عقاب صقر، الطفل المعجزة …

saadhariri-okabsaker

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:

لكل امرءٍ من إسمه نصيب. كم هي بعيدة هذه العبارة عن المقاربة بين الطفل المعجزة وبين إسمه، فصاحب الوجه الطفولي اختار له والده اسم عُقاب، عله يصبح في يوم من الأيام شبيهاً بإسمه الذي يلحقه إسم الصقر، فيكون شامخاً كالعُقاب، وحاد البصر والبصيرة كالصقر، إلا أن مفارقة بسيطة غيرت كل تلك الأمال التي علقها ابوه عليه، وهذه المفارقة أن حلم أبي خالد لم يمر على أبي عقاب، ومن بشّر بذاك الصاروخ، لم يبشر بهذا الشربوخ.
وصحيح أن الوالد كان ينتظر زيارة الحلم بلهفة، ألا أن المصيبة وقعت، وأتاه عِقابه بعُقابه فارتضى بالمشيئة الإلهية وتفرغ للإستغفار من ربه على طفل المعجزة هذا لبقية عمره.
هو فعلاً الطفل المعجزة، كان جاداً في دراسته من الصغر، تدرج من مدرسة الخنوع الى ثانوية التسليم منتقلاً منها الى جامعة التخاذل، فكان دائماً مثالاً للتلميذ المجتهد الذي ينفذ تعليمات وتوجيهات مدرسيه بكل دقة واتقان.
نشيط هو هذا الفتى، عَمِل على تثقيف نفسه جيداً، فدرس الفلسفة التخاذلية، وتعمق في نظرية الخنوع والتسليم، واتخذ من المراجع الإجرامية مرجعاً أساسياً لكل دراساته ومفاهيمه، ما يسّر له الطريق ليكون واحداً ممن وقع عليهم اختيار الصهيونية الإسلامية ليكون واحداً من فريق عملها في الداخل اللبناني أولاً وفي المنطقة ثانياً.
فكان عُقاب صقر، وكانت بداية الطفل المعجزة.
خرج عقاب عن المألوف، وهو ابن عائلة عريقة في احتضانها للمقاومة، هذه العائلة التي ما بخلت يوماً في تقديم الدماء لأجل المقاومة، كيف لا وهي إحدى عائلات مدينة الهرمل، عاصمة الشهداء والمقاومة.
خرج عقاب عن المألوف، نعم فإن الله قادر على أن يُخرج الخبيث من الطيب. خرج لأنه وجد نفسه أجبن من أن يكون مقاوماً مجاهداً ومناضلاً، ولأنه أدرك بأن المقاومة هي طريق لبناء الأوطان، ولكن من كان مثله لا يفكر إلا ببناء الأموال، فقد كان له طريق أخر، ولذلك اختار لنفسه الطريق الأسرع في الوصول إلى المال والشهرة، وهي طريق العداء للمقاومة.
فكان أحد الأبواق الإعلامية التي ما تركت فرصة متاحة أمامها إلا وبثت فيها كل ما في جعبتها من سموم وحقد للمقاومة وأهلها، مما أهّله ليلعب دوراً سياسياً على مستوى المجلس النيابي، نظراً للون الطائفي الذي يحمله، علماً بأن هذا الطفل المعجزة لو لم يكن شيعي المذهب لما كان له مكان، حتى كموزع شاي مساعد في الحفلة الفتفتية.
ليسَ … توجه هذا الطفل إلى الندوة البرلمانية كعنصر فاعل من ضمن منظومة الهجوم التي اعتمدتها الصهيونية الإسلامية في حربها على المقاومة، فكان مثالاً للعنصر الفاشل في الندوة البرلمانية، ولم يبدِ فيها ما أبداه من ذكاء في الصهيونية الإعلامية. لذلك، وللإستفادة من طاقاته الخبيثة، تم الطلب من سيده المباشر (ابن أم سعد) بأن يرسله إلى فرنسا لدراسة الجدوى الإقتصادية لمشروع دعم الشعب السوري غذائياً، وهكذا كان، فانتقل الشربوخ إلى باريس متنقلاً بين فروع شركات النستله والنيدو. ولكن الدراسة أفضت إلى أن الأرباح لن تكون كما تشتهي النفوس.
لذلك ومن باب كسب الوقت، التحق شربوخ الشيخ سعد بإحدى دورات المخابرات الفرنسية لتعليمه البعض من المواد الرئيسية في فنون الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، لينتقل بعدها إلى تركيا حيث تتواجد معامل الحليب بكثرة، ونظراً لكون أغلب هذه المعامل تقع في منطقة أورفة (المحتلة من قبل تركيا) فكانت فرصة ابن أم سعد لتفعيل وجود شربوخه في المنطقة، لذلك قام باقتراحه كممثل للصهيونية الإسلامية في الإشراف على سير توزيع المواد الغذائية من حليب وغيره بين صفوف الجماعات الصهيونية، وهكذا كان ، وتم الاعتماد على المدعو عقاب صقر كمشرف مباشر على سير العمليات (الغذائية) في منطقة حلب تحديداً وفي الكيان الشامي عموماً، فكانت البداية وأصبح الشربوخ هو نقطة الوصل بين المرخانيين والقطرائيلين وشيخه سعد من جهة وبين المجموعات المجرمة من جهة أخرى، فكانت انطلاقة المشروع الصهيوني الهادف إلى تدمير سوريا اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.
ونظراً للخطة المحكمة التي وضعتها هذه الصهيونية المتكالبة على سوريا، بالإضافة إلى حجم الأموال التي ضخت من أجل مد المقاتلين بالحليب (حليب بنكهة البارود، يهودي الصنع، مرخاني الترويج، حريري التوزيع)، بدأت الحرب الحليبية على سوريا، وترافقت معها الحملات الإعلامية الكبيرة التي حسمت ومنذ اليوم الأول بأن الدولة السورية ستنهار خلال أيام. والبعض كأمثال ابن أم سعد ذهب إلى أبعد من ذلك، مصرحاً بأنه لن يدخل لبنان الا من مطار دمشق الدولي.
ولكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، فكانت الدولة السورية بشعبها وجيشها ومقاومتها على قدر المسؤولية، ووقفت هذا الدولة وإلى جانبها رجال الله سداً منيعاً، تكسرت عنده كل المؤامرات، فما صدقت توقعاتهم ولا نجحت خططهم، ولا عاد ذاك السعد من مطار دمشق، وأخشى أن لا يعود حتى من مطار بيروت الدولي.
النهاية أصبحت واضحة، والحرب من الناحية السياسية الإستراتيجية قد حسمت، وسوريا والمقاومة قد انتصرتا، ولم تعد المسألة أكثر من مسألة وقت لتطهير المنطقة من جراثيم الصهيونية الإسلامية، ليتم بعدها محاسبة موزعي الحليب وأسيادهم وفقاً للقانون والدستور.
هي مسألة وقت لا أكثر، وعند حسم الأمر عسكرياً سنرى ابن أم سعد وشربوخه الصغير بحلة جديدة وصورة جديدة، وهو يوم آت ولا ريبة فيه، وسنرى في ذلك اليوم سعد الحريري متأبطاً الطفل المعجزة ومتنقلاً على أبواب المقاومة ليطلب العفو والسماح، وليطلب صفحة جديدة مع الدولة السورية، ولكن في هذه المرة لن يكون العفو عند المقدرة ، فالعفو لا ينفع مع من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء من أهلنا في سوريا، والعفو لا ينفع مع من خطط لاختطاف ضيوف الحسين (ع).
لا بل هو العِقاب للشيخ والعُقاب، ولكل من سوّلت له نفسه بالتطاول على سوريا والمقاومة.
هو يوم آت لا محالة، وما جمعكم حتى ذاك اليوم إلا بدد، وما جمعنا إلا انتصار سجّلناه في القصير وفي دمشق وفي صدد…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.