رئيس الإعمار والبناء

syria - bashar - assad 1

صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
كلما زاد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، زاد من تمسكه بسوريا .. إنها الزعامة في أحلى حلتها، والقيادة في أوج عطائها .. ليس كمثل سوريا ساهرة تتطلع لمن لم يرحم نفسه من أجلها .. لا تذهب الأعمال عبثا، فبقدر ما تعمل تأخذ وتنتج.
يجلس الرئيس السوري متأملا المرحلة القادمة من حكمه المؤكد، إذ لا خيار أمام السوريين إلا إعادة انتخابه، ولا تليق المرحلة القادمة وكل المراحل الا به .. انها المرحلة الأصعب من الحرب هكذا هو التصور المنطقي، الهدوء لا يعني التبسيط، واذا ما أريد لسوريا ان تعود كما كانت فيجب ان تصير أغنى مما هو معروف عنها. واذا ما كان هذا حال المدن، فإن الريف سينال القسط الوافر من الاهتمام .. الريف خزان بشري كبير، وبه كل الايدي التي تحتاجها سوريا في مرحلة بنائها الشاملة.
سوف يفكر الرئيس، هو في الحقيقة بدأ التخطيط، قيل انه منذ اليوم الأول للأزمة، وضع يده فوق الملفات الساخنة التي تتنبأ للمستقبل، وشرع في رسم الواقع الجديد. فلقد كان يعرف حجم المؤامرة، وحجم المتآمرين، ويعرف من من الدول جاهزة لمخاصمته لسبب بسيط انه عنوان الممانعة والمقاومة. وان بابه لا يوصد بوجههما .. كان يعرف هذا واكثر حتى بدون معلومات موثقة لديه، انه ابن حزب عريق له تاريخه المشهود، وبالإمكان من خلال خبرته ان يتعرف على ما سيأتي، خصوصا وان امامه تجربة حزب البعث العراقي التي شطبها الأميركي وساعده البعض من العرب.
أفكار كثيرة سوف تمر لا بد للماضي ان يكون حاضرا، لكن عناوين المرحلة المقبلة وهي الأصعب كما قلنا، تسيطر على تفكيره، تشده إلى التمني القائل بتوقف الحرب التي خاضها مرغما، قاسى الكثير من اجل لا تصاب سوريا بأي مكروه، امسكها من الفرط ومن القسمة ومن العبث ومن اجواء سريالية .. كان ناضج القرارات، ومثلما تصورها حصلت .. كان ناضج التفكير، ومثلما خطط حقق. كان ممسكا بشعبه بتلك الطريقة التي لم تسمح بالخروج عن الألفة المواطنية فيما بينها، ثم مع القيادة.
ترشح الرئيس الأسد للانتخابات الرئاسية، سنسمع الكثير من الكلام العربي والمترجم إلى العربية عن كتابات وأقوال تحمل الخصومة لترشيحه. يريدون سوريا بلا روح وبلا رأس وبلا أمل وبلا وطن حقيقي وبلا جيش وبلا عروبة .. يريدونها خرساء طرشاء عمياء لا لون ولا طعم لها. ويريدون شعبا خارج تاريخه، وخارج حلمه وآماله، يتلون بكل الألوان، بلا شخصية ولا عنوان.
المرحلة القادمة من عهد الرئيس الأسد على صعوبتها، ستكون رمز الأعجوبة لأنها ملحمة البناء والاعمار .. بنى السوريون بلاد العرب وبلاد أخرى، يمكنهم بناء بلادهم بأحلى مما كانت، ألم تدمر اسرائيل الضاحية الجنوبية من بيروت بيتا.. بيتا، تعالوا لرؤيتها اليوم وشاهدوا جماليتها بعد التدمير.
ومع اننا نرفض استباق التواريخ وخصوصا الانتخابات الرئاسية السورية، الا اننا نحيي ذلك اليوم الذي يجدد فيه الشعب السوري خياره برئيسه الشاب الذي أدار أزمة مصيرية وكبرى بعقل بارد وممتحن، ومثله سيدير عملية الإعمار والبناء، لكن ما في القلوب لا تمحيه الخطوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.