“ديلي بيست”: الأميركيون يعيدون تجربة “أبو غريب” في اليمن بمساعدة الإماراتيين

نشر موقع “ديلي بيست” الإلكتروني الأميركي تحقيقاً موسعاً كشف فيه عن دور للمحققين الأمريكيين في ارتكاب أعمال تعذيب إلى جانب نظرائهم الإماراتيين في سجون في اليمن.

ويتحدث التقرير الذي أعده مراسل الموقع سبنسر إكرمان عن شهادات أدلى بها معتقلون يمنيون سابقون، حيث يتعرضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والجنسي، ومطابقاً تماماً لأشكل التعذيب التي انتشرت عن سجن “أبو غريب” في العراق.

وذكر الموقع أنه “أثناء جلسات التحقيق كان يوجد محققان أحدهما أماراتي مهمته توجيه الأسئلة وإصدار الأوامر بالتعذيب، والآخر أميركي يقوم بمراقبة التحقيق كاملاً”.

ويعلق المراسل قائلاً: “إنك لا تحتاج لأن تأخذ كلام المعتقلين السابقين على أنه حقيقة، وذلك لأن الأميركيين أنفسهم يعترفون بوجود عناصرهم في المعتقلات، وتكذب رواية المعتقلين اليمنيين ما يقوله المسؤولون الأميركيون إنهم لا يعرفون عن حالات تعذيب قام بها حلفاؤهم، برغم وجود عناصر أميركية فيها”.

ويلفت الموقع إلى أن تقريراً مختصراً للكونغرس صدر في ديسمبر / كانون أول 2018 نشره أولا موقع “ذا إنترسبت” الإلكتروني، كشف عن اعتراف وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بشكل رسمي بأن عناصر في الجيش الأميركي يعملون بشكل رسمي في السجون اليمنية، لكن “البنتاغون” قال حينذاك: “لا تقوم القوات الأميركية بعمليات اعتقال في اليمن، لكنها تقوم بتحقيقات أمنية مع المعتقلين في معتقل مشترك”.

ويعلق إكرمان قائلاً إن “وصف السجينين السابقين يقدم صورة مختلفة عما ورد في تقرير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة العام الماضي، عندما قام الحراس الإماراتيون في القاعدة التي اعتقلا فيها ذاتها بتجريد السجناء من ملابسهم، وفحصهم من مؤخراتهم، وانتهاكهم باستخدام أنابيب وعصي”.

وقالت الناشطة الحقوقية الأميركية جنيفر جيبسون إنّ “روايات المعتقلين تلك تؤكد أهمية الأسئلة المطروحة بشأن التورط الأميركي في عمليات تعذيب يديرها حلفاء لواشنطن”.

وأشار التقرير إلى رفض كل من القيادة المركزية الأميركية والسفارة الأميركية في الإمارات وكذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه” الإجابة على الأسئلة المتعلقة بهذه القضية.

وكانت “منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي” قد ناشدت الأمم المتحدة التحرك العاجل لإنقاذ حياة معتقلين في السجون الإماراتية في اليمن. وحثت المنظمة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث على أن يضم قضية معتقلي عدن ضمن القضايا العاجلة والملحة في تحركاته الراهنة، لإنهاء معاناة عشرات المعتقلين في سجن “بئر أحمد” الذي تديره قوات أمنية مدعومة من الإمارات.

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة عن أن لديها ما يدفعها إلى الاعتقاد بتعرض سجناء يمنيين لمعاملة سيئة وتعذيب وانتهاكات جنسية من قبل عناصر من القوات الإماراتية، إذ أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل أن “الإمارات تدير سجونًا سرية في اليمن”.

وأوضحت ثروسيل “لقد تباحثنا مع الحكومة الإماراتية بهذا الخصوص، وتقدمنا بطلب الوصول إلى السجون التي تديرها الإمارات في اليمن، لكنها إلى اليوم لم تعط إذن الوصول”.

بدورها، وثقت منظمة “العفو الدولية” “انتهاكات صارخة ترتكب بشكل ممنهج بلا محاسبة، تصل إلى مصاف جرائم الحرب” في السجون السرية التي تشرف عليها الإمارات في جنوب اليمن. وقالت المنظمة إنها رصدت “عشرات الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب من قبل القوات الموالية لأبو ظبي”، واعتبرت أن “هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب”.

ودعت “العفو الدولية” الإمارات إلى “التوقف عن المشاركة فيها وفتح تحقيق سريع وفعال بشأنها”، محذرة من أن “بعض السجناء قد يكونون توفوا بسبب التعذيب أثناء توقيفهم”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.