سوريا: القضاء على الارهاب اولا

Gal.syria_.assad_bashar

صحيفة كيهان العربي:

باتت الانظار مشدودة صوب التحركات واللقاءات المتعددة التي تشهدها الساحتين الاقليمية والدولية لحل الازمة السورية انطلاقا من دمشق التي وصلها يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني بشكل مفاجئ كما عودتنا عمان بان تكون تحركاتها محفوفة بالكتمان وهذا هو سر نجاحها لكن تبقى الامور معلقة على الطرفين اذا ما حسنت النوايا لحلها بالفعل. وبالطبع وفي ازمة معقدة ومتشابكة اقليميا ودوليا كالازمة السورية التي تجاوز عمرها الخمس سنوات لم تجازف عمان ان تورط نفسها في مثل هذه الازمة ما لم تتلق ضوءا اخضر من الاطراف الدولية والاقليمية كاميركا والسعودية للبت في الموضوع والسعي لايجاد حل له . ولا ننسى ان نشير الى ان زيارة الوزير المعلم الى مسقط قبل اربعة اشهر وبحث الموضوع مع القيادة العمانية كانت ضمن الخطة العمانية للتحرك.

واللافت في هذا الموضوع ان وفدا من ائتلاف المعارضة السورية قد زار مسقط قبيل زيارة يوسف بن علوي الى دمشق بايام وهذا يعطي مغزاه وقوة للتحرك العماني اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الاتصالين اللذين اجراهما الرئيس الروسي بوتين مع سلطان عمان مؤخرا ومع ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز قبل يومين لبحث تطورات الازمة السورية وسبل ايجاد حل لها.

وربما المسار الجديد الذي فتحته عمان للدخول على الازمة السورية اسهاما منها لايجاد مخرج لها، لا تتعارض مع المساعي التي يبذلها الكبار بل تلتقي في النهاية في بوتقة واحدة للتركيز على حل يرضي الاطراف المتورطة في هذه الازمة. لكن مشكلة الكبار انهم يريدون الاستحواذ على ما تشتهي انفسهم من الكعكة السورية متناسين ان هذا الامر يتعارض مع القوانين الدولية وفي نفس الوقت تجاوز على حقوق الشعب السوري الذي وحده من يحق له تقرير مصيره وانتخاب رئيسه.

ومهما تحركت الاطراف الدولية والاقليمية بغياب الجانب الرسمي السوري المعني اساسا بقضيته وكذلك اللاعب الرئيس في المنطقة باعتراف الكل هي الجمهورية الاسلامية في ايران، فانها لم تفلح في الخروج باية نتيجة للالتفاف على الازمة السورية وما شهدته فيينا الجمعة الماضية من اجتماع رباعي ضم وزراء خارجية اميركا وروسيا والسعودية وتركيا وخرج دون ان يحقق اية نتائج تذكر، خير دليل على ما نسوقه في هذا المجال.

وفي هذا المنحى ايضا نرى فرنسا التي غيبت من اجتماع فيينا تحركت فجأة لالتئام ملتقى آخر في باريس استبعد عنه الجانب الروسي، مكتفية بدعوة وزراء خارجية المانيا وبريطانيا والسعودية وتركيا وقطر والامارات والاردن على ان تخرج بسلة من المطالب لوضعها لاحقا امام الجانب الروسي الذي وعدت بانه ستجتمع به.

يبدو ان هذه التحركات المحمومة لم تأت من فراغ، لقد بدأت هذه الاطراف المأزومة والمهزومة نتيجة للضربات الموجعة التي تلقتها المجموعات التكفيرية في العراق وسوريا وعلى رأسها داعش والنصرة، تحس بطعم الهزيمة فما كان منها الا ان تتحرك اعلاميا وتستعرض عضلاتها من خلال مثل هذه الاجتماعات لاعلان بعض الشروط الواهية والمضحكة كتعيين سقف زمني للرئيس الاسد وكانها وصية على الشعب السوري او مخولة منه للبت في الموضوع.

ان هذا الارتباك الفاضح لهذه الاطراف ليس بالامر الجديد.. انها ومنذ اندلاع الازمة السورية تتخبط في ايجاد مثل هذه المواقف عسى ان تفرض ارادتها على الشعب السوري وسيادته ووحدة اراضيه وهذا ما هو مرفوض جملة وتفصيلا وفقا للقوانين الدولية والشرائع السماوية.

ان الاطراف الدولية والاقليمية المتآمرة على الشعب السوري التي بدأت تآمرها بتجنيد اكثر من 100 دولة باتت اليوم في وضع لا يحسد عليها وان اجتماعها اليوم لم تتجاوز عدد اصابع اليدين وهذه نكسة كبرى لهذه الاطراف التي باتت تشعر بالانهيار والهزيمة لانها لم تبخل بشيء من اجل تدمير سوريا وقتل شعبها خلال اكثر من اربع سنوات من التآمر لكنها لم تحقق أي شيء سوى الخزي والعار واما الطرف الاخر اي سوريا ومعها محور المقاومة والدعم الروسي هي من تمسك بزمام المبادرة في الميدان وفي موقع المنتصر الذي يستطيع فرض شروطه وعلى الطرف الاخر الاقرار بالهزيمة وتحمل تداعيات واعباء ما اقترفه ضد شعب آمن دولة مستقلة طيلة هذه الفترة واليوم فان ما تقوله سوريا هو فصل الخطاب في القضاء على الارهاب اولا ثم البت بالحل السياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.