على السعودية النزول من أعلى الشجرة قبل الفضيحة

saudi-leaders
موقع شفقنا الإخباري ـ
جمال كامل:
ارادت السعودية من خلال شنها عدوانها السافر على الشعب اليمني، ان تتجاوز مرحلة حروب الوكالة التي شنتها على الشعوب الاخرى، بأدواتها المعروفة وفي مقدمتها الاموال والجماعات التكفيرية، وان تظهر للاخرين انيابها، فاذا بالرياح تأتي بما لا تشتهي سفن قادة السعودية الجدد.

الضجة الاعلامية التي رافقت الاعلام المفاجىء عن تشكيل التحالف الطويل والعريض الذي قيل انه ضم من بين من ضم الدول الخليجية بالاضافة الى مصر والاردن والمغرب والسودان وباكستان وانضمت اليهم تركيا بقيادة السعودية، مع تنسيق وثيق مع امريكا واساطيلها وحاملات طائراتها وقواعدها، كل هذا التحالف الجرار، كان ضد الشعب اليمني الفقير الابي، المحاصر من البر والبحر والجو.
كانت السعودية تتوقع، من خلال كل هذا العم الجرار، ضد شعب فقير اعزل محاصر، ان ترسم لها صورة اخرى غير تلك الصورة النمطية المعروفة لها ولجيشها، فاذا بعد اكثر من ثلاثة اشهر من العدوان لم يبق مع السعودية الا عبدربه منصور هادي وال”داعش” و القاعدة وميليشيا الاصلاح والخيبة والفشل.
التخبط وانعدام الرؤية والفشل، كان واضحا منذ اليوم الاول للعدوان، فبعد ايام قليلة، اعلنت السعودية انتهاء “عاصفة الحزم”، وبدء مرحلة “اعادة الامل”، ولكن ظلت السعودي تكابر وتدفن رأسها بالرمال، وبقيت تمارس القتل العبثي لليمنيين وتدمير بناهم التحتية، وبعد ذلك حاولت امريكا وبعض حلفائها انزالها من الشجرة، فوافقت على هدنة، الا انها بعد ايام قليلة، واصلت اعمال القتل مرة اخرى، اعتقاداً منها ان اي وقف لاطلاق النار والخروج بحل سياسي سيُنظر اليه على انه هزيمة منكرة لها، لذلك استمرت في القتل حتى تجاوز العداون اكثر من ثلاثة اشهر دون اي افق لعدوانها، ومرة اخرى حاول حلفاء السعودية انزالها مرة اخرى وتم الاعلان قبل ايام عن هدنة، تبدأ منتصف ليل الجمعة 10 تموز/ يوليو، الا ان السعودية واصلت عمليات القتل الممنهج ضد الشعب اليمني، رغم اعلان منظمة الامم المنتحدة ان جميع الاطراف وافقت على الهدنة.
المضحك ان السعودية ودون الاعتناء بسمعتها بوصفها دولة في المنظمة الدولية وعليها ان تحترم تعهداتها، تراها تعلن ان عبد ربه منصور هادي لم يبلغ التحالف بقضية الهدنه لذلك هي تواصل عمليات القتل، فيما اعلن المتحدث باسم قوات التحالف احمد العسيري، ان التحالف غير معني بالهدنة، وانه لابد من وجود مراقبين دوليين للهدنة على الارض، فيما تراجع وزير خارجية منصور هادي، رياض ياسين، عن موقفه من الهدنة، بالقول انه لافائدة منها مالم يخرج الجيش وانصارالله من المناطق التي دخلوا اليها، وانكشف للعالم اجمع ان السعودية لحد الان لا تعرف ما تريد بالضبط من وراء عدوانها على اليمن، وكيف يمكن الخروج من هذه الازمة.
حال السعودية في اليمن، تشبه حال المراهق الذي يحاول تقليد الكبار، فاذا به تحول الى مادة للتندر، وهو ما دفع المراقبين للعدوان السعودي على اليمن، في رصد العوامل التي ساهمت في ان تحشر السعودية نفسها في هذه الزواية التي لا تحسد عليها بالمرة، ومن بين هذه العوامل :
-الحرب التي فرضتها السعودية على الشعب اليمني هي حرب ظالمة بكل ما للكلمة من معنى، ولا يمكن تبريرها باي شكل من الاشكال، الامر الذي جعل المبررات السعودية لعدوانها على اليمن، سخيفة الى ابعد الحدود.
-عدم اقتناع حلفاء السعودية بالحرب العبثية والظالمة التي تُشن على اليمن، رغم كل الاغراءات التي قدمتها السعودية لهم.
-بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على العدوان، انكشفت حقيقة الجهات التي ايدت العدوان داخل اليمن امام العالم اجمع، فهي ليست سوى “داعش” و القاعدة و ميليشيا الاصلاح التكفيرية.
– كشفت الحرب مدى الشعبية الواسعة التي تتمتع بها حركة انصارالله داخل اليمن بوصفها حركة شعبية وطنية تدافع عن سيادة واستقلال اليمن ضد التبعية والهيمنة السعودية واذنابها من الدواعش والقاعدة والتكفيريين.
-كشف العدوان ان اكثر من 90 بالمائة من الجيش والقوات المسلحة اليمنية هو مع الثورة وانصارالله والشعب اليمني ضد العدوان السعودي ومرتزقة السعودية من العملاء والخونة.
-اثبت العدوان ان الشعب اليمني يمتلك رؤية واضحة لما يجري من حوله، وايقن ان كل الويلات التي عاشها خلال العقود الماضية ومازال سببها التدخلات السعودية ومرتزقتها، وهو ما يفسر الوقفة البطولية والملحمية لهذا الشعب الى جانب الجيش وانصارالله ضد العدوان السعودي ومرتزقة السعودية .
بالاضافة الى كل ما ذكرنا، يبقى الحقد والجهل والغطرسة والعجرفة السعودية ومراهقة ساستها الجدد، هي من اهم العوامل التي ساهمت في رسم الصورة المضحكة لها في العالم، وهذه الصورة تبدو انها تتكثف يوما بعد يوم، في كل موقف، عسكري كان ام سياسي، تتخذه السعودية ازاء الازمة اليمنية، فهي تبدو مضحكة عندما تصر على استمرار الحرب، ولكنها تخشى مواجهة الشعب اليمني وجها لوجه، وانها تبدو اكثر سخرية عندما تدعي ان الشعب اليمني مع رجلها الضعيف عبدربه منصور هادي، بينما على الارض ليس لها وله ومن انصار الا القاعدة وداعش، وانها تضطر لقبوله وقف اطلاق النار، ولكن بعد اقل من ساعة تنتهك ما تعهدت كي لاتظهر بمظهر المنهزم .
اخيراً على امريكا بوصفها الراعي الاكبر للنظام السعودي، ان تضع حداً لهذه الصورة المضحكة والهزلية التي وضع ساسة السعودية بلادهم فيها، حتى لو اقتضى الامر ان تُنزل السعودية من اعلى الشجرة ولو بالقوة، قبل ان يتحول “حليفها الاقوى” في المنطقة بعد “اسرائيل” الى مثال للسخرية والاستهزاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.