رمضان عبدالله شلح، رحل ولم يساوم

 

وكالةأنباء آسيا ـ
عادل شريفي:

من الشّجاعية إلى دمشق ختم الدكتور رمضان عبد الله شلّح تاريخه الحافل من النّضال ضد العدوّ الإسرائيلي. حياة كانت البوصلة فيها أن لا تفاهم مع هذا العدو الغاشم إلا بالنّار. رجل ترك أعلى المراتب التدريسية في جامعات الولايات المتّحدة ليمارس الجهاد فعلياً تحت قيادة صديق عمره الشّهيد فتحي الشّقاقي، فخطط وأشرف على ونفّذ أكثر العمليات الجهاديّة إيلاماً في تاريخ الكيان الغاصب، فكان ردّ العدو اغتيال قائد الحركة في مالطا في العام 1995، ليجد الدكتور رمضان نفسه ملزماً بقرار جامع من قيادات الحركة على خلافة الشّقاقي في منصبه.

كانت فترة عصيبة في تاريخ الحركة استطاع فيها بحذق القائد الملهم أن يذلل جميع المصاعب وينتقل بالحركة إلى مستويات أعلى من التنظيم والفاعلية وقد أرسى علاقات راسخة مع حركات المقاومة الفلسطينيّة الأخرى ومتن العلاقة مع إيران الإسلاميّة وسوريا وحزب الله. طبعاً لم يكن للراحل ملاذ آمن إلا في بلد المقاومة سوريا، سوريا التي لم تساوم على المقاومين يوماً، المقاومون الذين ذهب قسم كبير منهم إلى الخيارات الإخوانية في أول ظهور لخيط الأحداث السورية الأسود في أفق البلد الذي أعطى كلّ شيء لكل من حمل القضيّة في قلبه وروحه. إلا أنّ لوجود شخص ملتزم كالدكتور رمضان على رأس حركة الجهاد جعلها في منأى عن تأثيرات أهل البترو-دولار المفضية إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة وتحويلها إلى مسرحيّة هزليّة أبطالها مهرجون كأمثال محمود عباس وطاقمه البهلواني. كان المرحوم شخصاً صلباً لا يعرف المساومة في القضايا المصيرية وكان ديدنه مضاعفة الجهد للوصول بالحركة إلى حالة مماثلة لحالة حزب الله اللبناني فكان مشرفاً على مناهج التدريب الموضوعة من قبل الخبراء الأمنيين لدى الجانبين وبتسهيل من الدّولة السوريّة التي وفرّت المناخ الملائم لتدريب كوادر الحركة على أراضيها وتزويدهم بكل المعلومات الاستخباراتية اللازمة للعمل المقاوم. برز دور الحركة بشكل واضح إضافة إلى العمليات الاستشهادية في عمق الكيان الصهيوني في صد جميع محاولات جيش الاحتلال في اقتحام القطاع والعدوان على أهلنا الآمنين في غزّة. في النّهاية -وكما هي سنّة الحياة- فإن لكلّ حكاية نهاية، نهاية أكملها الدكتور المقاوم بالانتصار على مشروع الانهزام العربي مسجلاً إصراره على مواصلة الكفاح حتّى النّصر، وأن لا طريق إلى القدس إلا من فوهة بندقيّة. ارقد قرير العين يا أبا عبد الله فرفاقك الذين أقسموا بين يديك سيصلون عنك صلاة النصر في باحات الأقصى وسيذكرون إسهامك الكبير في الوصول لهذا النصر الكبير الذي يرونه بعيداً ونراه قريباً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.