سر الصلابة السورية

america-syria

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

منذ عامين و مراكز القرار الغربي و الأميركي خصوصا ، و بالأخص حكومات المنطقة المرتبطة بالغرب و بإسرائيل تمني النفس بسقوط قريب لسورية و لرئيسها و هي جندت قدرات مالية و عسكرية و إعلامية و أمنية هائلة في الحرب العالمية على سورية  و هاهي النتيجة التي أذاقت تلك العواصم الكبرى في الغرب و عواصم عديدة في المنطقة مرارة صمود سورية و صلابتها و قدرتها على المقاومة رغم ضراوة الإرهاب و شدة الحصار و فداحة الدجل و الكذب و النفاق في استهداف هذه الدولة المحورية في المنطقة .

أولا  الرئيس بشار الأسد الذي وضعته الأجندات الدولية و الإقليمية على رأس قائمة الأهداف أثبت قدرة قيادية فاجأت خصومه و تميز بصلابة و ببرودة أعصاب و ثبات في ذروة الهجوم المعادي و قوة الرئيس الأسد هي من أسرار الصلابة السورية و الصمود السوري لأن هذا الرئيس يعبر عن وجدان شعبه وطنيا و قوميا و هو احد أهم رموز المقاومة و الاستقلال في المنطقة و في العالم و لعب منذ العام 2000 دورا بارزا قوميا و أمميا في مناهضة الاستعمار و الصهيونية و تحدى الغطرسة الاستعمارية في ذروة اندفاعتها و بالقدر نفسه نجح الرئيس بشار الأسد قبل الأحداث الأخيرة و في سياقها في البرهنة على حمل لواء الإصلاح و التجدد السياسي في بلاده بما يلبي طموحات غالبية السوريين مدعما ذلك بانفتاحه و دعواته الملحة للحوار الوطني و بتجاوبه السريع مع أي قوة وطنية معارضة غير مرتبطة بالاستعمار و بخططه التخريبية و الإرهابية .

ثانيا   يقود الرئيس بشار الأسد معركة الدفاع عن سورية و استقلالها و تقدمها من خلال كتلة صلبة في الدولة و الجيش وطنية الهوية عروبية الانتماء مشبعة بثقافة المقاومة و عابرة للنسيج الوطني السوري بحيث أنها جسدت في أدائها الطابع الوطني للمقاومة الشعبية السورية و نجحت في انتزاع زمام المبادرة في جميع المجالات السياسية و الميدانية و الإعلامية و بذلت جهودا جبارة في كل المجالات  و ما تزال ، و قد نجح الرئيس الأسد من موقعه القيادي في توسيع هذه الكتلة و رفدها بطاقات و قدرات جديدة خلال المجابهات الشرسة التي تخوضها سورية ضد الحلف الاستعماري التركي الخليجي و هذا ما أفقد الخصوم القدرة على النفخ في ما سمي الانشقاقات التي ظلت ظواهر هامشية لا تنال من ديناميكية الأداء القيادي الإجمالي للدولة الوطنية السورية .

ثالثا  القاعدة الشعبية المتينة التي تستند إليها المقاومة السورية هي كناية عن كتلة متزايدة الاتساع في المجتمع السوري متجذرة في جميع منابته و تلاوينه الدينية و الطائفية و هذه القاعدة اتسعت و تزايد حجمها في ظروف الصراع و التحدي ضاعف من حزم هذا الجمهور الكبير الذي يمثل غالبية واسعة مؤمنة بقيادة الرئيس الأسد و بالدولة الوطنية المدنية و متمسكة باستقلال سورية و صمودها في مجابهة المشاريع الاستعمارية و الصهيونية و بهويتها المقاومة و التحررية و قد بات من الواضح أن هذا الجمهور الداعم للرئيس و لمشروعه الإصلاحي و لخيار المقاومة و الصمود ضد العدوان الاستعماري قد ازداد قوة و حجما بدلا من أن يستنزف و يتقلص و هو اليوم أشد قوة و بسالة مما سبق و تبرهن على ذلك جميع ملاحم الصمود الشعبي و التعبيرات المتجاورة مع مسارح الأحداث و الأهوال التي ينشرها الإرهاب متعدد الجنسيات على الأرض السورية و يمثل الوعي الشعبي السوري احد أبرز عناصر القوة التي تصدت للهجمة السياسية و الإعلامية المواكبة لمخطط التخريب و التدمير .

رابعا  كشفت التطورات و اعترافات الغرب الاستعماري الذي يقود الحرب العالمية على سورية مدى صلابة و قوة الجيش العربي السوري و متانة ولائه للقائد الأسد و مدى انضباط المؤسسة القيادية العسكرية و فاعلية التربية العروبية و المقاومة و العلمانية التي تشبع بها هذا الجيش الذي يراكم خبرات و مهارات كبيرة و يحتفظ بحالة استعداد في مجابهة أي عدوان استعماري صهيوني مباشر على سورية بينما يتصدى لفصول العدوان الاستعماري التي تخاض بواسطة فصائل الإرهاب و قد نجح الجيش العربي السوري في خوض اختبارات قوة إستراتيجية خلال العامين الماضيين ساهمت في ردع التهديدات عبر رسائل القوة التي سددها ضباط و جنود سورية و في محطات عديدة لمن يلزم من دول العالم و المنطقة المشاركة في حلف العدوان الدموي ، هذا الجيش يمسك راهنا بزمام المبادرة و يواصل هجومه المعاكس الشامل في جميع أنحاء سورية مطاردا فلول الإرهاب الدولي و عملاء الناتو من غير أن يضطر قادته للمس بالترتيبات الدفاعية الإستراتيجية .
خامسا  يشكل البعد الاقتصادي أحد ابرز المزايا التي ترتبط بمنظومة القوة السورية و أقانيمها الثلاثة : القائد و الشعب و الجيش فمن أسرار صمود سورية هو أنها دولة غير مديونة راكمت من احتياطاتها الكثير مما أسعفها في مجابهة آثار التخريب و النهب و تقطيع الدورة الاقتصادية و اقتصادها يقوم على مبادئ الاكتفاء الذاتي و يحوز قدرة عالية على التكيف و يقينا فإن أي اقتصاد في العالم يتعرض لما تعرض له الاقتصاد السوري خلال العامين الماضيين كان سيشهد انهيارا لا مثيل له و لكن سورية صمدت بفعل منجزاتها الاقتصادية السابقة و نتيجة خياراتها السياسية الاستقلالية و ساهمت في توفير مستلزمات صمودها تحالفاتها المتينة بقوة الخيار السياسي التحرري و المقاوم فشركاء هذه الخيارات كانوا جاهزين للمساهمة في ضمان بدائل اقتصادية و تجارية لمصلحة سورية التي تدفع ضريبة كونها خط الدفاع الأول عن قوى التحرر و الاستقلال في العالم كله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.