شطرنج دولية على الأرض السورية

chess-game

موقع إنباء الإخباري ـ
نور الهدى صالح:

“لن يموت الملك”. قرار من اللاعب السوري الأقوى، فالرئيس بشار الأسد باقٍ حتى تنتهي ولايته. مهما حاولت أميركا والسعودية وغيرها من دول العالم الضغط عسكرياً أو سياسياً على النظام، فستبقى عاجزة عن “كش الملك” أو جعله ينحني غصباً.

مسألة التدخلات الخارجية بما يحصل في سوريا، مسألة باتت واضحة جداً، حيث أصبح مصير الأزمة السورية مرهوناً بالقرارات الإقليمية والدولية.

لولا هذه التدخلات لكانت سوريا أول من حسم أمرها، وكانت ـ لولا ذلك ـ وصلت إلى نتائج ترضي الجميع، تضمن للمعارضين حقوقهم، ولا تعاني من مشقة التفكك الإجتماعي الكبير الذي طالها. لكن كون هذا الحل لا يعجب أصحاب المصالح في المنطقة، فقد أخذ الوضع في سوريا منحىً آخر.

النظام السوري نظام غير منزل. كان ينتابه بعض المشاكل التي لا بد من التخلص منها. ووجود معارضة أمر طبيعي في كل دول العالم، بل هو حق يستطيع أي شخص أن يمارسه. لكن أن يكون شعار هذه المعارضة القتل والإبادات الجماعية بوجه كل من يخالفها فكرياً، عقائدياً، سياسياً، أو طائفياً، هو أمر غير مقبول حتماً.

واضح جداً أن لكل من داعمي هذه المجموعات مصالح ومطامع في سوريا، حاولوا جاهدين قبل حدوث الأزمة أن يحصّلوها ولم يستطيعوا، فوضعت خطة هذه الثورة قبل سنوات طوال، ونفذت قبل سنتين تقريباً. لذلك فلا نستغرب الأموال وشتى المساعدات البشرية والمادية الهائلة التي قدمت للمعارضة في سبيل جر سوريا إلى دوامة الصراع.

هذا الدعم العسكري للمعارضة السورية بوجه النظام لم يلقَ صداه بالشكل المفترض، بسبب الإنتصارات التي حققها الجيش النظامي والمجموعات التي تعاونه في المنطقة. لذلك كان لا بد من قبل الدول الداعمة للمعارضة الإطاحة بكل ما يؤدي إلى الحل السياسي الذي يحقق نصراً آخر لنظام الرئيس الأسد، ويذهب بالدولة نحو هدنة، أو اتفاق ينهي الأزمة.

السعودية استطاعت تأجيل عقد مؤتمر “جنيف-2″، الذي يهدف إلى التفاوض بشأن تنفيذ بيان “جنيف-1″، بذريعة رفض المعارضة السورية المشاركة. فاستناداً إلى ما كشفه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، فإن “المعارضة السورية غير جاهزة حتى الآن للمشاركة في جنيف-2”.

الخلافات ما بين المعارضة السورية نفسها، قد تكون حجة استطاعت بها السعودية – الداعمة الأبرز للمعارضة – المماطلة في تحديد موعد لعقد المؤتمر، بانتظار أن تتفق مجموعات هذه المعارضة، صاحبة المصالح المتضاربة، على صيغة مشتركة، تحملها معها إلى “جنيف-2”.

بين تفاؤل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بأن مؤتمر “جنيف-2” قد يعقد في نهاية العام الحالي، وما يحصل من خلافات في الواقع، خيط رفيع يفرض علينا انتظار أي جديد تحمله القرارات الإقليمية والدولية، على أمل عقد هذا المؤتمر قريبا، علّ ذلك ينهي اللعبة المرسومة بحنكة على الأراضي السورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.