رسالة مفتوحة لسيادة الرئيس السوري بشار الاسد

syria - bashar - assad

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:

سيادة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الجزيل الإحترام
دمشق
في فجر رأس السنة الجديدة، 2014، التي تحِل وسيادتكم تطالعون رسالتي هذه، يَنبلج على سورية والعالم العربي برمته، ضوء التحرّر الناجز مِن ربقة الإرهاب والارهابيين، وتُكنّسُ آخر مَعاقِلِ الاستعمار المُبَاشِر على الأرض السورية، وتُحرق راياته، فتترسخ دعائم الاستقلالية والسيادة الوطنية، ويُرد الأجنبي الدخيل على أعقابه خائباً ومُجرجِراً أذيال الهزيمة التاريخية. وبهذه المناسبات العزيزات، أتوجّه لسيادتكم المناضل بخالِصِ التهاني والتبريكات، وللشعب السوري الشقيق والصابر على نوائب الشر والأشرار، أطيب تمنياتي العروبية والأُخوية الانسانية، ضارعاً لله العظيم القهّار، أن يَقهر أعداءكم، أعداء الله والانسان، وأن يَحفظ سيادتكم  الكريم وعائلتكم وشعبكم، والجمهورية العربية السورية، لمزيدٍ مِن تحقيق أمانيكم التحررية والوطنية والاجتماعية والعالمية، المتقاطعة مع الأماني الاممية للشعوب الشقيقة والصديقة، ولتحقيق المَنعة المَنشودة، وإعادة التعمير الشامل، وبعث سورية متجددةً في جميع المناحي، وترسيخ موقعها قوةً إقليميةً بزغ فجرها بالتحالف المَكين مع القوى العالمية الصديقة، وليسود السلام والآمان شعبكم ودولتكم وجيرانكم  ودول وأُمم حلفائكم، إنه سميع ومجيب الدعاء.
سيادة الرئيس المحترم،
في شخصية سيادتكم، التي اكتشفها العالم، وغدا يُتابعها بإهتمام بالغ ويومي، إصرار خَلقي على متابعة مِشوار النضال والتحرير، والتصدي لأزلام الشرير، مِن كل لون وسحنة ومنوال، وقد صَار ثباتكم المَيز على مواقعكم الشريفة وفي خندقكم ذاته، علامةً فاصلةً بين يوم الأمس ويوم الغدِ، وعلى أن نيل المُنى وإحراز النصر إنما يتأتى بالموقف الصلب، الذي لا يتغيّر ولا يُهادن، ولا يناور بين الأشرار وعالم الأبرار، بل يَعمل على التخلص من أبناء جهنم وتجفيف المنابع التي تمدّهم بسُبل الحرب والعدوان والوحشية، المندلقة على سورية وقيادتها وشعبها من كل حدبٍ وصوب، وعلى دول وأُمم الجوار السوري والشام التاريخية الكبرى سعياً لتفتيتها. وقد خاب ظن هؤلاء بأن سيادتكم ستتراجعون وتنكفؤون جرّاء فبركاتهم الإعلامية المتواصلة على خلق رأي عام عربي ودولي مناهضٍ لسورية ومُشوّهٍ لصورتها وشخصية سيادتكم، لكن وجه الشر بان، وانكشف الشرير ولفيف الجهنميين، وعرضت سورية وشعبها الحقيقة جلية بعد سنوات ثلاث قبضتكم خلالها سيادتكم ومعكم شعبكم السوري على الجَمر الحارق، فكان لأبطال وطنكم الشهادة، وتبعها نصر مؤزر وعظيم، ها انتم تحتفون به في سنة جديدة، تسجِّلُ لكم في سِفر الأزمان بطولات لم يشهدها تاريخ الإنسان.
سيادة الرئيس المحترم،،
لقد امتازت فترة قيادتكم للجمهورية العربية السورية بالكثير من الايجابيات والتقدم في حقول عديدة، ومنها على سبيل المِثال لا الحَصر، وقوفكم في سياساتكم الخارجية والاقليمية على مواقع المناهضة للاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، وليس للسورية فقط، ومواقفكم المُمَانِعة للهيمنة الأمريكية ومُخطّطات تسللها للداخل السوري، والانفتاح الداخلي الذي يَأخذ بعين الإعتبار الاستقلالية الناجزة وعدم التدخل في شؤونكم الداخلية، والعمل على مكافحة الفساد، ومحاولة النهوض بالحزب، وتفعيل مبادئه كوادرياً ووطنياً، ليَغدو مِثالاً فكرياً ومعنوياً للامة.
وفي مواقفكم المُعَارِضة للفلتان الأجنبي في المنطقة، إستعديتم الاستعمار وأنظمة المتروبول الذي لم يتوقف عن محاولات العودة الى بلاد الشام، بصورٍ شتى، من خلال أزلامه في المنطقة أحياناً، ومن جحور بعض الأحزاب واللجان والمنظمات السياسية والمُجتمعية المدنية التي تروّج له، وتعمل على تمكين مواقعه، بشعارات حمقاء وبالية ومكشوفة وهالكة، جعلت من تابعيه شخصيات هزلية لفظتها الامة وعرّتها تطورات الأحداث وصمودكم الاسطوري وسورية على مواقفكم التحررية بوجه الطامعين. وفي آحايين أخرى، إرتدى التدخل الاجنبي لبُوساً حربياً وتكتلاً دولياً، قمتم سيادتكم بذكائكم وفطنتكم، وإدراككم للاستراتيجية والتحالفات الدولية، وضرورة توفير الظهير الاممي، بتفشيل مخططاته. وها نحن والامة والعالم، نرى ولأول مرة، كيف ان الهيمة المُجلجِلة والأكبر تَلحق بالاستعمار العالمي على الأرض السورية، التي تصدّت لهجمة شاملة، وحرب عالمية رابعة مباشِرة شُنت عليكم بهراوة أسلحة الدمار الشامل، وتلك المَحظورة دولياً، فكانت الحضارة الشامية السورية العظيمة بالمرصاد لأدعياء التحضّر وأشباه الانسان.
سيادة الرئيس المحترم،،،
إن صمودكم الذي لم يتوقعه الأصدقاء ولا الأعداء، وانتصار مداعيقكم المِقدامة على مجاميع الشر الدولية، قد حوّل سورية الى قلعة أُممية ومنارة ضياء تسطع على العالم العربي، وتلقّن العرب درساً في ألفِ باء الاستقلالية ومعنى الوطنية والتحرر والبطولة والشهادة. وفي صمود الجمهورية العربية السورية، دولةً وشعباً، تفشيل نهائي لما يُسمى بالربيع العربي وحماية للكيان العربي، بعدما صار هذا “الربيع” خريفاً قارصاً يَستهدف الامة وقِوامُها وحضارتها وثقافتها ووجودها، رغبة بتدميرها من خلال الفوضى غير الخلاقة التي تعمل عليها مختلف المؤسسات والمعاهد في دول الاعداء، الهادفة ليس الى جرِّ سورية وجوارها الى أتون معارك لا تنتهي، ولا يخمد لهيبها ولا يتوقف تقتيل شعوبها لبعضها بعضاً، إنما استنساخ للصوملة في العالمين العربي والاسلامي، وبعث للبننة السابقة لتصديرها، هذا المرض الخبيث والفايروس المُعدي، الى مختلف الدول الحليفة وشعوبها، فخلخلة تحالفاتها ومواقفها الدولية وإهراق بنيانها، رغبة بجعل العالم يقف على قرن واحد، ويصطبغ بلون واحد، ويفكِر بطريقة واحدة أحد متذيلاً للكاشح الامريكي الاستعماري ويحمُوم الهيمنة الصهيونية، التي يَسيل لعابها على المنطقة وثرواتها، لإدامة الحياة في النظام الامبريالي العالمي.
وإذ أُكرر لسيادتكم خالص مودتي وأطيب تمنياتي، أتطلع الى سورية المستقبل دولةً يعلو شموخها ليصل السناء، بشموخ سيادتكم وشعبكم الصابر المرابط في خنادق البطولة والإباء.
addiyar_elena@hotmail.com
*صحفي وكاتب ورئيس مؤسسات وفعاليات دولية للإعلاميين والصداقة الأُممية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.