى إلى تعطيل هذا الحل، وكذلك تشرذم المعارضة السورية وتفككها والخلافات داخلها، وعدم وجود جهة يمكنها ضبط المسلحين الذين يقاتلون النظام في سوريا، لاسيما بعد دخول تفرعات تنظيم “القاعدة” في الحرب ضد الدولة السورية، ما يعقّد عمليات التفاوض حول هذه القضية ويضع عقبات كبيرة أمام الدبلوماسية متعددة الأطراف التي تعتمدها الأطراف الدولية لمعالجة الأزمة

بدون تعليقات
  1. كمال يقول

    الدبلوماسية الجزائرية في شخص السيد الابراهيمي افضل وسيط في الازمة السورية ، الجميع عليه ان يثق فيها و الا لن تجدوا لكم مخرجا مهما فعلتم ، الكل متحيز و لا يهمه الا اسقاط الدولة السورية في فخ الدولة الفاشلة ليتم تقسيمها و اضعافها و تفتيت شعبها ، ما يهم هو الشعب السوري الى الجحيم ما دون ذلك لا للمعارضة و لا للنظام اتركوا الشعب المسكين يقرر مصيره ، ان مصير كل الامة معلق في نتيجة الصراع السوري ، ان انهارت سوريا كدولة فستنهار كل الدول العربية بدليل ما يحصل في مصر و العراق و ما قد يحصل للدول المجاورة بما فيها دول الخليج الهشة ، لن تنفعكم امريكا و اسرائيل و المرحلة الحالية مصيرية ، تغيير طريقة الحكم ضرورة من ملكية كلاسيكية و دكتاتورية عسكرية الى نظام حديث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.