سليمان : عندما تحتاج المقاومة لدعم ستجدني معها

soulayman - micheal

صبيحة يوم المغادرة كان اللقاء الذي خصّ به «السفير» حيث خلا المكتب الرئاسي من كل ما يدل على ان ملفا سيتابع او مرسوما سيوقع او ضيفا قادماً من داخل لبنان او من خارجه، وللمرة الاولى يكون الرئيس العماد ميشال سليمان متصالحا مع نفسه الى هذا الحد، مراهنا على الزمن ليظهر الصواب من الخطأ والحقائق من التجنيات.

شكر خاص لـ«السفير» التي واكبته طوال مسيرته في سدة الرئاسة، وعتب على قدر المحبة على رئيس تحريرها طلال سلمان «الذي عندما يزورني في منزلي في اليرزة سيكتشف ان لا قصر لدي انما دوبلكس مكتب وصالون للاستقبالات في الطابق العلوي والسكن في الطابق السفلي، ولكن الشكر على كل شيء».

ما اريد قوله «ان المصداقية في الحياة هي الاساس، والانسان بامكانه الحفاظ على رأيه، لكن ليس على حساب المصداقية». ويتابع الرئيس سليمان «دائما ما اوصي الجميع بهذا النهج لجهة التمسك بالمصداقية من دون الخروج من الرأي الشخصي والبيئة التي تحكم التوجهات».

«كلنا لدينا هذا الحرص» يؤكد سليمان، «اما بالنسبة للامور التي تتعلق بي، فهناك فرق بين من يتحدث عنك بموضوعية وبين من يتكلم عنك بشماتة وشتم، ولكن ربطا بأمور ليست من عملك او اطار مسؤولياتك». ويضرب مثالا في هذا الخصوص «قالوا انني غدار وغدرت بسوريا، كنت اتمنى ان يكون الكلام في غير اتجاه، لماذا لا يتحدثون اين خنت الوطن؟ وأين لم احافظ على الدستور؟ وأين عيّنت اصهرتي واولادي نوابا ووزراء، وأين اقاموا الصفقات؟ وأين ذهبت في التعيينات وفعلت ما اريد؟ ليتحدثوا عن هذه الممارسة وليتبين الجميع من مارس وفق اداء شفاف تفرضه المسؤولية الاولى في البلاد، ومن لم يترك بابا للتحايل لتمرير الحصص. من يرد ان يشتم فعليه ان ينظر الى الوقائع وليس القول إني لم أف بوعدي لسوريا».

ويسأل «بماذا طعن ميشال سليمان سوريا؟ وسوريا ماذا تطلب من شخص رئيس لبنان؟ وهل هي كانت تعتبر ان رئيس لبنان يستطيع ان يفعل لها شيئا؟ ولا مرة اعتبرت ذلك، انما تصرفت على انها اقوى بكثير وانها هي التي تنفذ للرئيس اللبناني ما يطلبه. وأعود لأسأل ماذا طلبت سوريا؟ وهل انا من حرّك المعارضة السورية؟ نحن لم نتكلم بكلمة واحدة عن سوريا، لا عن الرئيس ولا عن النظام، حتى امام رؤساء الدول وفي الجلسات الثنائية كنا نتكلم عكس التوجه الدولي والعربي، اصررنا على الحل السلمي، لا بل كنا نخوّفهم من النظام الآتي».

لذلك، المقارنة ربما يجدها البعض سهلة والبعض الآخر صعبة، «فريق يقول دخلت التاريخ، وربما يزيد في هذا التوصيف، وفريق يقول غدرت بسوريا. فليقولوا غدرت بلبنان كي نحدد اين كان هذا الغدر، أليس المقياس وطنياً ولبنانياً؟».

ولحديثه عن المقاومة وقع خاص، حيث يختلط العتب بالاحترام، ويقول «انا أكن للمقاومة كل الاحترام وهم يعرفون ذلك. ربما موقفهم الاخير مرتبط بسوريا، طبعا هم الذين خرجوا من المعادلة الثلاثية ولم يعتبروا او يعبّروا احدا، وبدأوا يتحدثون عن اعلان بعبدا بكلام طالع ونازل، انا لن استمر في هذا الموضوع ويجب ان ننتهي منه، ولكن عندما تحتاج المقاومة لدعم ستجد الرئيس سليمان داعما للمقاومة، ولكن ضمن شروط معروفة وضمن التطلع الى الاستراتيجية». يضيف سليمان: «خلص.. خلص .. لا يجوز الاستمرار هكذا، يجب قيام الدولة ونحن نحتاج الى المقاومة من ضمن نطاق الدولة، ولو ارادت المقاومة تسهيل الامور فعلى الاقل هناك بعض الامور قبل ان يقوموا بها كان عليهم قبلا ان يتحدثوا معي».

ويتوقف سليمان عند مسألة الاستراتيجية الدفاعية معتبرا «انهم لا يريدون استراتيجية، وهناك من يدافع ويقول انه عندما كانت المقاومة تنفذ عمليات في الجنوب المحتل لم تكن تسأل. المقارنة خاطئة لان المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي على الارض اللبنانية امر مبتوت ومفهوم، لكنها ذهبت الى سوريا. يا ليتها لا تزال في الجنوب لما كان احد تكلم بكلمة واحدة تجاهها، خصوصا بعد الكلام الذي اوردناه في البيان الوزاري، انا وقفت معهم وساعدتهم وطنّشت عن امور ارتكبوها بحقي، والفريق الآخر كان يعاتبني ويقول لماذا تتجاوز عن امور يقوم بها فريق المقاومة ونحن لا؟ ولكن كنت دائما اقدم التبريرات. على كل حال لا مشكلة مع المقاومة وهذا الخلاف عابر وليس مهما».

ويختم بالتأكيد على الاستمرار، من موقعه الوطني ومع قوى وسطية تتوسع، في العمل لخدمة لبنان، ويمازح قائلا «ممكن ان اضطر للذهاب الى فرنسا لانه لم يعد لدي حصانة رئاسية لعلهم يوقفونني على المطار. يا عيب الشوم عليهم.. هل هم حريصون على القضاء في فرنسا اكثر من القضاء الفرنسي نفسه؟! الحكم صدر ونفذ ولولا نحن لما كُشف المتورطون».

يودع الرئيس سليمان بالرهان على الاعلام في نقل الحقيقة والتمسك بالمصداقية، «وسنلتقي دائما مع جريدة «السفير» واخواتها لخدمة لبنان ومشروع قيام الدولة».
داود رمال – صحيفة السفير اللبنانية

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.