عدرا.. إلى القتل.. إلى الانتصار

adra-refugees

موقع إنباء الإخباري ـ
دمشق ـ المحامية سمر عبود:
صراخه اخترق جدران الزمان..
صاح علي، ابن الثمانية أعوام: ستندمون، سأخبره، نعم سأقص عليه ماذا فعلتم وما اقترفت اياديكم.
وهاجر رأسه الجسد ، ألقي به في زاويه الغرفة ، وصوته لا يزال يعانق النافذة ، وأقلام التلوين، ودفتر صغير، ورسوماته المعلقة. مات علي ….
حذر الكثيرون من أن إأبناء الشيطان ، جبهة النصرة تهدد بدخول عدرا، لكن أحداً لم يلتفت إلى تلك التحذيرات.
دخلت قواتهم عدرا العمالية وبدأوا باعتلاء الأسطح واقتياد كل من لا يتبع مذهب الظلام إلى القتل: طبيب في مقتبل العمر، جورج يُدعى، قطع رأسه وعلّق على قارعة الطريق. دماؤه عانقت هواء المكان فعطّرته برائحة الياسمين.
عائلة صغيرة قتلت، وشابات اقتُدنَ إلى الاغتصاب من قبل الإرهابيين، ومن ثم إلى القتل.
هل هذه هي الثورة السورية؟ّ!
هل هذه هي الحريات التي أتوا ليمنحونا إياها؟
هل هذا هو تقبل الآخر واحترام الأديان؟
وهل هذه هي سوريا التي بشرونا بمجيئها.
اقتادوها، تلك الصبية، إلى مأواهم، إلى بيت من بيوت المواطنين الأبرياء الذي بات مرتعا لفسادهم، ولم ينهِهم عن فعلتهم دموعها التي غسلت عاراً ليس لها. تناوب على اغتصابها عشرة لا بل أكثر. لم تعد تقوى على العد. أغمضت عينيها وقالت ربي ارحمني، فشهقت وماتت بعد أن ألقي رأسها بعيداً.
وهناك في ركن آخر في هذه البلدة البسيطة، في بيت آخر من بيوت المواطنين، عائلة أخرى تنتظر الموت الآتي من بلاد تهتف بالديموقراطية وتموّل أعمال القتل التي لا تطال سوى الأبرياء.
هناك خلف الجدران، دقت  عقارب الساعة مسرعة. ينظر رب الأسرة الصغيرة إلى الباب، سيدخلون إلى هنا، سيقتادون زوجته وابنته ويغتصوبهما ويقتلونه هو وابنه. لا، لن يهرب. أعدّ بعض الوسائل البيتية للدفاع عن نفسه. لن يدعهم ينجون بفعلتهم. وحين أطلّ ذلك الشيطان، اشتعل البيت بكل من فيه. نظر إلى الأعلى: وقال ربي اغفر لي، ربي سامحني إن اخطأت، قتلت عائلتي، يا الله يا الله، وخمدت الأصوات…
بعد أن تفاقمت الأوضاع، وبلغت سيول الدم أشدّها في فترة وجيزة، أتى الجيش العربي السوري لتبدأ عملية جديدة من عمليات تحرير البلدة. تأخرت عملية التحرير وذلك لأن الارهابيين كانوا يحتمون ببيوت المواطنين الأبرياء، وفي كل مرة كانوا يتنقلون، كانوا يأخذون من الشابات دروعاً واقية لهم. تأخرت العملية، ولكي يتفادى الجيش قتل المدنيين بدأت عملية ترحيل المواطنين هرباً من الذين يستخدمونهم كدروع بشرية، أولئك الذين اتخدوا سكن المواطنين ملجأ لهم. نعم، لقد مات الأبرياء ورحل أابرياء إلى قارعة الطريق في ظل هذا البرد القارس، دون توفر مسكن أو ملبس أو أي شيء، فأين العالم من هذا؟
ألم يقلقك هذا يا بان كي مون؟ ألن تدينه كما أدنت براميل سقطت على ارهابيين فأقلقت نومك العميق؟ ألم تصرخ لك دماء سوريا؟
معركتنا امتدت طوال ثلات سنوات، ولم تنتهِ بعد، لكننا نحقق النصر رغم كل ما حل من دمار في بلادنا، ورغم سيل الدماء سيأتي عام جديد ليزف لنا النصر، وحينها سيدركون كلهم أنهم قد راهنوا على الطرف الخاسر.
وها أنا أقولها نيابة عن الشعب السوري:
كفوا أيديكم عن سوريا يا مهلكة عربية راعية القتلة ومنبع الموت وحد السيف.. كفوا أيديكم جميعاً
فلدينا ما ليس لدى أحد، لدينا رجال الله
لدينا رجال حق
الجيش العربي السوري يقود الآن حرباً عوضاً عن كل الشعوب العربية، يرفع راياته عالياً.. وسينتصرون، وستهزمون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.