سفر تشريني

iman-moustafa-aliakeel

موقع إنباء الإخباري ـ
إيمان مصطفى:
“بابا تركني وراح .. ليش يا بابا.. ليش تركتني لحالي ليش.. يا الله وين راح بابا وتركني لحالي بهالدنيا”.
بهذه الكلمات يناشد علي حسين عقيل والده، ولكن ما كان جوابه إلا الرحيل.
كنسمة تشرينية مرّ طيفه بهدوء، تاركاً لابنه وزوجته ذكرى و دمعة.
مرت أيام على انفجار برج البراجنة، وحسرة غياب حسين عقيل تصعب ساعة بعد ساعة على طفله علي، هذا الطفل الذي يتذكر لحظات الانفجار لحظة بلحظة، ويروي تفاصيلها المؤلمة بلوعة قلب تحرقه الأشواق والذكريات.
علي لم يحالفه الحظ لتجري معه أي وسيلة إعلامية مقابلة، فلم يحظَ بالاهتمام ولا عطف الناس والمحبين، فأبحرنا في عينيه لنأخذ منهما عبرةً و عِبرة، ونقصّها على من فاته لقياه… هو قلب ملاك ينشطر وينشد رأفة قلوب الآخرين، فهل من عطوف؟
قد يبدع الفنان في رسمه أو ينحت الشكل الجميل… ولكن أنامل علي الصغيرة جسّدت طفولته المستهدفة على شكل لوحات تحاكي ظلم الزمان وإرادة الحياة في آن واحد.
هي صور تكسر صمت الموت وهدوء القبر الحزين، وتعبّر عن حال علي ووالدته التي أنهك التعب تقاسيم وجهها. هذه الزوجة التي لم تعلم في ذلك اليوم أن ليل زوجها قادم ولن يشاهد الشروق المقبل… امتلأ قلبها تحناناً لزوجها، وهي التي ودّعته وأودعت ابنها علي عنده قبل دقائق قليلة من الانفجار.
يبقى الرحيل في وادي الموت عميقاً جداً، ورائحة الفراق تدمي قلوباً وتقوي عزائم.. هذه العزائم التي تنعش الأمل باللقاء القريب. علي الذي يحلم بأن يصبح مقاوماً ويثأر لوالده، برغم من كل جراحاته، يعرف طريق الوصول.

*ترقبوا تحقيقاً صحافياً عن الطفل علي عقيل، الذي أصيب في انفجار برج البراجنة الإرهابي، مع صور خاصة بـ “موقع إنباء الإخباري” له وهو على سرير المستشفى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.