رؤية موسكو الجديدة للمنطقة

putin2.jpg

صحيفة كيهان العربي الإيرانية:

ثمة تحولات وتطورات سريعة ولافتة جرت خلال الاسبوعين الماضيين كانت اولها زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى موسكو والذي حمل معه جملة مقترحات لانقاذ المملكة من الورطة في اليمن وسوريا بما يحفظ ماء وجهها وان كان لدى القيادة الروسية مجموعة مطالب اساسية امام ذلك غير انه لم يتسرب حتى اليوم ما جرى خلف الكواليس بين الطرفين، لكن مهاتفة الرئيس اوباما وبوتين لاحقا وما اعلنه لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمره الصحفي مع نظيره السوري المعلم بان اميركا لا ترى حلا للازمة السورية سوى الحل السياسي ينم عن ان هناك تطورات لم تتبلور بعد.

ولم تمض سوى ايام على هذه المستجدات واذا بالوزير المعلم في موسكو ولقائه بالرئيس بوتين الذي فاجأه بحديث هو الاول من نوعه وهو بذل جهود روسية من اجل ايجاد تعاون بين دول المنطقة لمحاربة الارهاب خاصة بين سوريا وتركيا وقطر والسعودية والذي اعتبره المعلم وزير الخارجية السوري بانه يحتاج الى معجزة لان هذه الدول هي داعمة للارهاب. واستكمالا لحديث الرئيس بوتين كشف الوزيرلافروف بانه “يجري العمل مع الدول الاقليمية مثل تركيا وسوريا لوضع الخلافات جانبا وتوحيد الجهود لمحاربة داعش” غير ان الوزير لافروف استكمل قائلا: بعد المحادثات مع المعلم ساغادر الى فيينا (اليوم) الثلاثاء للقاء جون كيري وابحث معه خطوات عملية بشأن سوريا”.

حديث القيادة الروسية الجديد ينم عن ان هناك جملة متغيرات ربما لم يفصح عنها بعد واذا ما قاربنا ذلك بالساحة التركية وتغيير الاولويات في هذا البلد خاصة بعد الانتخابات البرلمانية وما يجري في المناطق الكردية في سوريا وكذلك الانتكاسة الكبيرة لسياسة اردوغان طيلة اكثر من اربع سنوات لاسقاط الرئيس الاسد وعبء المليوني لاجئ سوري في تركيا كل هذه الامور تضغط بشدة على الحكم الجديد في انقرة لتغيير اولوياته من ترك الساحة السورية والتفرغ لحماية امنها القومي كما تقول وهذا ما يستوجب تعاونا جادا بين دول المنطقة وقد يكون حديث الرئيس بوتين مستوحى من هذا التغيير، ناهيك عما اتفق خلف الكواليس مع ولي ولي العهد السعودي لحل ازمات المنطقة التي باتت تهدد الجميع انها اصبحت خارج السيطرة وهذا ما شاهدنا من خلال تفجيرات تونس والكويت وقبلها في السعودية. وهذا ليس نهاية المطاف.

فتهديدات داعش مستمرة ولن تتوقف، في البحرين وغيرها من دول مجلس التعاون التي هي على قائمة عملياتها القادمة. فخلاياها النائمة موجودة في كل مكان وهي اليوم وباعتراف الجميع خرجت عن سيطرة من اوجدوها ودعموها وتحولت الى وحش كاسر لا حدود لوحشيتها ومجازرها لذلك يتطلب الامر تعاونا جديا وصادقا من الجميع لمحاربتها.

فالاقتراح الروسي بتعاون دول المنطقة لمواجهة الارهاب لا يعني بالمرة بان هناك تغييرا في السياسة الروسية تجاه سوريا حيث اكد الرئيس بوتين للضيف السوري باننا “واثقون من انتصار سوريا شعبا وقيادة وان سياسة موسكو الداعمة لدمشق لن تتغير.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.