على الهامش: عن الأرض والزيتون والمقاومة

ala-alhamesh1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
لم تحمِ النظرية العبقرية “قوة لبنان في ضعفه” لبنان وأهل لبنان. لم يحمِ النظام اللبناني يوماً اللبنانيين وأرضهم منذ نشأة الكيان.
حمى اللبنانيين على مر الأعوام الأحزاب والتنظيمات اللبنانية وغير اللبنانية. كل حزب أو تنظيم حمى منطقته وأهلها، وإن لم يكونوا بالضرورة أهله، لأن حمايتهم من حمايته مقيماً في هذه المنطقة أو تلك. هكذا كنا وهكذا استمرت أوضاعنا، أما القوى العسكرية والأمنية النظامية الشرعية فقد كانت في أكثر أوقاتها محمية لا حامية.
وحدها المقاومة غيرت المعادلات كلها. حمت اللبنانيين وأراضيهم، ليس في مناطق ما أسموه “نفوذها” أو “طائفتها” فقط، بل على امتداد الجنوب اللبناني والبقاع الغربي، وصولاً إلى “القصير” السورية لدرء خطر الإرهابيين التكفيريين ومنع وصوله ووصولهم إلى أراضي الوطن.
يغرس الجنوبيّ الطمأنينة في تراب قلبه منذ تحرير الجنوب في العام ألفين. يعلم أن خلف الصخرة هنا، وبين مجموعة الشجرات هناك، مقاومين يحمونه ويحمون تراب أرضه. كأنه عقد غير مكتوب يحكم العلاقة بين المقاومين وأهلهم، حبره الثقة التي يمنحها الأهل لمقاوميهم والحماية التي تعهد المجاهدون بها لأهلهم. ولا شيء أثار الشك في هذا العقد فيما مضى منذ عام التحرير وقبله، ولا شيء سيثير  هذا الشك في قادم الأيام.
لحبات الزيتون أن تختال على أغصان شجراتها بفخر وكبرياء، لأوراق الزيتون أن تزهو متراقصة حين يحركها الهواء الجنوبي الحر، للتراب أن يعتز بوطء أقدام الفلاحين والمزارعين، وللجنوب أن يبقى شامخاً بترابه وزيتونه وأهله ومقاوميه، وللبنان أن يبقى وطن المقاومة إلى “أبد الآبدين”.

تعليق 1
  1. […]  https://www.inbaa.com/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B4-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%… 12/10/2013 […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.