صحة الكلى للجميع

150311070223033.jpg

صحيفة السفير اللبنانية ـ
ملاك مكي:

يحتفل العالم غداً (في الثاني عشر من الشهر الحالي) باليوم العالمي للكلى، تحت شعار “صحة الكلى للجميع”، بغية رفع الوعي في شأن أمراض الكلى التي يعاني منها 600 مليون شخص في العالم.

تتركّز وظيفة الكلية على تنقية الدم من السموم الناتجة عن عملية الأيض أو (عمليّة حرق المكوّنات الغذائيّة في الجسم)، وعلى ضبط كميّات المياه والأملاح والأيونات، وعلى المحافظة على المعدّل الطبيعي لضغط الدم في الجسم. وتفرز الكلية هرمون الإريتروبويتين الذي يدخل في عملية تكوين كريات الدم الحمراء، وإنزيم الرنين الذي يضبط معدّل ضغط الدم في الجسم، وتساهم الكلية في عملية تنشيط الفيتامين “د”.

يعتبر ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، وفق رئيس “الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى والضغط” الدكتور علي هزيمة، سببين رئيسيين لمرض القصور الكلوي المزمن. إذ يؤدي داء السكري إلى تليف شرايين الدم ومنها شرايين الكلى ومن دون أن يتم إثبات إن كان ارتفاع ضغط الدم سبباً أو نتيجة لمرض القصور الكلوي المزمن. تتوافر عوامل أخرى للإصابة بداء القصور الكلوي المزمن ومنها: التهابات الكبيبات الكلوية، الالتهابات المتكررة والمزمنة عند النساء، وأمراض الكلى الخلقية وتلك الناجمة عن عوامل وراثية. ويشير هزيمة، خلال الندوة العلمية التي نظمتها شركة “سانوفي” أمس الأول، إلى أن تناول الأدوية بشكل عشوائي من دون مراجعة الطبيب يضر بصحة الكلى.

يعتبر المصابون بارتفاع ضغط الدم، وبداء السكري، والذين لديهم سوابق عائلية أكثر عرضة للإصابة بمرض القصور الكلوي المزمن. يعرف القصور الكلوي المزمن بأنه مرض صامت، إذ لا تظهر عوارضه في المراحل الأولى بل تشتد العوارض في المراحل الأخيرة مثل: الشعور بالتعب والإرهاق، ارتفاع ضغط الدم، نقص فادح في معدل الكالسيوم في الدم، فقر الدم وغيرها.

يساهم فحص مادة الكرياتينين بالكشف المبكر عن مرض القصور الكلوي، إذ يشكل ارتفاع معدل مادة الكرياتينين مؤشراً للإصابة بالقصور الكلوي. ينصح هزيمة الأشخاص المعرضين للإصابة بإجراء الفحص الذي يسمح بالكشف المبكر عن المرض، وبالتالي بالحد من تدهور المرض وصحة المريض.

يؤدي القصور الكلوي المزمن إلى مضاعفات عدة: أمراض في القلب، ترقق في العظام، ومن الممكن أن يتسبب ارتفاع معدل العنصر الكيميائي “البوتاسيوم” بالوفاة في بعض الحالات بسبب اضطرابات في دقات القلب.

ترتكز العلاجات على السيطرة على العوارض، وضبط معدل ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، ويمكن اللجوء إلى عملية غسيل الكلى لتنقية الدم والتخلص من المواد السامة.

يلفت رئيس قسم أمراض الكلى في العيادة الألمانية للتشخيص في فيسبادن البروفسور فرانك ستروس الأشخاص إلى ضرورة السيطرة على عوامل الخطر مثل ارتفاع معدل ضغط الدم، ومعدل السكري في الدم، والتنبه إلى عوامل الخطر الإضافية، مثل: تناول مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية، التدخين. وينصح ستروس الأشخاص بشرب المياه بكميات كافية، وزيادة الحركة البدنية، وتخفيف الوزن.

من جهة أخرى، يشير ستروس إلى أن العلاجات بالخلايا الجذعية ما زالت قيد الدراسة، وإلى وجود دراسات حديثة مرتبطة بالعلاج الجيني، كأن يتم معالجة الخلل الجيني الذي يتسبب ببعض الحالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.