علماء روس يضعون نموذج التنبؤ بالحرب المعلوماتية

 

اخترع علماء الرياضيات الروس في معهد موسكو للتقنيات الفيزيائية وجامعة موسكو ومعهد الرياضيات التطبيقية في أكاديمية العلوم نموذجا رياضيا يصف الحرب المعلوماتية.

وسلط العلماء الضوء بشكل أساسي على أكثر التكتيكات تأثيرا على أدمغة البشر وتفكيرهم ومواقفهم، وقد نشر مقال بهذا الشأن في مجلة “Mathematical Models and Computer Simulations”.

ومنذ 6 أعوام، توصل الرياضيون الأمريكيون إلى الدعم الذي قدمه موقع تويتر وسائر مواقع التدوينات القصيرة لمناصري “الربيع العربي” في نشر دعايتهم بين الشباب.

أما في الربيع الماضي، فقد أنشأ العلماء الروس برنامجا حاسوبيا يتمكن من التنبؤ بنشر المعلومات من خلال “التسويق بالدعاية الشفهية”، والتي تقوم بالأساس على منهجية تحويل المستهلكين إلى مسوّقين تابعين للشركة، تكون مسؤوليتهم نشر المنتج أو الخدمة في محيطهم الأسري وأماكن عملهم، لجذب المزيد من الزبائن.

إن دراسة هذه الظواهر الاجتماعية والسياسية، على حد تعبير الباحث في معهد الرياضيات التطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسندر بيتروف، مسألة صعبة لأن الإنسان نادرا ما يتصرف على نحو عقلاني أو منطقي تحت تلك الظروف، بل يقع تحت تأثير سياسيين بارزين حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحته الشخصية على سبيل المثال.

 



كما فسر العلماء السبب في ارتباط اللون الأحمر بالدعاية والشعارات الثورية، حيث أخذ العلماء الروس في الاعتبار هذا العامل ضمن نموذجهم الخاص لمحاكاة “الحرب المعلوماتية”، واستندوا إلى الأساسيات الرياضية في نفسية الإنسان، والتي وضعها بداية عالم الفيزياء البيولوجية الأمريكي نيقولاي راشيفسكي، وكذلك استندوا إلى أن معظم “الصراعات المعلوماتية” تحمل طابعا لحظيا بسرعة البرق.

ويظهر ذلك في أن المشاركين في أي صراع أيديولوجي يبدأون في تكثيف دعايتهم في اللحظة التي يقع فيها حدث هام، بينما يصبح على الخصوم أن يقنعوا الجماهير بأن روايتهم هي الحقيقة، وما عداها “أخبار كاذبة” و”مضللة”.

وعلى أساس هذه الأفكار ونظريات راشيفكسي، أعد الرياضيون الروس مجموعة من المعادلات التي يمكن أن تفسر تصرف الأطراف المتنازعة والمجتمع في أثناء “الحرب المعلوماتية”، ومحاولة فهم النتائج التي تؤدي إليها تلك التصرفات، ولهذا الغرض جربوا في بيئة افتراضية حملة دعائية لإحدى شركات تكنولوجيا الاتصالات التي أنتجت لعبة حاسوبية، وتصارع القراصنة الذين يحصلون على أرباحها.

وأثبتت المراقبة والحسابات أن التصرفات الدعائية الأحادية، و”الحقن” المعلوماتي بصدد حدث ما، لا يؤثر على حياة المجتمع على النحو المرغوب من قبل “الصراع الأيديولوجي”، حيث أن عدد من يحمل المعرفة “الصحيحة” كما يقول الرياضيون ارتفع لمدة قصيرة ثم عاد لينخفض مرة أخرى للحد الأدنى.

من ناحية أخرى فإن بيتروف يقول أن “الحقن” المستمر على المدى الطويل للدعايات المجتمعية من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية بسبب تطور ظاهرة سياسية أخرى هي “استقطاب المجتمع”، فتكون النتيجة ألا يستمع الخصوم الأيديولوجيون إلى بعضهم البعض، وتتوقف الدعاية عن العمل، حيث أنها أصبحت تؤثر فقط في المؤيدين، وهذا ما يحدث اليوم في الواقع الذي نراه أمامنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.