رأي الموقع ـ صورة بمليار كلمة

 

موقع إنباء الإخباري ـ
رأي الموقع ـ
محمود ريا:

لمن يسأل لماذا يمكن أن تُزان صورة واحدة بمليار كلمة فلينظر الصورة الموزعة للقاء الثلاثي بين قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني.

الصورة طرحت عشرات الأسئلة:

هل الصورة حقيقية أم غير حقيقية؟

هل هي مركّبة على برامج تنقيح الصور؟ وإذا كانت كذلك فلماذا أًنتجت هذه الصورة ومن أنتجها وبأي هدف، وما الرسالة المقصودة منها؟

أما إذا كانت حقيقية فتأني أسئلة أخرى:
هل هي قديمة أم جديدة؟

إذا كانت قديمة فلماذا إظهارها الآن، وأيضاً ما هي الرسالة التي تستهدف إيصالها؟

وإذا كانت جديدة، فما مدى جِدّتها، أو بالأحرى متى كان اللقاء وأين؟

من شبه المؤكد أن اللقاء حصل في إيران، حسب المعطيات الموضوعية والذاتية للشخصيات، فمتى كان انتقال السيد نصر الله إليها؟ وأيضاً هناك أسئلة من هذا القبيل: متى ذهب ومتى عاد؟ كيف ذهب وكيف عاد؟ كيف لم يرصده أحد؟ وأين الأقمار الصناعية والأجهزة التجسسية والوسائل التقنية وغير التقنية؟

أيضاً أسئلة أخرى: كم لقاء حصل في هذه الزيارة، ومن حضر هذا اللقاء أو اللقاءات، وكم دامت؟

وتبقى كل هذه الأسئلة المهمة والأساسية محصورة في الشكل، فماذا عن المضمون؟

هذا يعني أن الأسئلة المهمة لم تبدأ بعد:

ماذا جرى في هذه اللقاءات، ما هي القضايا التي بُحثت، ما هي النقاشات التي دارت، والأهم: ما هي القرارات التي اتُخذت؟

هل تنتهي الأسئلة عند هذا الحد؟

ربما بالنسبة لنا، كأناس عاديين، أو كصحافيين ينظرون إلى ظواهر الأمور ويحاولون تحليلها، ولكن ماذا بالنسبة للعشرات من أجهزة المخابرات المحلية والإقليمية والعالمية التي لن تتوقف عن طرح الأسئلة والبحث عن التفاصيل، وصولاً إلى أصغرها، كتلك المتعلقة بمعنى الوقفة، وشكلها ومدلولاتها، وحجم الإضاءة وطريقة الابتسامة وغيرها.

ابتداء من لحظة انتشار الصورة تنغص عيش المخابرات والمخابراتيين، لأنهم مُطالبون في البداية بطرح مئات ومئات الأسئلة، ثم مطلوب منهم البحث عن إجابات لها.

هل التفتّم إلى أن كل هذا الكلام ما زال في إطار الأسئلة، فماذا عن الإجابات؟

كم من الحبر سيسيل، وكم من الكلمات ستُطبع وستُسجل وستقال، وكم من السيناريوهات ستحاك، وكم من الاحتمالات ستوضع، في محاولة للوصول إلى إحابات ـ ستبقى قاصرة ـ على كل هذه الأسئلة؟

لقد بدأت عاصفة التحليلات في الإعلام الإسرائيلي، فانتظروا خلال الأيام المقبلة المزيد منها.

كل ذلك من صورة.. تساوي مليار كلمة..

.. وانتظروا أيضاً المزيد من الصور.. ومن الأقوال.. ومن الأفعال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.