شكراً فيروز… من ضاحية الله الجنوبية

faydouz-hassandib

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
وقفت فيروز مغردة على لسان ابنها زياد، وقالت كلمتها التي ما عبرت إلا عن ما يليق بها كسيدة أولى للبنان ، وقفت بهامتها الشامخة التي تحاكي في شموخها جبل صنين، وتماثل في عزتها روح بعلبك، وتروي كرامتها من كرامة الجنوب وتزين رأسها بتاج من الغار كتب عليه: صنع في ضاحية الله الجنوبية.
هي فيروز تلك السيدة التي فرضت احترامها فوق تراب الوطن وعلى حدود الأمة ، خرجت عن صمتها من خلال ابنها وأعلنت الوفاء للمقاومة وأعلنت حبها لحفيد الأنبياء وسيد مقاومتنا.
هي فيروز، تلك السيدة التي غنت القدس وقالت لها سنرجع يوماً، والتي أمرت أجراس العودة لكي تقرع إيذاناً بعودة الحق وانتهاء زمن الباطل، نادت فيروز باسم لبنان وعلى حب الجنوب إيماناً منها أن لله في الأرض رجالاً عاهدوا فصدقوا، وأن لله في الأرض رجالاً قد سمعت الدنيا صوت أقدامهم الهدارة، وشهدت فيروز كما العالم أجمع كيف انه لله رجالاً قاوموا وانتصروا وكانت لهم الصدارة في ميدان البطولة.
هي فيروز، ومن الغريب جداً هذا الكم الهائل من الإنتقادات التي وُجهت لها والحملات الصهيونية التي شُنت عليها فقط لأن بعضاً من يهود الداخل الأغبياء قد تفاجئوا بإعلانها حبها للمقاومة وسيدها.
ومن الغريب أيضاً أن يتناسى هؤلاء الأغبياء المرتزقة أن السيدة فيروز لم تكن بحاجة ليقوم ولدها زياد بإعلانه موقفها هذا، فهي فعلياً كانت قد أعلنت موقفها مع المقاومة منذ سنين طوال طوال وبشكل مباشر ومن على خشبة المسرح وأعني بذلك مسرحيتها (جبال الصوان) التي ما هي إلا تجسيداً لفعل مقاوم حي يروي بشكل مسرحي نهج بطولة لم ولن ينتهي. ومن يذكر هذه المسرحية يدرك حتماً من هو ذاك البطل المجهول الذي أطلق عليه في المسرحية إسم (الشخص)، هذه هي فيروز مُقاومةٌ من الرعيل الأول وصادقة من طينة الكبار الكبار، أحبت الوطن فأحبت من دافع عنه واستشهد لأجله، أحبت الحياة فأحبت من جعل من حياتنا حياة عزة وكرامة…
هذه هي فيروز قالت كلمتها منذ زمن بعيد بعيد، وعادت اليوم لتقولها على حب لبنان وعشقه نعم هي تحب المقاومة وسيدها…
وهذا هو حفيد الأنبياء، سيد المقاومة الذي قل نظيره بين الرجال لم ينتظر طويلاً ليرد التحية للسيدة فيروز، فقال لها شكراً.
قال لها شكراً رغم كل ما روج له الإعلام الصهيوني الإسلامي الحاقد حول عدم احترام الدين لها كفنانة ومطربة، ورغم كل الحملات التشويهية التي هالها ما باح به زياد، ولكنهم حقاً أغبياء، وهل غير الأغبياء هم الذين لا يدركون أن الفرد في مجتمعنا هو قيمة إنسانية لا عددية.
حاولوا أن يرموا بكل حقدهم في هذا الموضوع ولكن الرد كان بسيطاً جداً، فقد قالها سيد المقاومة، شكراً فيروز. قالها وإن لم يكن بلسانه فقد قالها بلسان كل مقاوم قدم حياته قرباناً على مذبح الأمة والوطن، وقال لها شكراً على لسان كل المرابطين في ثغور المقاومة وقالها بلحظ تلك العيون التي ما غفت يوماً عن حماية الوطن وما بكت يوماً إلا من خشية الله.
هذا هو حفيد الأنبياء فهو لا يرى في فيروز وغيرها من عظماء أمتنا إلا القيمة الإنسانية والمناقبية العالية والروح المقاومة التي ما تخلت يوماً عن نداء الحرية وما أضاعت يوماً درب الإنتصار…
شكراً فيروز قالها سيد المقاومة من خلال كل الحناجر التي هتفت لكِ سيدتي بالتحية. ومن خلال الأقلام التي اعتادت أن تزين الصفحات بأروع العبارات في حق المقاومة…
شكراً فيروز، قالها سيد المقاومة على لسان جميع الشرفاء، تاركاً لكل الأغبياء من يهود الداخل والخارج حقدهم وكيدهم، غير آبه أو ملتفت لكل السموم التي نفثت، فمنذ متى كان هو وكنا نلتفت خلفنا ونحن في طريقنا نحو الإنتصار…
منذ متى كان هو وكنا نغير بوصلتنا لنرد على من باعوا الوطن بثلاثين من الفضة قبل صياح الديك أولئك الذين تاجروا بالله والدين والوطن كرمى لعين الغرب والغرباء ، منذ متى كان هو وكنا نأخذ الأمور بصغائرها ونترك كبائرها.
هو لبناننا لا لبنانهم، هو أرضنا لا أرضهم ، لقد ولى ذلك الزمن الذي كان يحكى فيه عن شراكة وطنية وما شابه، فوالله لن يلتقي الخبيث والطيب بعد اليوم، ولن يشاركنا وطنيتنا حفنة من عملاء مأجورين، ولن نسمح بأن يعلو صوت فوق صوت المقاومة…
أتسمعني فخامتكم…
أتسمعني حكومتكم…
أتسمعني دواوين الحكم في سعوديتكم…
أتسمعني فخامة الساعي نحو حكومة لون واحد تهددنا بها ليس إلاً طمعاً في تمديد لا بركة فيه ولا خير، أتهددنا ونحن أصحاب الوطن، ونحن أهل الدار وحماة الديار؟
لا يا صاحب الفخامة، فلا تهديدكم يرهبنا ولا ترغيبكم يسعدنا، فلكم مصالحكم الضيقة ولنا شعارنا بأن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.
لكم أحلامكم التي بُنيت في قصور آل سعود أبناء مرخان، ولنا واقعنا الذي رسمته دماء الشهداء، لكم قصوركم وعبيدكم وخصيكم وجواريكم، ولنا ثغورنا وبنادقنا وكرامتنا…
لكم كل ما لكم، ومع هذا لم تكتفوا.
أما نحن فيكفينا أنه لنا الوطن حماه الله ورجاله وعلى حب المقاومة وسيدها، وعلى صوت فيروز عندما قالت بحبك يا لبنان.
لكم كل تخاذلكم ويبقى لنا إيماننا بأننا ملاقون لأعظم انتصار في التاريخ، والى حينها ستبقى فيروز تغني حبها للمقاومة وسيبقى سيد المقاومة يشكرها بلساننا …
فإلى ذاك اليوم … شكراً فيروز .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.