رأي كردي: الصراع الايراني الاسرائيلي العربي وتأثيره على الكرد

toufik-rikani-kurds1

موقع إنباء الإخباري ـ
توفيق الريكاني*:
رغم صغر سني نسيباً مع عدد السنوات الكثيرة التي يحتسبها عمر الانسان، إلا انني تعلمت في هذه السنوات القليلة الكثير.
عندما كنت صغيراً و أشاهد القنوات العربية، لم أكن أفهم العربية بشكل جيد، ولكن كنت أعلم أنهم يتحدثون عن إسرائيل ويصفونها بدولة الكفر و الإلحاد وعن تحرير القدس، وما إلى ذلك.
أتذكر تلك اللحظات، وكنت فعلاً أكره إسرائيل، إلى أن كبرت وتعلمت السياسية واللغة والإعلام، وعرفت العرب والفرس والصهاينة وحكامهم وسياستهم وعلاقاتهم.
في الفترة الاخيرة شنت القنوات العربية و الإعلام العربي بشكل عام هجوماً ظالماً على الكرد، واتهموا الكرد ببيع النفط لإسرائيل،  وتحدثوا عن وجود علاقات كردية مع إسرائيل من جهة، وعن تحالف كردي إيراني ضد العرب السنة من جهة أخرى.
نعم هناك علاقات اقتصادية مع إيران، بحيث أن إيران هي الدولة الجارة لإقليم كردستان، ولكن ليس هناك أي تحالف سياسي سري بين الكرد و إيران ضد عرب السنة، وهذا الخبر عارٍ عن الصحة.
أما بخصوص العلاقات بين الكرد وإسرائيل، فهذه لا معنى لها، إذ ليس هناك أية علاقة  بينهما،  لكن هذه الضجة الإعلامية تأتي من موضوع الصراع العربي الاسرائيلي الإيراني من أجل السيطرة على الشرق الأوسط وفرص هيمنتهم على الواقع السياسي والاقتصادي في المنطقة.
لو ننظر إلى المنطقة بشكل موضوعي، وبدون تحيز، سنرى الوجه الحقيقي لكل الدول.
بعض الدول العربية، أو أغلبها، بشكل علني وظاهري، هي ضد الكرد بسبب إسرائيل. هذه الدول تدعي أن اسرائيل تدعم الكرد سياسياً واقتصادياً، لذلك يكرهون الكرد، مع إني لم أرَ شيئاً من الدعم الإسرائيلي  للكورد، كما أنهم يتهمون الكرد بالتحالف مع إيران ضد المصالح الاقتصادية والسياسية للعرب السنة، وهذا أيضاً لا صحة له.
من جهة أخرى، أحياناً نرى بعض التصريحات المتشددة من الجانب الايراني تهدد الكرد بسب مواقفهم وخلافاتهم من قيادة الحكم الشيعي في العراق وموقفهم من القضية الكردية في سوريا.
بشكل مختصر ومفيد، اقليم كردستان هو الإقليم الكردي الوحيد الذي يحظى بحكم ذاتي وليس لديه القدرة ولا القوة التي تجعله يقوم بكل هذه الأشياء الكبيرة التي ذكرناها في مقالتنا.
لو ننظر إلى إسرائيل الدولة التي يدعي العرب انها تقف مع الكرد، نراها في بعض الأحيان تكره الكرد، بل تعمل ضدهم وتساعد بعض الأنظمة الدكتاتورية التي تضطهد الكرد في بعض الأماكن على غرار دعمهم للحكومة التركية ضد الشعب الكردي المظلوم في تركيا في السنوات الأخيرة، قبل إسقاط نظام حزب البعث الاشتراكي في العراق.
أنا كمحلل ومتابع للشأن السياسي في المنطقة أرى من الضروري أن يبتعد الكرد عن الصراعات السياسية في المنطقة بين هذه الدول والاتجاهات المتعاكسة لكي لا تؤثر عليهم هذه الصراعات التي لا ترحم الشعوب المظلومة. علينا أن نعمل ونجتهد في سبيل بناء جسر تواصل بين الإقليم ودول المنطقة.
لا بد أن نطور علاقاتنا أكثر مع إيران، الدولة الجارة، ولكن لا يمكن أن تكون هذه العلاقات على حساب علاقتنا مع تركيا. كما أن للدولة العربية مكانتها في المنطقة، ولها تاثير كبير على القرار السياسي في المنطقة، وفي المحافل الدولية  لها صفقات واتفاقيات سياسية واقتصادية مع دول العالم الكبرى.
لذلك لا بدّ أن نعمل على تحسين هذه العلاقات وأن نتعامل معهم كعرب، وليس كمذهب سني أو شيعي.
بهذا الشكل سيكون تأثير هذه الصراعات والعلاقات إيجابيا على الكرد.

صحفي و محلل سياسي كوردي*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.