#عون يقرّ بـ #الصفقة مع #جعجع: سأحارب الـ20 %!

 

 

هل يُقدم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على إعلان “حكومة أمر واقع” إذا بلغت مساعيه لتذليل العقد الحكومية الحائط المسدود؟ وهل يدرك تداعيات حكومة كهذه على صورة العهد الجديد والفرصة التي أعطيت له للعودة إلى السرايا الكبيرة؟

يأتي طرح السؤال في ضوء عدم التوصل إلى حل للعقد التي تحول دون ولادة الحكومة وأبرزها عقدة “تيار المردة”، وتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بحق تسمية “الثنائي الشيعي” للمقاعد الشيعية الوزارية الخمسة في حكومة الـ24 وزيرا، وفق ما ورد في صحيفة “السفير”.

في هذه الأثناء، أقر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام زواره أمس، للمرة الأولى، بوجود صفقة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” أدت إلى ذهاب منصب نائب رئيس الحكومة إلى “القوات”، بعدما تعذّر على “التيار” أن يلتزم بالحقيبة السيادية لمعراب.

وقال عون أمام وفد “اللقاء الأرثوذكسي” الذي طالبه بأن يأتي نائب رئيس الحكومة “ممثلا لوجدان طائفته وبيئته”، إن هناك صفقة ما قد حصلت تتعلق بهذا المنصب وسنحاول تعديلها أو تجنبها قبل تكريسها في التشكيلة الحكومية، مدافعاً عن خياراته، ومؤكداً للحاضرين أنه يتفهم هواجسهم “فنحن نقرأ في كتاب واحد”.

وقال للوفد “أنا مع أن يأتي إلى أي منصب من يمثل بيئته، والدليل انتخابي لرئاسة الجمهورية وانتخاب جبران باسيل رئيساً للتيار”، واعداً اللبنانيين ببناء دولة شبيهة بأحلامهم وأمانيهم وطموحاتهم. وأضاف: “كما تلاحظون هناك عراقيل توضع أمام عملية تأليف الحكومة وهناك معطّلون تعرفون من هم”، وتابع “هناك 80 في المئة من اللبنانيين رحّبوا بوصولي إلى رئاسة الجمهورية، أما الـ20 في المئة الذين لم يرحّبوا، فهم عبارة عن شبكة مافيوية سنحاربها ونمنعها من الإمساك بمقدرات البلد”.

وبينما كان رئيس الحكومة المكلف يعطي جزءاً من اهتمامه في الساعات الأخيرة، لإعادة هيكلة “تيار المستقبل”، استعدادا للمؤتمر العام الذي سيعقد يومي السبت والأحد المقبلين، وما سينتج منه من تشكيلات قيادية جديدة على مستوى لبنان، عُلم أن الاجتماع الذي حصل بينه وبين وفد قيادة “المردة”، أمس، في “بيت الوسط”، لم يخرج بأي نتيجة إيجابية.

وفي المعلومات، أن الحريري تذرع بعدم وجود هوامش كثيرة تتيح له التصرف بالوزارات الأساسية بما يلبي مطالب “المردة”، معتبرا أن الحكومة لن تعمر طويلا وبالتالي يمكن التضحية هذه المرة، غير أن وفد “المردة”، الذي أشاد بإيجابية رئيس الحكومة المكلف، كان حاسماً بأن ما يطالب به سليمان فرنجية اليوم يتجاوز الحقيبة الوزارية إلى ما هو أبعد على صعيد تثبيت الحضور والحجم السياسيين في التركيبة اللبنانية، ومن كانت رئاسة الجمهورية بين يديه، فلن يتمثل بحقيبة وزارية عادية أو هامشية، في وقت تُغدق فيه الحقائب الوزارية السيادية والأساسية على تيارات سياسية ومكوّنات مسيحية أخرى.

ولفت الوفد انتباه الحريري إلى أن “تيار المردة” ليس طامحاً أو ساعياً وراء حقيبة وزارية، وهو إما أن يحصل على الحقيبة التي يراها مناسبة له اليوم، وإلا فإنه سيكون خارج التركيبة الحكومية، وسيمارس المعارضة البنّاءة، ويستعد بالتالي للانتخابات النيابية التي من المفترض أن تجري بعد ستة أشهر.

من جهته، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره، أمس، إن من حق رئيس “تيار المردة” أن يتمثل بحقيبة أساسية “وأنا عندما أقطع عهداً لا يمكن أن أتراجع عنه وقد أكدت ضرورة أن يحصل “تيار المردة” على وزارة أساسية وأنا ملتزم بقولي، كما أكدت أن تمثيل النائب سليمان فرنجية في الحكومة حتمي وأنا لا أزال عند وعدي”.

وأضاف بري: لست أنا من اقترح إسناد حقيبة التربية إلى “المردة” بل الرئيس الحريري هو الذي أبلغني أنه عرض هذه الحقيبة على فرنجية الذي رفضها، فاستغرب الحريري الرفض باعتبار حقيبة التربية أساسية “وقد طرحت على الرئيس المكلف أن أساعد ولم ألق استجابة، علماً أنني لم أتواصل مع فرنجية منذ ذلك الحين”.

وبالنسبة إلى التجاذب حول حقيبة وزارة الأشغال، قال: “علمت أن هناك وعداً من الرئيس المكلف بإسناد “الأشغال” إلى “القوات اللبنانية”. أنا ليس بيني وبين “القوات” أي شيء، لا مر ولا حلو، وبالتالي هذه الحقيبة لم تكن بحوزة “القوات” لتعود إليها بل هي عندي، تماما كما أن هناك حقائب أخرى لا تزال ثابتة لدى من تولاها كـ “الخارجية” و”الطاقة” و”الداخلية” وغيرها، فكيف يجوز انتزاع حقيبة من طرف بينما هناك حقائب ثابتة عند آخرين”؟

وقال بري إنه سبق له أن أبلغ الرئيسين عون والحريري أنه مع ولادة الحكومة أمس قبل اليوم، مشيرا إلى أن الأجواء كانت ولا تزال إيجابية لكن تبقى تفاصيل ليست عندنا.

وقالت أوساط متابعة إن الرئيس بري لن يتزحزح قيد أنملة عن التزامه القاطع بعدم الدخول إلى الحكومة من دون أن يكون فرنجية موافقاً على الحقيبة التي ستسند إليه. وأضافت “إذا كان الرئيس المكلف يريد أن يلتزم بعرضه السابق مع فرنجية، فليبادر إلى إعطاء رئيس المجلس حقيبتي التربية والأشغال، وهو يتولى الباقي مع فرنجية”.

يذكر أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل توجه، أمس، إلى البرازيل، في زيارة تستمر أسبوعاً (حتى يوم الجمعة المقبل)، فيما يرتبط رئيس الحكومة المكلف بمواعيد خارجية بدءا من مطلع الأسبوع المقبل. هذان المعطيان جعلا المتابعين يجزمون أن لا حكومة قبل نهاية الشهر الحالي، برغم تأكيدات الحريري أمام زواره بوجوب أن تعلن الحكومة في أسرع وقت ممكن، بحسب ما كتبت صحيفة “السفير”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.