عندما تثير إدارة اوباما شفقة الإيرانيين!

Obama - Barack - USA president

لم أتصور يوماً ان تثير الإدارة الامريكية الشفقة لدي الاخرين ، وخاصة لدي من لقي من هذه الادارة الأمرين ، كالايرانيين ، وهي تتعرض لكل هذا الكم الهائل من التعنيف والتوبيخ والاستهزاء والاتهام ، من قبل ˈإسرائيلˈ ، دون ان تملك الجرأة حتي علي الرد.

الحملة الشرسة التي يقودها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الرئيس الامريكي باراك اوباما وادارته ، تأتي علي خلفية اقتناع الاخير ان التهديد بالقوة العسكرية ومواصلة سياسة فرض الحظر ضد الجمهورية الاسلامية في ايران لم تعد تجدي نفعا ، ولابد من اعتماد الدبلوماسية والحوار اساسا للوصول الي حل مشرف يرضي جميع الاطراف ويبدد كل هواجس الغرب ازاء البرنامج النووي الايراني.

هذا الاقتناع ، وهو صحيح ، يبدو انه لم يرق للاسرائيليين الذين تنتهي كل طرقهم للتعامل مع ايران الي الحرب ، وهو امر رفضه اوباما وادارته واعلنوا بشكل واضح ان الشعب الامريكي لا يريد الحرب ويفضل الدبلوماسية طريقا لتسوية القضية النووية الايرانية.

الملفت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وبدلا من ان يضع حسابا لحليفه الذي هو قوام وجود كيانه ، اعلن حتي قبل ان يصل المتفاوضون وبينهم امريكا في جنيف الي اتفاق مبدئي ، انه لن يلتزم بشروط الاتفاق مع ايران وكرر ان اسرائيل ستتحرك عسكريا ضد ايران ، وكأنه يقول لمجموعة 5+1 وعلي راسها امريكا انتم لا تملكون الحق في اتخاذ قرارات دون مصادقة اسرئيل!!.

الامر الذي اثار شفقة الاخرين علي ادارة الرئيس اوباما ، هو حالة الانكسار والضعف والعجز ، والتي ظهرت عليه وهي تحاول تبرير سياستها دون ان تجد هذه التبريرات اذانا صاغية في تل ابيب ، فقد واصلت الحكومة الاسرائيلية شن حملتها الشرسة ضد اوباما حتي في عقر داره واشنطن ، فقد اوفد نتنياهو وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت زعيم ˈحزب البيت اليهودي المتطرف المؤيد بقوة للاستيطان الي واشنطن لتأليب اعضاء الكونغرس الامريكي علي اوباما لافشال الاتفاق النووي المحتمل الذي ينوي التوصل اليه مع ايران ضمن مجموعة 5+1.

بينيت هذا وامام معهد بروكينغز سابان للدراسات حول سياسة الشرق الاوسط ، اتهم ادارة اوباما بانها تقامر بـأمن اسرائيل في سعيها للتوصل الي اتفاق مع طهران ، وحذر مجددا من ان اسرائيل يمكن ان تشن ضربات عسكرية بمفردها ، مخاطبا مجموعة 5+1 ومن بينها امريكا بصيغة الامر قائلا : ان العقوبات المفروضة علي ايران يجب الا تخفف.

هذه المواقف بالاضافة الي الهجمة الاعلامية الاسرائيلية ضد اوباما وادارته لم تحرك عرقا من عروق اعضاء هذه الادارة ، بل ان وزير الخارجية الامريكي وعوضا من ان يدعو الاسرائيليين الي احترام الادارة الامريكية ، علي الاقل في الظاهر، نراه يستخدم ابشع الصفات لوصف الامريكيين والادارة الامريكية عندما قال نحن لسنا عميان ولا اغبياء في التعامل مع ايران ، وهو ما عكس حالة من الغضب العارم الذي تفجرت داخله امام هذه الهجمة الشرسة التي يقودها نتنياهو ضد الادارة الامريكية ، الا انه نفّس عنها بهذا الشكل البائس والعاجز.
تطرف نتنياهو وفريقه في التعامل غير المحترم وبشكل علني مع ادارة اوباما ، اعتمادا علي سطوة اللوبيات الصهيونية داخل الولايات المتحدة ، التي تضع مصلحة اسرائيل فوق مصلحة امريكا ، اثار مخاوف عجوز السياسة الصهيونية شمعون بيرز الذي دعا نتنياهو وحكومته الي ابداء الاحترام للولايات المتحدة ، مذكرا ، ان اسرائيل لم تتقدم باي طلب الا واستجابت له ادارة اوباما.

ان العجز الذي ظهرت عليه ادارة الرئيس باراك اوباما في تعاملها مع الصلف الاسرائيلي والذي بلغ حدا غير مألوف في اطار علاقات الدول ، اثار العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ، كما اثار علامات استفهام حول دور اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة ، والي اي مدي يمكن لهذه اللوبيات ان تؤثر علي السياسة الامريكية علي الصعيدين الداخلي والخارجي، وهل هناك خطوط حمراء امريكية اصلا تقف عندها هذه اللوبيات؟ ، وكيف يمكن تبرير هذا التدخل الاسرائيلي الواضح ، والذي يتعارض مع السياسة الامريكية ، كما بدي في قضية المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 ومن بينها امريكا ؟ ، تري من هي الجهة التي تملك الجرأة داخل امريكا ان تقول للاسرائيليين واللوبيات الصهيونية في امريكا ، ان عليها ان تقف عند هذا الحد ولا تتجاوزه عندما يقرر الامريكيون شيئا لمصلحة بلادهم ؟ . ان من مصلحة الاميركيين الا يمروا من امام هذه الاسئلة مرور الكرام ، اذا ارادوا الا يثير التعامل البائس لامريكا شفقة الاخرين ، وهي تقف عاجزة امام تدخل اسرائيل واللوبيات الصهيونية في ادق تفاصيل شؤونها الداخلية ، كما اثار ويثير تعامل ادارة اوباما مع التدخل الاسرائيلي في سياستها ازاء الملف النووي الايراني شفقة اعداء امريكا قبل اصدقائها.

موقع قناة العالم – ماجد حاتمي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.