عميل لحدي: إسرائيل بلدي وشارون قائدي!

 

وفاة جميل أبو شلهوب، أحد العملاء اللبنانيين من جيش أنطوان لحد، ونقل جثته الى لبنان لدفنه في بلدة القليعة الجنوبية، كانا مناسبة لوسائل الاعلام العبرية لإعادة تسليط الضوء على الاحوال السيئة للعملاء منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000.

 صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
يحيى دبوق

 

هروب العملاء إلى الكيان الإسرائيليموقع “واللا” الإخباري العبري نشر تقريراً طويلاً عن أوضاع العملاء وشكواهم من التمييز والمعاملة السيئة، رغم خدمتهم الطويلة لمصلحة الاحتلال.

 

ووصف الموقع مراسم وداع أبو شلهوب، الملقب بـ”جيمي”، “ممزوجة بالدموع وصرخات الانكسار”، مشيراً الى أن التابوت حُمل على اكتاف رفاقه وأقاربه الى بوابة المعبر في الناقورة التي فُتحت كي تتسلمه اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ومن ثم نقل وحيداً الى القليعة، حيث دفن في المكان الذي تركه عام 2000، شأنه شأن العشرات من عناصر لحد الذين توفوا في السنوات الاخيرة.

 

ولفت التقرير الى أن الموتى من العملاء يطالبون في وصاياهم بأن يدفنوا في لبنان، و”ذلك رغم إصرارهم على أنهم مواطنون إسرائيليون قبل أي شيء آخر”. وبالفعل، دُفن العدد الأكبر في الاراضي اللبنانية، إلا أن عدداً منهم لم يحصل على موافقة، فدفن في مقبرة صغيرة الى جانب المقبرة اليهودية في مستوطنة “تل حي”، شمالي فلسطين المحتلة، إذ يرفض اليهود أن “تُدنّس” مقابرهم بدفن موتى الأغيار.

 

ويقول العميل سليمان نخلة، وهو صديق لـ”جيمي”، إن سبب الإصرار على الدفن في لبنان قد يعود الى فقدان الارض في إسرائيل، “ذلك أن الدفن بحاجة الى مقبرة، والمقابر هنا مرتبطة بالدين، كذلك فإن هناك من يريد أن يدفن الى جانب أقاربه، كما هي حال جيمي الذي أوصى بأن يدفن بجوار أخيه الذي قتل في صفوف جيش لبنان الجنوبي، بانفجار عبوة ناسفة في جنوبي لبنان”.

 

يروي نخلة معاناة عناصر الجنوبي في إسرائيل: “الأمور مؤلمة. منذ جئنا الى إسرائيل والحياة تزداد صعوبة، والعديد من أصدقائي من الجنوبي ماتوا في سن الشباب جراء الاصابة بأمراض القلب والسرطان، وأعتقد أن هناك ارتباطاً بين هذه الامراض والانسحاب من لبنان والعيش في إسرائيل”.

 

عميل لحدي: إسرائيل بلدي وشارون قائدي!وأضاف أن “جيمي” قاتل الى جانبه طويلاً، ليس فقط كعنصر في جيش لحد، بل أيضاً “في الصراع الذي أداروه هنا في إسرائيل للاعتراف بهم وبحقوقهم”. “هو صراع ما زال جرحاً نازفاً، إذ الى جانب صدمة الانسحاب والشعور بالطرد من لبنان، هناك صدمة إضافية جراء المعاملة السيئة من إسرائيل”. وبحسب كلامه، يميّز الاسرائيليون بين الضباط والجنود من الجيش الجنوبي، ويعاملون الجنود بدونية، وتقريباً بلا حقوق ومكتسبات، و”نحن نواجه صعوبات كثيرة، من دون مهنة أو شهادة علمية، الامر الذي يدفعنا إلى العمل في محطات الوقود أو كعمال زراعة في الحقول”.

 

ويضيف: “خسرنا كل شيء من أجل سياسة هذه الدولة وأهدافها بلا مقابل. أنا لم آت الى كريات شمونة كي أتجنّد في جيش لبنان الجنوبي، بل أنتم من جئتم إليّ وجندتموني. لقد خسرت الارض والمنزل والحياة والعائلة وكل شيء، وبدلاً من أن يؤمّنوا لي حياة طبيعية، ها أنا أعيش حياتي بصعوبة في هذا البلد”.

 

يؤكد نخلة أنه مشتاق الى وطنه الأم، لبنان. لكن في الوقت نفسه، يؤكد أنه “مواطن إسرائيلي بكل ما للكلمة من معنى”، ولكن “رغم أن أولادي حاولوا التجند في الجيش الاسرائيلي إلا أنهم فشلوا، الامر الذي دفعهم إلى الهجرة الى خارج إسرائيل”. ويزيد: “أنا أحب إسرائيل، وأشعر بأنني أكثر من مواطن، وقد قاتلت من أجلها. بل قبل أن أتعرف على إسرائيل، كنت في لبنان قد ترعرعت في منزل نرى فيه أن اليهود أصدقاؤنا المقربون، وأن أرييل شارون قائدنا”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.